تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأنصحك يا أخي أن تجيب السائل بترك هذه البنوك نهائيا فالعمل بها واقع في الوعيد بعذاب من الله في الدنيا والآخرة ....

أخوكم سليمان سعود الصقر (أبو عامر)

ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[12 - 05 - 07, 12:22 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه، أما بعد:

الجواب باختصار أن ذلك حرام قطعا وقولا واحدا وهو من أقبح الفواحش: ذلك ان يقوم وسيط بين بيت المال (أو الخزانة الحكومية) والزبائن وبحيث تقدم الخزينة قروضا ربويه إلى الزبون من خلال هذا البنك الذي يتعاطى عمولة مقابل هذا التوسط ... والأدلة على ذلك كثيرة جدا منها:

1 - طالما أن الربا من الكبائر فإنه لا يجوز التعاون لتحقيقه قال تعالى:

وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) المائدة (2).

فالربا من أكبر الكبائر فينبغي للمسلم أن لا يكون سببا فيه، وتدبر بارك الله فيك هذه الآيات من سورة البقرة:

الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون - (275) يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم - (276) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنو - ن

(277)

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمني - ن 278) فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون - (279)

2 - أن البنك في هذه الحالة لا يقوم مقام الكاتب الذي يوثق المعاملة الربوية فحسب، بل يدبرها ويتولاها ولذها فإن جميع موظفيه يكونون بهذه الصفة الملعونة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إضافة لذلك يتولى كتابتها --فعن جابر قال:

(لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء) رواه مسلم وغيره.

فالبنك في مثل هذه الحالة (وسامحني على هذا اللفظ) يقوم مقام القواد والعياذ بالله ..

3 - وأيضا أكل الربا من السبع الموبقات - قال صلى الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات " رواه البخاري ومسلم.

4 - وأمره شديد للغاية فالربا أشد من ستة وثلاثين زنية:

قال صلى الله عليه وسلم " درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم، أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية" [أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في الكبير عن عبد الله بن حنظلة وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (375).

5 - وما كان أمره هكذا ينبغي للمسلم أن يفر منه فرارا، وقد أمر بترك المشتبهات خصوصا عن هذا الأمر الخطير للغاية ...

عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال سمعته يقول

: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه) (إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) متفق عليه ولكن في البخاري بأكثر من حديث واحد- هذا اللفظ لمسلم.

هذا اختصارا والحقيقة فإن شناعة الربا وكتابته والشهادة عليه والتعاون عليه لا توصف ........

فأنصحك يا أخي أن تجيب السائل بترك هذه البنوك نهائيا فالعمل بها واقع في الوعيد بعذاب من الله في الدنيا والآخرة ....

أخوكم سليمان سعود الصقر (أبو عامر)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير