تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ورد ذكر القنوت في الوتر في حديث أُبي من طرق لا يثبت منها شيء، و هذا بيانها:

الطريق الأولى:

أخرج النسائي (1699) و ابن ماجة (1182) أخبرنا علي بن ميمون قال حدثنا مخلد بن يزيد عن سفيان عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبي بن كعب - رضي الله عنهما -:

" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث ركعات كان يقرأ في الأولى بـ (سبح اسم ربك الأعلى) و في الثانية بـ (قل يا أيها الكافرون) وفي الثالثة بـ (قل هو الله أحد) و يقنت قبل الركوع فإذا فرغ قال عند فراغه: سبحان الملك القدوس، ثلاث مرات يطيل في آخرهن ".

قال الشيخ الألباني رحمه الله في " الإرواء " (2/ 167): وهذا سند جيد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير علي بن ميمون وهو ثقة كما في " التقريب ".اهـ

قلت: فيه (مخلد بن يزيد) قال الحافظ في مقدمة الفتح (1/ 443): أخرج له البخاري أحاديث قليلة من روايته عن ابن جريج توبع عليها.اهـ

و أما مسلم فلم يروِ له إلا حديثاً واحداً عن ابن جريج أيضاً في المتابعات و هو رقم (82/ 1536). فإطلاق القول بأنه من رجال الشيخين فيه نوع تجوّز.

على أن الرجل قال فيه الحافظ في " التقريب " (1/ 524): صدوق له أوهام.اهـ

و هذا الوصف جمع قولي أحمد و أبي حاتم فيه. و لولم يكن له أوهام لكان ينبغي لمن قيل فيه " صدوق " أن يُتَوَقّف في أمره و يُتَثَبّت في روايته، كما هو معلوم في المصطلح.

و قد أخطأ في هذا الحديث في متنه بزيادة القنوت، و في سنده بحذف الواسطة بين زبيد و سعيد بن عبد الرحمن، و هو (ذر)، و بجعله من مسند أبيّ رضي الله عنه.

و هذا مخالف لرواية الأثبات من أصحاب سفيان، و هم؛

أبو نعيم: عند النسائي (1752)،

و وكيع: عند أحمد (15399) و ابن أبي شيبة (6873)،

و عبد الرزاق: عند أحمد (15398)

فهؤلاء جميعاً رووا الحديث عن سفيان عن زبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه رضي الله عنه، و بدون ذكر القنوت.

الطريق الثانية:

أخرج الدارقطني في " سننه " (2) و البيهقي من طريقه (4640) حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا علي بن خشرم ثنا عيسى بن يونس عن فطر عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال:

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ويقنت قبل الركوع ... الحديث ".اهـ

قال الشيخ الألباني رحمه الله في " الإرواء ": و قد تابعه (فطر بن خليفة) عند الدارقطني، يعني هذا الحديث.

و (فطر) إنما متابعته تكون لسفيان، و قد بيّنا أن سفيان لم يروِ ذلك. فالحديث الذي رُوي عنه منكر أو شاذّ لأنه مخالف للكثرة المتثبتين، و من المعلوم أن مثله لا يتقوّى و لا يُقوي.

على أن (فطر) هذا قال عنه الحافظ الذهبي في " من تكلم فيه " (277): " صدوق وثق. وقال الجوزجاني: ثقة. و قال الدارقطني: زائغ لا يحتج به. وغمزه ابن المديني، له في البخاري حديث ".اهـ

قلت: ورد ذكره عند البخاري مقروناً بالأعمش و الحسن بن عمرو، في حديث واحد في " الصلة "، و يثبت تبعاً ما لا يثبت استقلالاً.

و قال السعدي: هو غير ثقة. كما في " التحقيق " لابن الجوزي (1/ 355) و " نصب الراية " (1/ 262). فمثله لا يحتج به و لا كرامة.

و قد يكون الخطأ من (عيسى بن يونس) كما أشار أبو داود في " سننه " عند الحديث (1427)

الطريق الثالثة:

أخرج البيهقي في " سنن " (4642) من طريق محمد بن يونس ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي عن مسعر حدثني زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبي بن كعب:

" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث ركعات لا يسلم فيهن حتى ينصرف الأولى بسبح اسم ربك الأعلى والثانية بقل يا أيها الكافرون والثالثة بقل هو الله أحد وقنت قبل الركوع ... الحديث "

قال أبو داود عن هذه الرواية: ليس هو بالمشهور من حديث حفص نخاف أن يكون عن حفص عن غير مسعر.اهـ

قلت: رواه عن حفص ابنه (عمر)؛ قال الحافظ في " التقريب " (1/ 411): ثقة، ربما وَهِم.اهـ

و الراوي عنه محمد بن يونس (الكديمي): متروك متهم بالوضع؛ قال أبو حاتم (8/ 85): يدل حديثه على أنه ليس بصدوق. اهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير