تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الصورة الثالثة: أن يكون المسجد مسجد سوق، أو مسجد طريق سيارات، أو ما أشبه ذلك، فإذا كان مسجد سوق يتردد أهل السوق إليه فيأتي الرجلان والثلاثة والعشرة يصلون ثم يخرجون، كما يوجد في المساجد التي في بعض الأسواق، فلا تكره إعادة الجماعة فيه، قال بعض العلماء: قولا واحدا، ولا خلاف في ذلك؛ لأن هذا المسجد من أصله معد لجماعات متفرقة؛ ليس له إمام راتب يجتمع الناس عليه " انتهى من "الشرح الممتع" (4/ 227 - 231).

والذي نوصي به إخواننا هو التناصح والسعي لجمع الكلمة ونبذ الاختلاف والفرقة، وترك حظ النفس، والمحافظة على هذه الشعيرة التي هي من أسباب الاتحاد والائتلاف، فكيف تجعل وسيلة للخلاف والفرقة.

ولنا قدوة في عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقد أنكر على عثمان رضي الله عنه إتمامه الصلاة بمنى، ومع ذلك أتم الصلاة، فلما سئل عن ذلك قال: (الْخِلافُ شَرٌّ) رواه أبو داود (1960).

ومما يدل على أهمية السعي في تأليف القلوب، أن جماعة من أهل العلم نصوا على جواز ترك الإمام بعض السنن لمصلحة تأليف الجماعة، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: " ولو كان الإمام يرى استحباب شيء , والمأمومون لا يستحبونه , فترَكه لأجل الاتفاق والائتلاف، كان قد أحسن. مثال ذلك الوتر فإن للعلماء فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أنه لا يكون إلا بثلاث متصلة. كالمغرب: كقول من قاله من أهل العراق. والثاني: أنه لا يكون إلا ركعة مفصولة عما قبلها , كقول من قال ذلك من أهل الحجاز. والثالث: أن الأمرين جائزان , كما هو ظاهر مذهب الشافعي وأحمد وغيرهما , وهو الصحيح. وإن كان هؤلاء يختارون فصله عما قبله , فلو كان الإمام يرى الفصل , فاختار المأمومون أن يصلي الوتر كالمغرب، فوافقهم على ذلك تأليفا لقلوبهم كان قد أحسن , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: (لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لنقضت الكعبة , ولألصقتها بالأرض ; ولجعلت لها بابين , بابا يدخل الناس منه , وبابا يخرجون منه) فترك الأفضل عنده ; لئلا ينفر الناس.

وكذلك لو كان رجل يرى الجهر بالبسملة فأمّ بقوم لا يستحبونه أو بالعكس ووافقهم كان قد أحسن " انتهى من "الفتاوى الكبرى" (2/ 118).

نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين.

والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islam-qa.com/index.php?ref=87847&ln=ara

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 06:20 ص]ـ

جزاكم الله خيرا.

مثل هذه المسائل تحتاج لشخص فقيه نفس يعرف مقاصد الشريعة، ويعرف خير الخيرين من شر الشرين.

وهذه المسألة - أعني التي وقع فيها الخلاف - للأسف مسألة غلا فيها بعض إخواننا السلفي! فهذه المسألة عند من منعها، غاية ما يقال فيها عند الجمهور بالكراهة، ولا أحد - فيما أعلم - من أهل العلم قال بالحرمة، ولذا ينبغي ألا يضخمها الإخوة وينصبوا عليها الولاء والبراء! وما أجمل تلك القاعدة التي ذكرها فقيه النفس ابن تيمية، في كتابه العظيم " القواعد النورانية "، حيث قال - وأنقلها بالمعنى -[إن من المستحب ترك المستحب لتأليف قلوب الناس]، وتخريجا عليها أقول: [إن من المستحب فعل المكروه لتأليف قلوب الناس]، مثاله مسألتنا هذه: فلو دخل شخص ملتح سيما الاستقامة ظاهرة عليه، بعد انتهاء الجماعة الراتبة، وهو ممن يرى قول الجمهور بكراهة الجماعة الثانية، فوجد ثلة من العامة ينتظرون من يؤم بهم، فرأوه، فقالوا: يا شيخ: هلم صل بنا! فلربما لو قال لهم: لا صلوا فرادى!، أو لا سأصلي منفردا، وتركهم وكبر في زاوية المسجد، ربما سيستغربون!، ربما سيطعنون! هنا نقول له تأليفا لقلوب هؤلاء العوام، صل بهم، لأن المسألة لا تعدو المكروه، وإن من المستحب فعل المكروه هنا لتأليف قلوب الناس، وبعد ذلك يشرح لهم رأيه.

والله الهادي.

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - 05 - 07, 12:18 م]ـ

الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله هو الذي اشتهر عنه الإفتاء بمنع الجماعة الثانية، وهذه الفتوى موجودة بصوته في أشرطته

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 03:57 م]ـ

الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله هو الذي اشتهر عنه الإفتاء بمنع الجماعة الثانية، وهذه الفتوى موجودة بصوته في أشرطته

القول بكراهة الجماعة الثانية والمنع منها قول جماهير أهل العلم، وليس فحسب العلامة الألباني الإمام!، فهو قول ابن مسعود رضي الله عنه، والأسود،وقول سعيد بن المسيب، وقول إبراهيم بن يزيد النخعي، وقول الأئمة الثلاثة أبي حنيفة ومالك والشافعي، ورواية عن أحمد وغيرهم كثير.

وتجويز الجماعة الثانية هو المشهور عند الحنابلة.

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - 05 - 07, 04:54 م]ـ

قصدي من علماء عصرنا بارك الله فيك

ـ[رائد محمد]ــــــــ[11 - 05 - 07, 08:50 م]ـ

الأخ الفاضل علي الفضلي سلمه الله ..... لا ينبغي نسبة هذا القول لابن مسعود رضي الله عنه فلم يقل به أبدا، والذي يثبت عنه خلاف هذا .... وكذلك أنس بن مالك رضي الله عنه لا يرى كراهية الجماعة الثانية .... ولا يعلم لهذين الصحابيين مخالف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير