تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلتُ: فالإمام النسائي لم يسق لفظ ((المعافى))، وإنما ساق لفظ ((علي بن خشرم)).

ولكن رواية الإمام ابن المنذر في "الأوسط" بيَّنت لنا أنَّ رواية المعافى موافقة لرواية علي بن خشرم في إثبات جملة الدعاء: ((ثم ليدع لنفسه بما بدا له)).

فثبت عندنا بذلك أن كلاً من ((المعافى بن عمران)) - وهو إمام ثقة جبل -، و ((علي بن خشرم)) - وهو ثقة - قد أثبتا جملة ((ثم ليدع لنفسه بما بدا له)).

اقتباس:

وقال ابن حذلم في "حديث الأوزاعي":

حدثنا يزيد بن محمد، قال: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: أنا الأوزاعي، قال: حدثني حسان بن عطية، قال: حدثني محمد بن أبي عائشة، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، ومن المسيح الدجال، ثم ليشكر النعمة بما يشاء)

و هذا قد جمع الشذوذ و الغرابة

أخي الفاضل:

أولاً: إسماعيل بن عبد الله هو: ((إسماعيل بن عبد الله بن سماعة)) - وهو ثقة، ومن أثبت الناس في الأوزاعي -.

قال أبو حاتم: ((كان مِن أجَلِّ أصحاب الأوزاعي وأقدمهم)).

وذكره أبو مسهر في الأثبات من أصحاب الأوزاعي، وقال: هو بعد "الهقل".

ثانياً: قوله: ((ثم ليشكر النعمة بما يشاء)) لا ينافي قوله: ((ثم ليدع لنفسه بما بدا له))، والله أعلم.

و هنا ينبغي أن أذكر و لو بإيجاز من رواه بغير ذلك اللفظ من أصحاب الأوزاعي، و هم:

الوليد بن مزيد: و هو أثب أصحاب الأوزاعي كما في (تهذيب الهذيب 11/ 132) و حديثه عند أبي عوانة في " المستخرج " (1616 و 1617) و البيهقي في " إثبات عذاب القبر " (1/ 116/190)

قال العباس بن الوليد بن مزيد - كما في "تاريخ دمشق" (53/ 296) -: [زاد أبي: ((ثم ليدع لنفسه ما بدا له))].

فهؤلاء الأئمة: ((المعافى بن عمران، والوليد بن مزيد، وعلي بن خشرم، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة)) يصعب جداً الحكم على روايتهم بالخطأ، والله أعلم.

و يقابله ما رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (3/ 116/1034):حدثنا يحيى بن سافري، حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا الهقل، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن محمد بن أبي عائشة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا فرغ أحدكم من التشهد، فليتعوذ من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، وفتنة الدجال»

و هذا أصح، و هو المحفوظ من حديث الهقل

1. و هو الذي أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 73/1352) عن الحكم بن موسى به.

أخي الفاضل:

قال الإمام مسلم (588): [وَحَدَّثَنِيهِ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ خَشْرَمٍ أَخْبَرَنَا عِيسَى - يَعْنِى ابْنَ يُونُسَ - جَمِيعاً عَنِ الأَوْزَاعِىِّ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَقَالَ: ((إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ)). وَلَمْ يَذْكُرِ ((الآخِرَ))].

قلتُ: انظر أخي الفاضل؛ فإن الإمام مسلم لم يسق لفظ الحديث كاملاً، وإذا نظرنا في الإسناد وجدنا أنّ فيه أيضاً ((علي بن خشرم)) وهو قد أثبت زيادة ((ثم ليدع لنفسه بما بدا له))، فالأمر يحتاج إلى مراجعة، والله أعلم

أبو مسهر: و حديثه عند ابن عساكر (53/ 296)

وهذا إسناد يحتاج إلى إعادة نظر وتأمل؛ فهل ((أبو مسهر)) له رواية مباشرة عن ((الأوزاعي)) أم أنه يروي عنه بواسطة؟

وأضف إلى ذلك أن ((أبا مسهر)) قد رواه عن ((إسماعيل بن سماعة)) عن الأوزاعي بزيادة: ((ثم ليشكر النعمة بما يشاء)).

رواد بن الجراح: و حديثه عند الطبري في " تهذيب الآثار " (2/ 358/305) و ابن عساكر (24/ 453)

قال الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب/ترجمة رواد":

[صدوق اختلط بأخرة فترك، و فى حديثه عن الثورى ضعف شديد].

وانظر ترجمته في "تهذيب التهذيب".

عقبة بن علقمة: و حديثه عند البيهقي في " إثبات عذاب القبر " (1/ 116/190) و " السنن الصغرى " (1/ 402/358).

قال الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب/ترجمة عقبة بن علقمة": [صدوق لكن كان ابنه محمد يدخل عليه ما ليس من حديثه].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير