ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر، يقول الله ـ عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً في تنزل القرآن عليها، أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن:33)
لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية وهذا خطأ ولا يجوز أن يفسر القرآن به وذلك لأنك إذا فسرت القرآن بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله أراده وهذه شهادة عظيمة ستسأل عنها.
ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد قوله تعالى:: () كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) (الرحمن الايات 26 - 28)
فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟
الجواب: لا، والله يقول: (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض).
ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟
والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية التي أدركوها بتجاربهم، أما أن نُحرِّف القرآن لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز.
المرجع: كتاب العلم للعلامة ابن عثيمين رحمه الله. * *
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:
((حكم تفسير القران .. بنظريات علمية حديثة.)).
.. تحت هذا العنوان كتب فضيلته بمجلة الدعوة [العدد 1447 الخميس 21 محرم 1415هـ الموافق 30 يونيو 1994] صـ 23، وبعد أن لخّص كلاما لشيخ الإسلام ابن تيميه في التفسير:
انتهى ملخص كلام الشيخ في الرد على من فسّر آية في القران بتفسير لم يرد في الكتاب والسنة،وأنه تفسيرٌ باطلٌ ..
.. وهذا ينطبق اليوم على كثيرٍ من جهّال الكتبة الذين يفسرون القران حسب أفهامهم وآرائهم ..
أو يفسرون القرآن بنظريات حديثة من نظريات الطب أو علم الفلك أو نظريات روّاد الفضاء ويسمّون ذلك: بالإعجاز العلميّ للقرآن الكريم ..
؛ وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير؛ وإن كان بعض أصحابه فعلوه عن حسن نيّة وإظهاراً لمكانة القرآن .. إلاّ أنّ هذا عملٌ لا يجوز ..
قال صلى الله عليه وسلّم: (من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار.)
.. والقرآن لا يُفسّر إلاّ بالقرآن أو بالسنة أو بقول الصّحابيّ كما هو معلوم عند العلماء المحققين ..
والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل
وصلّى الله وسلّم على نبينا محمدٍ وآله وصحبه.
وقال الشيخ / سعد الحصين حفظه الله:
ولعل أول من وقع في شبهة الاعجاز العلمي في القرآن هو: الغزالي (ت 505 هـ) في (احيائه) اذ إدعى أن اللقرآن يحوي سبعة وسبعين ألف علم، بعدد كلماته مضاعفة أربع مرات بإدعائه أن لكل كلمة ظاهرا وباطنا وحدا ومطلعا، وفي كتابه (جواهر القرآن) يخصص الفصل الخامس لبيان اشتمال القرآن على جميع العلوم أوالفنون الدنيوية.
وكما فتح الغزالي الباب للخلط بين التصوف والإسلام؛ فتحه للخلط بين الفكر والفقه في نصوص الوحي، فجاء من بعده الرازي (ت606) فزاد الطين بلة ثم استفحل الامر فجاء ابن ابي الفضل المرسي (655) فاستخرج الهندسة من قوله تعالى (انطلقوا الى ظل ذي ثلاث شعب) والجبر والمقابلة من الحروف في اوائل السور مثلا.
انتهى.
-هل هذا الكلام يفهم منه انكار من يتحدث عن الاعجاز
العلمى فى القران, أم يوجه بأنه لا تفسير للقران عن طريق
الاعجاز العلمى, ولكن يظل التفسير كما هو بقواعده المعروفة,
ويكون الاعجاز العلمى هو إشارة إضافية اشتملت عليها الأية الكريمة؟؟
-ويبقى أنى فهمت الكلام خطأ, فأرجو التوضيح
أعزك الله أخى الحبيب
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[20 - 05 - 07, 05:30 م]ـ
أضيف أخي مسلم أبي العلاء
أنه يمكن تعريف الإعجاز العلمي بأنه:
(الإخبار في آيات الله عن حقائق، نؤمن بها كما نؤمن بأي غيب ولكن اثبتت التكنلوجيا العصرية من مجاهر أو تلسكوبات أو غير ذلك، صحتها ماديا).
مثلا يقول الحق تبارك وتعالى:
(فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون (125) الأنعام
فبين الحق تعالى أن من يصعد في السماء يصبح صدره ضيقا حرجا ......... ونحن نؤمن بهذا ائيمانا قطعيا ومن توقف به كفر والعياذ بالله ........
وثبتت هذه الحقيقة في هذا الزمان (كما قرأت في بعض المجلات) مما يحدث لرواد الفضاء اثناء صعودهم في الفضاء من ضيق الصدر الشديد مما جعلهم يحتاطون لذلك من أخذ العلاجات الخاصة .....
فهذا الحقيقة من الإعجاز على صدق نبوة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأنه كان لا يمكن أن يعلم هذه الحقيقة في ذلك الزمان لو لم يكن رسول الله؟؟
وإذا ثبتت هذه الحقيقة فلا يمكن أن تنقض بنظرية أخرى أبدا ......
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن القرآن (لا تنقضي عجائبه)
والله أعلم
¥