وفي المسألتين ليس كل واحد كان على الصدق المحض في القعود أو نية القتال الحقة
والمرة الأخيرة فيما يتعلق بشهادة الأرض علي الناس يوم القيامة بلفظ ((أخبارها)) ومعلوم من أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم أن ابن آدم سينكر ما سطرته الحفظة ويطلب من ربه عز وجل أن يكون الشاهد من نفسه
هذا للعلم لأن سبحان الله لم يجعل لفظة في القرآن تقوم مقام الأخري فلا ترادف فكل لفظة في القرآن معجزة في موضعها بل كل حرف معجز لا يمكن أن يقوم حرف مكان حرف أبدا
أسلّم لكم أنّ هناك أخبار علميّة مذكورة في القرآن الكريم ذكرها الله تعالى و [ u] لكنّي لا أوافقكم الرأي أنّ هناك ما يسمّى إعجازا علميّا فالاعجاز في القرآن إنّما هو في أوجه البلاغة في القرآن وهذا مفهوم من تعريف المعجزة وأنّ الرسول صلّآ الله عليه وسلّم تحدّى العرب به بفصاحتهم وكلّ آيات التحدّي وردت بالاتيان بمثله أي ببلاغته وفصاحته وبيانه فعجز العرب رغم أنّم أهل فصاحة وبلاغه وبيان
أما قولك بأنك لا تسلمين ولا توافقين الرأي بأن هناك ما يسمى بإلاعجاز العلمي وتقصرين الاعجاز على الاعجاز البلاغي
فأنا أوافقك على أمر لكن ليس على سبيل الحصر في هذا الوجه فقط من وجوه الاعجاز ألا وهو الاعجاز من جهة بلاغة القرآن
وأختلف معك فيما لا تسلمين به وذلك لامور - قبل أن أذكرها أحب أن أقعد قاعدة ينطلق منها حديثي عن الاعجاز العلمي _
في البداية هناك فرق بين التفسير العلمي، والاعجاز العلمي
فالأول ألا وهو التفسير العلمي ينطق من يتحدث فيه من منطلقات علمية يسقطها على القرآن
وهذه المنطلقات العلمية قد تكون نظريات في طور التجربة لم ترقى بعد إلى كونها حقيقة مسلم بها لايختلف عليها أي عالم على وجه الارض فلو أجريت أنت التجربة لأعطتك نفس النتيجة التي يتوصل إليها أي باحث على وجه الأرض
بمعني أدق يسقطون العلم التجريبي على الآيات القرآنية ويتحدثون عنها
وكأن آيات القرآن التي يتناولونها كأنها كتاب علم تجريبي وبه أسس لهذه النظريات التي يخوضون في الحديث عنها ويخرجون القرآن عن كونه هدي ورحمة للعالمين كما أخبرنا الحق جل وعلا
وهذه المسألة من أخطر ما يكون لانهم والعياذ بالله يجعلون القرآن متغير بتغير نظرياتهم وما يتوصلون إليه من نتائج
وحاشا وكلا أن يكون كتاب الله هكذا
أما الاعجاز العلمي فالمقصود به هو أن بالقرآن الكريم اشارات علمية لم تكن معلومة لمن كان قبلنا بدقائقها وتفصيلاتها أعود وأكرر بدقائقها وتفصيلاتها المعلومة لدينا الآن
وهذه الاشارات العلمية التي نتحدث عنها لا بد وأن تكون حقائق نعم حقائق لا يختلف عليها مطلقا وتوصل الناس إليها بالمكتشفات العلمية الحديثة التي لم تكن متوفرة لمن كان قبلنا
وبالمثال يتضح المقال
ولكن قبل المثال أحب أن أشير إلى أن القرآن معجز زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أن تقوم الساعة فهو المعجزة الباقية من معجزات رسول الله، فالقرآن معجز بمجمله وتفصيله أي بما
فيه من أمور معجزة لم يجليها الله لنا بعد وسيجليها من منطلق قوله تعالى (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (صّ:88)
وقوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53)
فالحق سبحانه يتحدث عن الاستقبال قرأها الرسول صلى الله عليه وسلم هكذا بالاستقبال وقرأها الصحلبة وقرأها كل من كان قبلنا
ونقولها نحن وسيقولها من يأتي بعدنا بإذن الله ((سنريهم))
والقرآن يا أختي يتناسب اعجازه لكل عصر مهما عظمت العلوم والحقائق والمكتشفات يظل القرآن معجزا واعجازه لا ينتهي فهو ((لا تنتهي عجائبه))
فوجوه الاعجاز لا تقف على بلاغته فقط
وإنما القرآن معجز في تشريعه , وفي اخباره بالغيب ((غيب الماضي، الحاضر، المستقبل))
¥