تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قد نوهتُ سابقاً عن عدمِ أهليتي للكتابةِ في هذا الملتقى العريقِ، لكني إذ فعلتُ، أطمعُ في أن تسمحوا لي بالتبسط في الحديث، حيث أعجزُ أن أكونَ طالبَ علمٍ مثلكُم.

إن من وسائلَ الإقناعِ والتواصلِ أن تضربَ لمحدِثك الأمثالَ، وحبذا لو أنك وضعته هو نفسَه في هذا الموقف فيقيسَ على نفسِه وتزيدَ فرصةُ قناعته، لكني أتخلى عن هذا المكسبِ وأربأ بأخي الكريم أبي حمزة الشمالي وبأي مسلمٍ عنه ولذا أمثلُ بنفسي ـ ولله المثلُ الأعلى ـ

هب أني أنا البراءُ بنُ أحمدَ، وقد بلغتُ من العمرِ ما بلغتُ طيلة َ هذا العمرِ لا أعلمُ إلا هذه المرأة ـ أحلام بنت محمد ـ هي أمي التي ربتني وكبرتني وسهرت عليَّ، فقيلَ لي: إنها ليست أمُك، وإنه عليك لكي تدخل عليها ولا تُحرمُ صحبتها أن ترضع من ثديها.

أفتراني سأترفعُ عن ذلك لأني بعد أن علمت أنها ليست أمي فإني سأشتهيها؟

والله الذي لا إله إلا هو، ما أترفعُ عن ذلك مُطلقاً ولأقدمنَ عليه ملهوفاً على بقائها من محارمي وموقنا بانعدام شهوتي تجاه التي مسحت غائطي في صغري وربتني وقامت على أمري كله.

بينما أسيرُ في الشارعِ ذاتَ يومٍ، إذ رأيتُ إمراةً أعجبني حُسنُها، فتبعتها أريد مراودتَها عن نفسِها وقد اشتُهيتها، فقيل لي: إنها أمُك

أفتراني سأظلُ أشتهيها وأصرُ على مراودتها وقد علمت أنها أمي؟

والله الذي لا إله إلا هو لا يكونُ ذلك أبداً.

ربما أكون أنا البراءُ بنُ أحمد ملوثَ الفطرة خبيثها، لذا أتركُ لك أنت الحكمَ؟

أيهما صاحبُ فطرةٍ سليمةٍ وفيه شيءٌ من الحياة وأيهما خبيثُ الفطرة سقيمُها وملوثُها وليس فيه شيءٌ من حياة

الذي يشتهي المرأة التي قامت عليه وربته صغيرا حتى كبر لأنه علم أنها ليست من محارمه، ولم يزل مصراً على اشتهاء الأخرى لأنه أعجبه حُسنُها حتى بعد أن علم أنها أمه؟

أم الذي لا تكون له شهوةٌ بما علم في نفسه من تربيتها له أنها أمه وإن لم تكن قد ولدته أو أرضعته وتموت شهوته عن الآخرى بعد أن علم أنها أمه وكان أعجبه حُسنُها؟

أي فطرة سليمة تلك التي تجعلنا أدنى من البهائم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قال الشيخُ (و أنا في الحقيقة لا أرى شيئاً منكرا ً في أن سالما ً باشر ثدي المرأة و أن هذا معنى الرضاع)

فكان تعليقك أنت:

(و هذا نص صريح في أنه يرى الرخصة تلغي طبيعة العلل و معلوم أن النهي عن مس المرأة و بالذات الثدي و ما شابهه منها انما هو بسبب ما يترتب على ذلك حسيا ً من شهوة أو على الأقل مخالجة الشهوة للرجل والمرأة و لا ينكر هذا الا من ليس فيه شيء من الحياة و كل هذا الذي يترتب على ذلك إنما هو فحشاء و منكر لأنه شهوة ليست في سياقها الشرعي)

وأقولُ إذا كان وصف هذا الفعل بالفاحش قائما على سبب تحرك الشهوة ـ كما تقولُ أخي الكريم ـ فإنا قد رأينا أنه ينعدم في حقنا نحن الأحاد المقصرين، وهو أشدُ امتناعاً وأشدُ انعداماً فيمن كان وصفه: وصيّ على القرآن أن نأخذه منه، ومن كان في الهجرة إماماً لعمرَ، ومن كان شعارُه: بئس حاملُ القرآنِ أنا إذا أوتي المسلمون من جهتي، ومن قال عنه الفاروق في موته: لو كان سالمُ حياً، ما جعلتها شورى

بل من قال فيه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك

وأشدُ انعداماً وأشدُ امتناعاً في حق المرأة التي فازت بمنزلة الصحبة، وكانت من الأوائل السابقين، وفازت بأجر الهجرتين.

ولنتذكر حقائق يتم تغيبها عمداً أو نسيانا من أنه:

1) كان سالمُ ابناً لهما ابتداءاً بالتبني.

2) كان يحمل اسم حذيفة.

3) كان له قبل نسخ التبني كلُ حقوقِ الابن وحرمته من أمه

هل نرى كيف نتكلمُ عن هؤلاء عندما نقول: رجل أجنبي و إمرأة أجنبية؟

أهذا هو الوصف الدقيق في حق هؤلاء؟

كأنه نكرة ٌ، مجهولٌ، لا يُعلمُ خُلقه ولا دينُه، قد أتى من المجهولِ فجأة ً على حين غفلةٍ مطلوبٌ منه فقط أن يرضع ثديها، فهو رجل أجنبي وهي إمرأة أجنبية.

وننسى أنه كان ربيبها وصغيرها وأنها كانت بالفعل محرمة عليه بالتبني، وأنه طول هذه الفترة قبل رفع التبني كان فعلاً من محارمها وكان يُنادى لحذيفة، سالم بن حذيفة وكان يحق له أن يرث حذيفة وتحرم عليه هذه المرأة تحريمَ الأم بالتبني المباح أنذاك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير