تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قدَّسَ الله سرَّهُ؟!

ـ[ابو أحمد سليمان]ــــــــ[16 - 04 - 07, 04:26 م]ـ

كثيراً ما نسمع أو نقرأ عبارة: "قدّسَ اللهُ سرَّهُ" بعد ذكر الشيخ الفلاني أو العالم العلّانيِّ، وخاصّةً من الراحلين - فما هو مفهومُها؟ .. وهل هي جائزةٌ شرعاً؟

هل يقتصر استعمالُها على أهل مذهبٍ معيّنٍ؟

هل يجوز للمسلم أن يقول: "قداسة البابا"؟

ـ[نضال دويكات]ــــــــ[16 - 04 - 07, 04:49 م]ـ

السؤال

ما حكم قولنا لمن مات: (قدس الله سره)، أو (قدس الله روحه)، وكذلك (طيب الله ثراه)؟ وجزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله، هذه العبارات متقاربة في المعنى ومقصودها الإحسان إلى الميت، والدعاء له بالطيب والطهارة، وليس شيء من هذه العبارات مأثوراً بالسنة أو عن السلف الأول، لكنها موجودة في كلام العلماء الذين يُؤرخون فيعبرون عن منزلة المترجم له بذكر قولهم: قدس الله روحه، أو قُدس سرّه، والتقديس: التطهير، والتطهير: إزالة الخبث وإزالة السوء، وقولهم: قُدس سرّه، يظهر لي أنها بمعنى قدس الله روحه؛ لأن الروح باعتبار أنها أمر خفي فهي بهذا الاعتبار سرّ، وأما طيب الله ثراه فهي عبارة تجري على ألسنة المتأخرين من الصحفيين والكتّاب كأنهم يعنون طيَّب الله قبره، وإنما يكون القبر طيباً إذا كان صاحبه من الصالحين؛ لأنه حينئذ يكون القبر عليه روضة من رياض الجنة إذيفتح له باب من الجنة فيأتيه من روحها وطيبها، والذين اعتادوا الدعاء بهذا اللفظ لا يقتدى بهم، وهم يدعون بهذا الدعاء لمن يعظمونه، أو يدعون تعظيمه وإن كانوا في الباطن بخلاف ذلك، وأولى من هذا وذاك الدعاء للميت المسلم بالمغفرة والرحمة والعفو والرضوان وسكنى الجنة والنجاة من النار، فهذا ما تضمنته الأدعية المأثورة عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- كما في دعاء الصلاة على الجنازة، والله أعلم.

ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[16 - 04 - 07, 07:17 م]ـ

الذي يظهر لي والله أعلم أن معناها جعل الله سره الذي لا نعلمه كظاهره الذي نعلمه فهي دعاء للفاضل أن لا يكون منافقا فلما علمنا من ظاهر حال الشخص أنه مقدس الظاهر لموافقته لكتاب الله وسنة نبيه دعونا له أن يكون باطنه كذلك والله أعلم

ـ[ابراهيم]ــــــــ[18 - 04 - 07, 01:29 ص]ـ

منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووول

قدَّس من التقديس، و التقديس يجمع معاني جليلة عدّة:

الأول: و هو أهمها أصالة (التطهير)

و الثاني: التبريك. .

و بهذين المعنيين فسِّرت ألفاظ و تراكيب كثيرة، فقالوا في معنى: (بيت المقدس) أي: البيت المقدس، و هو المطهر و المبارك.

و كذلك في اسم الله: (القُدُّوس) - بضم القاف و الدال و تشديد الأخير - و هو المطهر و الطاهر و المنزه عن العيوب و النقائص لكمال ذاته و صفاته، و المبارك أيضا - كما فسره بعض أهل العلم -.

و الثالث: التعظيم و التمجيد و التكبير، و هذا ذهب إليه بعض السلف، و ذكره ابن جرير و غيره في تفسير قوله تعالى (و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك).

و المعنى نطهرك و ننزهك التنزيه اللائق بك و نعظمك.

و من التعظيم: الصلاة لك كما فسر به بعض السلف قول الملائكة (و نقدس لك).

و التطهير شيء زائد على التنزيه، فهو بمعنى التنقية – و سيأتي مزيد بيان له -.

و هناك معنى آخر ذهب إليه بعض المفسرين، قال الزجاج: (معنى: " نقدس لك " أي نطهر أنفسنا لك، وكذلك نفعل بمن أطاعك نقدِّسه: أي نطهِّره).

فالتقديس يقع على العباد، و في الحديث (لا قدس الله أمة .. ).

قال في التاج 16/ 359: " و حكى ابن الأعرابي: " لا قدسه الله " أي: لا بارك عليه، و قال: و المقدَّس: المبارك، و قال قتادة: و أرض مقدسة: أي أرض مباركة، و إليه ذهب ابن الأعرابي ".

كذلك من أسماء الجنة (حظيرة القدس).

و أطلق على جبريل (روح القدس)، و قيل القدُس هو الله، قاله بعض السلف، كما قيل لعيسى بن مريم: روح الله.

و قد ورد في أشعار العرب قدس الله مضجعه و نحوها، و تناقلها العلماء سلفا عن خلف من غير نكير، و معناها فيما سبق؛ لكن معنى قدس الله روحه – خاصة -: طهرها من الذنوب و الخطايا، و هكذا دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم في دعاء الاستفتاح: (اللهم طهرني من الذنوب و الخطايا)، و دعا به في غيره كما في حديث عائشة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير