تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن ربيعة الأزدي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 01:02 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم,,,

جاءتني خاطرة أريد أن أعرضها لعل أحد يصوبني إن أخطأت واعذروني على ركاكة التعبير وعدم ترتيب الأفكار:

القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة, وهو محكم وكامل ليس فيه اختلاف.

قال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) النساء:82

1 - الإعجاز العلمي (غير العددي) ثابت في القرآن وهناك أمور لم يتم اكتشافها إلا حديثا, واستخرجت معاني من القرآن لم يعرفها المفسرون الكبار من أئمة وعلماء رحمهم الله. ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:

(أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه * بلى قادرين على أن نسوي بنانه *)

ولا شك أن الآية معجزة بدون العلم الحديث ولكن علم البصمات لم يعرف إلا في هذا العصر, وهو يعمق من معنى الآية وإعجازها, فإن كل إنسان لديه عشر بصمات في أصابع يده مختلفة عن بعضها البعض وخاصة به حيث أنه لا يوجد إنسان آخر لديه بصمة مشابهة له. فيفهم من الآية أن كل إنسان سيعود كما كان, ويحشر بكل جزئياته وبصماته حتى لو اختلطت العظام في قبر واحد وهذا يسير على الله, وهو يتحدى به علماء هذا العصر الذين ينكرون البعث. ولا نقول أن هذا منتهى عمق تفسير الآية, بل يمكن في المستقبل أن تستخرج معاني أكثر متحدية كل تطور حادث في البشرية فالقرآن هو المعجزة الخالدة, وهو الذي لا تنقضي عجائبه ولا تدرك سرائره, والله أعلم.

2 - لدي تعليق مهم: الفرق الضالة وأهل الأهواء وحتى الكفار قد يستخدموا بعض آيات القرآن في إثبات نقطة يريدون إثباتها, سواء أكان هذا الإثبات مستمدا من القصص القرآنية, أو الإعجاز اللغوي في القرآن أو الإعجاز العلمي أو ... فيأخذون الآية ويفسرونها حسب هواهم أو لما يوافق إعتقادهم, ويعرضون عما ثبت خلاف ذلك, أو قد يستخدمون آية خارج السياق القرآني ويتهمون المسلمين بكذا وكذا, كما يحصل هنا كثيرا في الدول الغربية دائما يسألوننا عن آيات الجهاد والقتال مثلا ويقولون أليس هذا من الوحشية والعنف وهو مخالف للرحمة الإلهية و .. و .. إلخ.

والرد عليهم لا يكون بإنكار ما جاء بل بتصحيح المفاهيم, وأن الدين جاء كاملا مكملا لبعضه فلا يمكن أن تفهم شيء إذا أخرجته من السياق أو لم تطلع على الأدلة الأخرى في هذا الباب حتى تتضح الصورة. فكل شيء يعرض على الكتاب والسنة فإن وافقه قبل وإن خالفه رد.

3 - طيب, هل ممكن أن نتستخدم نفس القاعدة في الإعجاز العددي؟ ولماذا؟

أخيرا أريد أن أنقل مثالا من لقاء الزنداني مع الجزيرة وجدته مكتوبا/

سأذكر مثال فيه إعجاز علمي وفيه إعجاز عددي في آية واحدة، أما الإعجاز العلمي فكنت أقرأ قول الله جل وعلا: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد: 25].

فكنت أقول: الله يخبرنا أن الحديد نزل من السماء، لكن نحن نستخرج الحديد من الأرض، فكان المقدَّر أن يقال (خلقنا الحديد) وليس (أنزلنا الحديد). ووجدنا بعض المفسرين –رضوان الله عليهم- يقولون –جزاهم الله خيراً- (أنزلنا) بمعنى خلقنا، فيرد عليهم آخرون من المفسرين قالوا: لا، لو أراد الله أن يقول (خلقنا) لقال (خلقنا) ولكنه قال (أنزلنا).

فلما قابلت البروفيسور (أرمسترونج) من أميركا وهو أحد أربعة في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وسألته هذا السؤال قلت له: أخبرني كيف خلق الحديد في الأرض؟ قال: الحديد يستحيل أن يكون خلق في الأرض، الحديد لابد أن يكون قد خلق في السماء ونزل إلى الأرض، لماذا؟ قال: لأن تكوين ذرة حديد واحدة لما حسبناها وجدنا أنها تحتاج إلى طاقة مثل طاقة المجموعة الشمسية أربع مرات، فالحديد عنصر وافد من الكون!!!

هل هذه مصادفة؟!

الباحثون الآن في الإعجاز العددي يقولون: عندنا معجزة في الحديد، لكن من الناحية الرقمية، فيقولون الحديد له وزن ذري ومعه خمسة أوزان ذرية، الوزن الذري الأوسط 57، وزن الذرة 57، افتح المصحف .. إذا فتحت أي مصحف الآن ستجد سورة الحديد رقمها في المصحف (57)!!!

فيقولون الوزن الذري 57 ورقم سورة الحديد 57، ثم يقولون العدد الذري هو 26 للحديد، آية سورة الحديد، أي آية الحديد في سورة الحديد رقمها (26) إذا حسبنا البسملة آية!! فيقولون هل هذه مصادفة أن يكون رقم السورة هو الوزن الذري ورقم الآية هو العدد الذري؟! ما هي مصادفة، هم يوردون كثيراً من الأمثلة على هذا ..

ولكن ما هو الفرق بين الرقم الذري والوزن الذري؟

في رأس الدبوس هنالك عشرين مليون ذرة!! فهم يزنون هذا العدد الضخم بوحدات تتناسب معه ويسمونها بالوزن الذري، ولكن هذا الوزن هو مجموع الجسيمات أي مجموع الأجزاء التي تكون الذرة، النيوترونات والإلكترونات والبروتونات.

أما عددها فهو شيء غير الوزن، فعدد الإلكترونات والبروتونات يكون واحداً، فهم يقولون هل هذه مصادفة؟ ليست مصادفة، ولكن هذا يفضي إلى شيء آخر: إذا كان الإعجاز العلمي يثبت أن القرآن نزل بعلم الله، فإن الإعجاز العددي يثبت أن ترتيب القرآن في السور والآيات نزل بعلم الله أيضا ...

انتهى

أفيدونا وجزاكم الله خيرا

وقل رب زدني علما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير