تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[" نصرة القبض و الرد على من أنكر مشروعيته في صلاة الفرض "]

ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 02:54 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و بعد:

فهذا كتاب " نصرة القبض و الرد على من أنكر مشروعيته في صلاة الفرض " لأحد علماء المالكية أنزّله في هذا الموقع نصرة للسنة النبوية و بيانا للروايات الصحيحة عن الإمام مالك و حملني على ذلك ما رأيت من تطاول السفهاء و تحامل الغوغاء على توهين ما ليس بضعيف و هو الأولى و تقوية ما بالإطّراح أجدر و أحرى و الآثار الواردة في هذا الباب كافية لذي لبّ و بصيرة لولا العصبية المقيتة المميتة لأنوار التسليم و القبول للآثار النبوية و الأخبار المصطفوية عن خير البرية محمد صلى الله عليه و على آله و سلم و يزيد ذلك تعقيدا الإعتداد بالرأي و جنوح كل ذي هوى إلى رفع لواء الإنتساب إلى المذهب و هو منه خواء ليروّج سلعة تعصبه الكاسد و ثمرة تقليده البائر الفاسد قائلا: " نحن مالكية!! " و نسي المسكين أو تناسى قول الإمام مالك رحمه الله تعالى و غفر له: " إذا صح الحديث فهو مذهبي " فرأيت إثبات هذا السفر بحروفه عسى أن يستريح طالب للحق راغب و يسكت كل ذي هوى مشاغب و سأنزّل هذا الكتاب على شكل حلقات بحسب جهدي و طاقتي و الله الكريم أسأل و عليه ثقتي و هو المعوّّل أن يمنّ عليّ بأداء هذه الأمانة كما منّ عليّ وحده بالهمّ بها و الإبتداء إنه حسبي و نعم الوكيل.و أسأله سبحانه أن يجعله خالصا لوجهه الكريم و أن لا يجعل للأحد فيه حظا آمين آمين آمين.و هذا أوان الشروع في المقصود: (و سأنقل الكتاب بحروفه فالرجاء أن لا يعتب عليّ إخواننا في بعض الألفاظ و من خطّ الناسخ أنقل)

" بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلّم تسليما كثيرا:

قال العلامة المحقق الفهامة المدقق ناصر السنة المحمدية و ينبوع المعارف الربانية سيدي محمد بن أحمد بن المسناوي تغمّده الله برحمته و أنالنا من بركاته آمين:

الحمد لله الذي جعل العلما مصابيح الإهتدا و أباح لعباده [ ... ] بمن شاء منهم و الإقتدا و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المتبوع الحقيقي في الإنتها كالإبتدا و على آله و أصحابه الذين من تمسك بشيء من مذاهبهم القويمة فقد رشد و اهتدى و بعد: فلما وقع في هذه الأعصار التي هطلت فيها سحايب الجهل على البوادي و الأمصار إنكار القبض على من فعله من المالكية في صلاة الفرض و بولغ في التشنيع عليه حتى نسب إلي ما لا يحب أحد أن ينسب إليه رسمنا في ذلك هذا التقييد و ذكرنا فيه من نصوص الأيمة ما ليس عليه مزيد و ضمّناه ثلاثة مباحث: الأولان منها توطئة للثالث ترجمناه برسالة نصرة القبض و الرد على من أنكر مشروعيته في صلاة الفرض و الله ولي الإعانه و الهادي إلى الصواب سبحانه.

المبحث الأول: في حكم القبض في صلاتي النفل و الفرض:

إعلم أن قبض اليسرى باليمنى في قيام الصلاة و بدله مختلف فيه في مذهب مالك على أربعة أقوال مذكورة في مشاهير كتب أيمة مذهبه كمختصر ابن الحاجب و ابن عرفة و غيرهما: الإستحباب و الكراهة و الجواز و المنع فأما القول باستحبابه في الفرض و النفل و ترجيحهما فيه على الإرسال و السدل فهو قول مالك في الواضحة و سماع القرينين أيضا و اختاره غير واحد من المحققين كالإمام أبي الحسن اللخمي و الحافظ أبي عمر بن عبد البر و القاضيين أبوبكر بن العربي و أبي الوليد بن رشد و عدّه في مقدماته من فضايل الصلاة و تبعه القاضي عياض في قواعده و كذا القرافي في كتاب الذخيرة صدّر بأنه من الفضايل ثم ذكر بعد ما فيه من الخلاف و من اصطلاحه فيه تقديم المشهور على غيره كما نبّه عليه في خطبته قال و هو في الصحاح عنه صلى الله عليه و سلم و مثل ما للقرافي لابن جزي في قوانينه و نسبه عياض في الإكمال إلى الجمهور و هو أيضا في الذخيرة للقرافي و الميزان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير