ومن هنا ناقشتك وكان ينبغي أن تشير لبقية الأقوال مجرد إشارة فهي مؤثرة ومخالفة لما نقلته
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[20 - 05 - 07, 08:01 ص]ـ
• قوله رحمه الله (ص: 187): و كان أحياناً يزيد في التسليمة الأولى: " و بركاته ".اهـ
قلت: لفظة " و بركاته " وردت في حديث وائل بن حُجر و حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما.
أما حديث وائل رضي الله عنه: فرواه أبوداود (997) و الطبراني في " الكبير " (115) عن طريق موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل عن علقمة بن وائل عن أبيه قال:
صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يسلم عن يمينه " السلام عليكم و رحمة الله و بركاته " وعن شماله " السلام عليكم و رحمة الله ".
قال الطبراني رحمه الله: هكذا رواه موسى بن قيس عن سلمة قال: عن علقمة بن وائل و زاد في السلام: "و بركاته".اهـ
و هذه إشارة منه - لله درّه من ناقد – إلى مخالفة (موسى بن قيس) غيره من الرواة؛ في السند بإسقاط الواسطة بين سلمة و علقمة، و في المتن بذكر السلام على التفسير. و قد رواه سفيان و شعبة و العلاء بن صالح و محمد بن سلمة، فقالوا: " عن سلمة عن حجر بن عنبس عن علقمة بن وائل ".
و حديث سفيان عند أحمد (18877).
و حديث العلاء بن صالح عند أبي داود (933)، و فيه (علي بن صالح) و هو خطأ، و الطبراني في " الكبير " (114)
و حديث شعبة عند أحمد (18874) و أبي داود الطيالسي (1024) و غيرهما.
و حديث محمد بن سلمة عند الطبراني في " الكبير " (113).
و قالوا جميعاً: " يسلم عن يمينه و عن شماله " على الإجمال.
و موسى بن قيس هذا، قال عنه الحافظ في " التقريب " (1/ 553): " صدوق، رمي بالتشيع، من السادسة ".
و قال الذهبي في " المغني " (2/ 686): " له مناكير ".
و ذكره العقيلي في كتابه (1736) و قال: من الغلاة في الرفض ... و هو يحدث بأحاديث رديئة بواطيل.
قلت: سبحان الله. رجل من الطبقة السادسة، من غلاة الشيعة الروافض، ليس بالحافظ المتقن، ينفرد بزيادة و يخالف شعبة و سفيان و كل رواة حديث وائل، و ينبّه الحفاظ على نكارته، ثم يُتخذ بعد ذلك شذوذه سنة؟؟؟ هذا من عجائب الأحكام. فاحذر الإنسياق وراء التقليد و تبيّن أمر دينك و عليك بالأمر المحقق.
و روى الحديثَ عن وائل رضي الله عنه أيضاً: عبد الرحمن اليحصبي، رواه عنه عمرو بن مرة من طرق، أخرجه أبو داود الطيالسي (1021)، و ابن الجعد في " مسنده " (125)، و الطبراني (103 و 105) و لفظه كلفظ علقمة؛ " يسلم عن يمينه و عن يساره ".
و أخرج الطبراني في " الكبير " (106) من طريق إسرائيل عن عبد الأعلى قال:
" صليت خلف عبد الرحمن اليحصبي فسلم عن يمينه؛ السلام عليكم ورحمة الله. و عن يساره مثل ذلك. قال: قلت له: من أين أخذت هذا؟ قال: صليت خلف وائل بن حجر قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم ففعل مثل ذلك حتى رأيت بياض خديه ".اهـ
و أخرج الحديث أحمد (18881) و الطبراني (71) من طريق عبد الجبار عن أبيه، و الطيالسي (1022) عنه عن بعض أهله، و روايتهما مثل رواية علقمة.
و أما حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فوردت الزيادة في بعض طرقه، و هي بين شاذّ و منكر، لا يصلح أن يستشهد به و لا أن يستشهد له.
الطريق الأول:
رواه ابن خزيمة (728) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد و زياد بن أيوب عن عمر بن عبيد الطنافسي عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عبد الله قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلّم عن يمينه حتى يرى بياض خده: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. و عن شماله حتى يبدو بياض خده: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ".اهـ
و هذا شاذّ غريب؛ رواه جماعة عن عمر بن عبيد به. دون قوله " و بركاته "، و هم:
محمد بن عبيد المحاربي و زياد بن أيوب. أخرجه أبو داود (996).
و محمد بن آدم. رواه النسائي (1323).
و محمد بن عبد الله بن نمير. رواه ابن ماجة (914).
و أحمد بن حنبل. رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " (4280)
و ابن أبي شيبة. في " مصنفه " (3043)، و من طريقه ابن حبان (1990).
و يعلى بن عبيد الله، أخرجه الطبراني (10173).
¥