تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

به القوم مذهبهم.

ويرى فريق أن هذه الوصية ما هي إلا استدراك على حكم الله تعالى وليس هناك ما يوجبها اصلا، وقد ناقش الشيخ ابو زهرة رحمه الله هذه الوصية في كتابه: شرح قانون الوصية، وبين أنها باطلة وأنه نُحي بها منحى الميراث فقال: " هذه خلاصة أحكام الوصية الواجبة. . . وهذه الأحكام في غايتها ومرماها وفي الغرض منها والسبب الباعث عليها تنحو نحو الميراث، فالقانون جعل بهذه الوصية لأولاد من يموت في حياة أبويه ميراثاً مفروضاً، هو ميراثه الذي كان يستحقه لو بقي بعد وفاة أصله، على ألا يتجاوز الثلث، وإذا كان هذا غاية القانون، فكل الأحكام تتجه إلى جعل هذه الوصية ميراثاً، ولذا تجب من غير إيجاب، وإذا وجبت صارت لازمة، لا تقبل عدم التنفيذ، وبذلك تشابهت مع الميراث" ص: 244.

ويزيد من يعارض هذه الوصية في رده دعوى الفريق الأول أنهم لم يتقيدوا بالقيد الوارد في الآية التي استدلوا به أي: " إن ترك خيرا " وقد ذهب ابن قدامة رحمه الله إلى أن الخير هنا المال الكثير الذي يفي لا القليل، ومن هنا كما وجب التقييد بوفرة المال وجب التقيد بحاجة الأحفاد ذلك أنها تعطى لهم على أي حال كانوا أغنياء أم فقراء، قال أبو زهرة: " " والحق أننا إن أخذنا بالوجوب (يعني وجوب الوصية) يجب أن نعتبر الاحتياج، لأن الوصايا من باب الصدقات فيجب أن تكون للفقراء، ولأن الوصية الواجبة تقدم على غيرها فيجب أن تكون القربة فيها أوضح "، ولن تجد أخي أحدا من المتقدمين ناقش أمر الوصية الواجبة، اللهم العلامة البحر ابن حزم الأندلسي رحمه الله ولكن إيراده له كان على غير الوجه الذي ذكرناه آنفا، ذلك أنه رحمه الله لم يقتصر على الأحفاد بل تعداهم إلى سائر الأقارب على أن يكونوا ثلاثة على الأقل الذي هو أقل الجمع، وراجع المحلى يتبين لك.

وقبل التعديل الأخير لمدونة الأحوال الشخصية في المغرب والتي صارت تسمى مدونة الأسرة كانت الوصية الواجبة عندنا للأحفاد الذين يموت أبوهم في حياة جدهم، فصار أبناء البنت وأبناء الإبن في المسألة سواء.

هذا ما عندي على عجل، والحمد لله أولا وآخرا.

ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 03:40 م]ـ

جزاك الله خيرا على الإفادة أبا حازم.

وما كتبته سابقا ليس من كيسي بل من كلام الفرضيين المعاصرين.

انظر التحقيقات المرضية للشيخ صالح الفوزان، والفرائض للشيخ اللاحم.

وعلى العموم فالمسألة هينة جدا ولا تحتاج لمناقشة وحوار.

وإنما هو حب مذاكرة العلم.

فنفع الله بي وبك وغفر لي ولك وللمسلمين أجمعين.

آمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير