تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7 - التصور الآخر الغريب لدى الشيخ الحويني من أن النبي صلى الله عليه وسلم يمتلك الحق المطلق في مخالفة شرع الله بلا ضرورة وبلا حاجة مع أنه كان يقول لأصحابه: " قد علمتم أني أتقاكم لله وأصدقكم وأبركم ولولا هديي لحللت كما تحلون " قالها عندما خالفهم إلى ما يدعوهم اليه و يظن الشيخ أن هذه المخالفات تتحول إلى حسنات و بركات لمجرد أن الذي أمر بها هو النبي صلى الله عليه وسلم مع بقائها منكرا ً و فحشاء لبقية المكلفين من المسلمين ثم يقول الشيخ الحويني مؤصلا ً هذا الرأي: (لا يوجد في كل طرق الحديث أن أبا حذيفة علم بهذه القضية) أي أنها تواطأت هي و النبي صلى الله عليه و سلم على هذه الرخصة السرية فالنبي صلى الله عليه و سلم الذي قال في صحيح مسلم أهل النار خمسة وذكر منهم: " ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك " و الخدعة كما في اللغة التي يقول الشيخ بأنه لا مناص من التحاكم اليها تقول: خدعه خَدِيعةً وخُدْعةً أَي أَراد به المكروه وختله من حيث لا يعلم و أَخْدَعْته كتمته وأَخْفَيْته. سيقول الشيخ ولكن رسول الله لم يرد المكروه في مخادعة أبي حذيفة عن أهله بكتمان التصرف في عرضه نقول: لو كان معروفاً لكان أبو حذيفة أسعد الناس به و لما رأيت يا شيخ المصلحة في كتمانه و لدل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا حذيفة لأنه هو الذي قال: إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم. كما في صحيح مسلم و هو الذي قال لعمر كما في الصحيحين:" بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر؟ فقالوا لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرا). فبكى عمر وقال أعليك أغار يا رسول الله. " ثم يأتي من هذا خلقه مع أهل أصحابه في الجنة و يأمر امرأة من نساء أصحابه في الحياة الدنيا حيث التكليف و مشاحة النفوس بأن تبيح ثديها لرجل أجنبي يمصه و يسكت على إخفائها ذلك عن زوجها حيث يعقب الشيخ مستدلا على صحة توجيهه: (ثم جاءت سهلة و قالت: والله يا رسول الله لقد ذهب ما في وجه أبي حذيفة.)

فيعلق الشيخ: (و هذا بسبب بركة امتثالها وصية رسول الله فأي منكر بهذا؟!!) و كلام الشيخ واضح صريح في أن التغير الذي حدث في وجه أبي حذيفة ليس بسبب علمه برضاعها و أنها أصبحت أمه و لكن بسبب امتثالها بسرية لهذا العمل الذي كان من بركته ذهاب ما في وجه أبي حذيفة دون علمه بأنها صارت بالنسبة لسالم " أمه من الرضاعة " و هذا التصور الفاسد تأوله الشيخ مع أن النص صريح في أن ما في وجه أبي حذيفة لن يذهب الا بعلمه بما حدث لأنه عليه الصلاة والسلام قال " أرضعيه تحرمي عليه و يذهب ما في وجه أبي حذيفة " فذهاب ما في وجه أبي حذيفة متعلق بـ " تحرمي عليه " و في هذا دليل واضح على أنه عليه السلام يريد منها اخبار زوجها بما ستفعل لكي تتحقق الفائدة وهي ذهاب ما في وجهه بسبب حرمة الرضاع ولكن الشيخ يريد نصا " ظاهر المعنى ". و سنورد على هذا أيضا مزيد تعليق.

8 - الفهم الخاطئ لمفهوم الرخصة في الشريعة و سوء الربط بين الشرع و معانيه التشريعية من جهة و بين الفطرة و ما يحترم منها و ما لا يحترم.و سنورد مزيد تعليق في الفصل الثاني تحت فقرة المفهوم الشرعي للرخصة و التخصيص.

9 - الاضطراب الواضح لدى الشيخ في التعامل مع الأصول الفقهية و فهمها على الوجه الذي قد أصلت له فهو يرى جواز التخصيص بلا ضرورة و لا علة و يقول بأن الرخص تلغي العلل الطبيعية أي المحسوسة الداخلة في ذات الفعل أو الفاعل كأن تقول مثلا بأن الرخصة تلغي حرارة النار و الإيلام من فعل الاكتواء بها و الإسكار من طبيعة الخمر إذا جاءت الرخصة بالكي أو شرب الخمر و هذا مسلك غريب و هو مقتضى كلامه بل هو ما صرح به حيث يقول: (قالوا إزاي - يعني كيف - يباشر الرجل - أي سالم - الرضاع و مس المرأة لا يحل يعني تلمس بإيدك لا يحل تقوم ترضع؟ نقول لهم: يا جماعة الخير أنا قلت أن هذه رخصة لسالم فالعلة مقصورة لا تتعدى فما ينفعش أن تنصب التعارض بين الدليل العام و الدليل الخاص لأن الأصل أن الخاص لا يعارض العام يعني عندما أقول أن هذا خاص بسالم مولى أبي حذيفة يعارضني بالأدلة العامة التي فيها أنه لا يجوز أن تمس المرأة و أنك انت لا تنظر اليها و

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير