يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه مثل أخرة الرحل المرأة و الحمار و الكلب الأسود! قال: قلت لأبي ذر: ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر؟ قال: يا ابن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال: «الكلب الأسود شيطان!».
و قد ورد الحديث بلفظين آخرين، أُرجيءُ الحديثَ عنهما إلى حين مناقشة مذاهب العلماء في المسألة.
• حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
رواه يحيى بن سعيد عن شعبة عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبيّ صلى الله عليه و سلم قال: «يقطع الصلاة الكلب و المرأة الحائض»
أخرجه أحمد (3241) عن يحيى به.
و أبوداود (703) و الطحاوي في " شرح معاني الآثار " (2431) عن مسدد عن يحيى به.
و النسائي (750) عن عمرو بن علي عن يحيى به.
و ابن ماجة (949) عن أبي بكر بن خلاد الباهلي عن يحيى به. و فيه «الكلب الأسود»
و ابن خزيمة (832) و ابن حبان (2387) عن عبد الله بن هاشم عن يحيى به.
و أبو نعيم في " الحلية " (8/ 387) و البيهقي في " الكبرى " (3300) عن علي بن عبد الله المديني عن يحيى به.
و الضياء المقدسي (500) من طريق زهير عن يحيى به.
تنبيه: قال يحيى بن سعيد – و هو القطان -:لم يرفع هذا الحديث أحد عن قتادة غير شعبة. قال يحيى: و أنا أفرقه! قال: و رواه سعيد بن أبي عروبة و هشام عن قتادة - يعني موقوفا -. قال يحيى: و بلغني أن هماما يدخل بين قتادة و جابر بن زيد أبا الخليل. قال علي: ولم يرفع همام الحديث.اهـ من " سنن " البيهقي (2/ 274)
وحكى غيره عن يحيى، أنه قال: أخاف أن يكون وهم - يعني: شعبة.
و قال الإمام أحمد: ثنا يحيى، قال: شعبة رفعه. قال: و هشام لم يرفعه.
قال أحمد: كان هشام حافظا.
و هذا ترجيح من أحمد لوقفه، و قد تبين أن شعبة اختلف عليه في وقفه و رفعه.
و رجح أبو حاتم الرازي رفعه.اهـ من " فتح الباري " لابن رجب (3/ 351)
قلت: أخرج أبو بكر القطيعي في " جزئه " المعروف بـ (الألف دينار) (384) حدثنا محمد قال: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك قال: حدثنا سفيان بن حبيب عن سعيد (ابن أبي عروبة) عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: «يقطع الصلاة الكلب و الحمار و المرأة»
فيه محمد شيخ القطيعي و هو: ابن يونس بن موسى الكديمي، و هو متهم بالكذب.
تنبيه ثانٍ: ورد تقييد الكلب بالأسود في روايتين و هما شاذتان.
أما الأولى؛ فرواها أبو بكر بن خلاد الباهلي عن يحيى، و هي عند ابن ماجة. و قد خالف فيها رواةً رفعاء أثبات و هم: أحمد، و عمرو بن علي، و زهير، و عبد الله بن هاشم، و ابن المديني، و مسدد في رواية عنه.
و أما الثانية: فراها معاذ بن المثنى عن مسدد، و هي عند الطبراني في " الكبير " (12824) و من طريقه رواها الضياء في " المختارة " (501). و قد خالف معاذ أبا داود و أحمد بن داود، و هما أتقن منه و أثبت.
هذا، و قد ورد ذكر " الكلب الأسود " عن ابن عباس رضي الله عنهما في روايتين موقوفتين؛ إحداهما منقطعة، سيأتي ذكرهما لاحقا إن شاء الله.
و لحديث ابن عباس طريق أخرى بلفظ مخالف؛ رواه معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أحسبه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا صلى أحدكم إلى غير سترة فإنه يقطع صلاته الكلب و الحمار و الخنزير و اليهودي و المجوسي و المرأة. و يجزيء عنه إذا مروا بين يديه على قذفة بحجر»
أخرجه أبو داود (704) عن محمد بن إسماعيل البصري به.
وقال: في نفسي من هذا الحديث شيء كنت أذاكر به إبراهيم و غيره فلم أر أحدا جاء به عن هشام و لا يعرفه، ولم أر أحدا يحدث به عن هشام. و أحسب الوهم من ابن أبي سمينة - يعنى محمد بن إسماعيل البصري مولى بني هاشم – و المنكر فيه ذكر المجوسي، و فيه: «على قذفة بحجر». و ذكر الخنزير، و فيه نكارة. قال أبو داود: و لم أسمع هذا الحديث إلا من محمد بن إسماعيل. و أحسبه وهم لأنه كان يحدثنا من حفظه.اهـ
قلت: قد خرج الحديث البيهقي في " الكبرى " (3301) بسنده إلى علي بن بحر القطان عن هشام به. بزيادة " المرأة الحائض " و " النصراني ".
¥