تصحيح السند لا ينفي الشذوذ ولكن تصحيح الحديث برمته سنداً ومتناً ينفي الشذوذ وابن حبان وشيخه أوردا الحديث في الصحيح وهذا يعني التصحيح
وأما عن التحريف في اسم هناد فيقول الدكتور المليباري في كتابه الموازنة ((ذكر رواية هناد الحافظ في نتائج الأفكار 2/ 221 ووقع في المطبوع تحريف " هناد بن السري " إلى " أبي هناد السلولي " وليس في الرواية أحد بهذا النعت))
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[08 - 06 - 07, 07:32 م]ـ
تصحيح السند لا ينفي الشذوذ ولكن تصحيح الحديث برمته سنداً ومتناً ينفي الشذوذ وابن حبان وشيخه أوردا الحديث في الصحيح وهذا يعني التصحيح
الحديث عند ابن خزيمة عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب و زياد بن أيوب عن عمر بن عبيد الطنافسي عن أبي إسحاق به.
رواه جماعة من الحفاظ الأثبات عن عمر بن عبيد الطنافسي بدون زيادة " و بركاته "، و هم:
الإمام أحمد بن حنبل
و أبو بكر بن أبي شيبة
محمد بن عبد الله بن نمير
و يعلى بن عبيد الله
و محمد بن آدم.
و محمد بن عبيد المحاربي
و زياد بن أيوب.
فما مقتضى هذا العلم؟ هل يقال أخطأ كل هؤلاء و فيهم أئمة أثبات؟ و حفظ إسحاق بن إبراهيم بن حبيب؟
الذي و إن كان ثقة إلا أن الإمامين أحمد و أبا حاتم قالا فيه " صدوق "، و هي إشارة واضحة إلى خفة الحفظ.
و لعل المتأمل في روايات هذا الحديث يجد أن هذه الزيادة إنما تحدث في الطبقة المتأخرة عن التابعين و أتباع التابعين.
و أضرب لهذا بأمثلة ثلاثة:
المثال الأول:
قال ابن حزم في " المحلى " (3/ 275): حدثنا حمام ثنا ابن مفرج ثنا ابن الاعرابي ثنا الدبرى ثنا عبد الرزاق عن سفيان الثوري ومعمر كلاهما عن حماد بن أبي سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: (ما نسيت فيما نسيت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حتى يرى بياض خده، وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حتى يرى بياض خده أيضا).اهـ
هذه الرواية فيها إثبات " و بركاته " في التسليمتين.
لكن في " مصنف " عبد الرزاق (3127): عن معمر و الثوري به.
و ليس فيها " و بركاته " في شيء من التسليمتين.
إذا هل الزيادة من الدبري؟
الجواب: لا. ففي " معجم " الطبراني (10177): حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن معمر و الثوري به.
و بدون تلك الزيادة.
هل بعد هذا يجزم أحد و يقول إن رسول الله قد قال " و بركاته " في سلامه؟
المثال الثاني:
قال الحطيب البغدادي في " المتفق و المفترق " (425):
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن بكير التاجر أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا حميد بن عبدالرحمن حدثنا الحسن يعني ابن صالح عن أبي إسحاق قال حدثنا أبو الأحوص عن عبدالله قال: " كان رسولا لله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسلم عن يمينه ويساره حتى يرى بياض خده السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
بينما في " المسند " (3879): 3879 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حميد بن عبد الرحمن ثنا الحسن عن أبي إسحاق ثنا أبو الأحوص عن عبد الله قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده السلام عليكم ورحمة الله "
المثال الثالث:
في " مصنف " عبد الرزاق " (3134):
عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب أن عمار بن ياسر كان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن يساره مثل ذلك
و هذه فيها إثبات " و بركاته " في التسليمتين عن عمار رضي الله.
بينما في " مصنف " ابن أبي شيبة (3049): حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال صليت خلف عمار فسلم عن يمينه وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله.
و تابع أبا الأحوص: زهير.
ففي " الأوسط " لابن المنذر (1545):
حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى قال أنا أحمد بن يونس قال ثنا زهير قال ثنا أبو إسحاق عن حارثة بن مضرب قال: رأيت عمارا يسلم عن يمينه و عن شماله؛ السلام عليكم و رحمة الله، السلام عليكم و رحمة الله في كلتيهما حتى أرى بياض خده فيها.
و تابعه شعبة.
ففي " المطالب العالية " (581):
وقال مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثني أبو إسحاق به. لفظه كسابقه ليس فيه زيادة " و بركاته ".
أفينسب بعد هذا لعمار رضي الله عنه أنه كان يقول: " و بركاته " في تسليمه؟!!
وأما عن التحريف في اسم هناد فيقول الدكتور المليباري في كتابه الموازنة ((ذكر رواية هناد الحافظ في نتائج الأفكار 2/ 221 ووقع في المطبوع تحريف " هناد بن السري " إلى " أبي هناد السلولي " وليس في الرواية أحد بهذا النعت))
لم يأت الشيخ المليباري حفظه الله بدليل مقنع في هذا. و كونه لم يقف على ترجمة الراوي لا يعني أن ذلك تحريفا. خاصة و أن الحافظ أملاها من نسخة مقروءة.
.
¥