قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله - في كتابه الخطب المنبرية /ج/2/ 268/ طبعة مؤسسة الرسالة في أثناء الخطبة التي بعنوان " الحث على تعلم العلم النافع:
(( ... بل بلغ الأمر ببعضهم أن يفسر القرآن بالنظريات الحديثة ومنجزات الَّتقنية المعاصرة ويعتبر هذا فخراً للقرآن حيث وافق في رأيه هذه النظريات ويسمي هذا " الإعجاز العلمي " وهذا خطأ كبير لأنه لا يجوز تفسير القرآن بمثل هذه النظريات والأفكار لأنها تتغير و تتناقض ويكذب بعضها بعضا والقرآن حق ومعانيه حق لا تناقض فيه ولا تغير في معانيه مع مرور الزمن أما أفكار البشر ومعلوماتهم فهي قابلة للخطأ والصواب، وخطؤها أكثر من صوابها وكم من نظرية مسلمة اليوم تحدث نظرية تكذبها غدا فلا يجوز أن تربط القرآن بنظريات البشر وعلومهم الظنية والوهمية المتضاربة المتناقضة.
و تفسير القرآن الكريم له قواعد معروفة لدى علماء الشريعة لا يجوز تجاوزها وتفسير القرآن بغير مقتضاها وهذه القواعد هي:
أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أُجمل في موضع منه فُصِّل في موضع آخر، وما أطلق في موضع قيد في موضع، وما لم يوجد في القرآن تفسيره فإنه يفسر بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن السنة شارحة للقرآن ومبينة له قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} النحل ـ 44/.
وما لم يوجد تفسيره في السنة فإنه يُرجع فيه إلى تفسير الصحابة لأنهم أدرى بذلك لمصاحبتهم رسول الله صلى الله عليه وعل آله وسلم وتعلمهم على يديه وتلقيهم القرآن وتفسيره منه حتى قال أحدهم: ما كنا نتجاوز عشر آيات حتى نعرف معانيهن والعمل بهن.
وما لم يوجد له تفسير عن الصحابة فكثير من الأئمة يرجع فيه إلى قول التابعين لتلقيهم العلم عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتعلمهم القرآن ومعانيه على أيديهم فما أجمعوا عليه فهو حجة وما اختلفوا فيه فإنه يرجع فيه إلى لغة العرب التي نزل بها القرآن.
وتفسير القرآن بغير هذه الأنواع الأربعة لا يجوز، فتفسيره بالنظريات الحديثة من أقوال الأطباء والجغرافيين والفلكيين وأصحاب المركبات الفضائية باطل لا يجوز لأن هذا تفسير للقرآن بالرأي وهو حرام شديد التحريم لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار" رواه ابن جرير والترمذي والنسائي و في لفظ " من قال في كتاب الله فأصاب فقد أخطأ ". انتهى المراد.
http://www.alburaie.com/new/index.ph...406a0e5e4b1f2a (http://www.alburaie.com/new/index.ph...406a0e5e4b1f2a)
السلفية النجدية ..
ـ[مسلم أبو علاء]ــــــــ[21 - 03 - 09, 07:06 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[21 - 03 - 09, 12:04 م]ـ
بارك الله بكم جميعا ....
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[21 - 03 - 09, 06:15 م]ـ
ومن مفاسد ذلك ومخالفته لأصول تفسير القرآن ..
أنه يوضع بأيدي أناس مخصوصين مما يسمى بعلماء الفيزياء أو الطب أو الفلك أو الجغرافيا مع جهلهم بإصول الشريعة الإسلامية ولا يفهموا مقصود الآية المتعلقة بالموضوع وربما تكون مفصلة في موضع وأجملت في موضع آخر , ومنهم من لم يكلف نفسه النظر في تفسير الآية في التفسير بالمأثور والمعتمدة عند المسلمين, ومنهم من لم يقم على نفسه ما هو واجب عليه أو مسنون فتراه حليق الوجه بالكامل ومتشبه بالكفار بملبسه ومظهره وهو غير ثابت المصداقية والعدالة (ورأس ماله) أنه عالم دنيوي في احدى المجالات المذكورة.
ويقول عن نفسه أنه:داعية أو مفكر (إسلامي)!!!!!.
والكارثة في المسألة-كما ذكر شيخنا المفضال ابن عثيمين رحمه الله- أن النظريات العلمية ليست ثابتة وما تلبث نظريات أن تدحض بنظريات أخرى وتبطل بها, فما هو موقف أولئك الذين نزلوا آيات معينة على أنها إشارة لتلك النظريات التي أبطلت!.
ومن أمثلة ذلك أن نظرية حديثة تقول أن الكرة الأرضية ذات طيات ضخمة تحت المحيطات! فربما سارع البعض ليقول أن في تلك الطيات يسكن يأجوج ومأجوج!! لكن سرعان ما جاءت نظريات تدحض هذه النظرية!!
ونحن نؤمن أن يأجوج ومأجوج موجودون وسوف يأتي يوم يخرجوا من السد الذي بناه عليهم ذي القرنين عليه السلام, ولو قالت كل النظريات والأقمار الصناعية والوسائل العصرية أنه لا يوجد شيء غير مرئي على الأرض.
أما إن كان الأمر ثابتا معلوما للجميع ويستطيع الجميع أن يتثبتوا منه فهذا من باب الإخبار بالغيوب وهو ثابت في كتاب الله مثل قوله تعالى: (ألم*غلبت الروم .... الآية) وربما يكون من ذلك قوله تعالى:
(وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (8) النحل. والإستدلال بذلك على ما خلق الله من وسائل النقل والركوب العصرية من سيارات وطائرات وسفن عملاقة بمحركات حديثة .... الخ
فهذه أمور ينظرها كل انسان عالما كان أو عامي وليست بحاجة الى فئة خاصة تحتكر تبيين أنها موافقة للقرآن أو لا تعرف ألا من خلال هذه الفئة أو تلك ...
والله أعلم والله الموفق ..
¥