فقالوا: أمور كثيرة، أحدها: أنه خلط الحديث بالرأي، والثاني: أنه أدخل أحاديث كثيرة صحاحًا، وقال: [ليس العمل على] هذه الأحاديث، والثالث: أنه لم يفرق فيه بين المرسل [من الموقوف] والمقطوع من البلاغ، وهذا إمام قد صحت عندكم إمامته في الفقه والحديث، نقيضه أنه قد أسند كل مصنف في كتابه أحاديثه [كذا وجدتُ العبارة الأخيرة]).
فما قولكم - أدام الله فضلكم - وإخوانكم ممن انتسبتم مالكية في دفع هذه العوادي عن إمامكم وكتابه الذي يزعم ابن العربي: ( ... أن كتاب الجعفي هو الأصل الثاني في هذا الباب، والموطأ هو الأول واللباب، وعليهما بناء الجميع كالقشيري والترمذي فما دونهم ... ).
ويزعم مغلطاي أنه أول كتاب صنف لجمع الحديث الصحيح ... والسيوطي: أن كل أحاديثه المسندة صحيحة ... وهكذا ... فأي صحة هذه ... وقد ذكر فيه القوم ما تقدم ... إضافة أنه روى فيه عن مجاهيل لا يعرفون ... وضعاف لا يتقوون ... ونساء نكرات لا يتعرفن ولا يعرفن ... وجمع فيه أحاديث منكرة مخالفة لروايات أخرى أصح ... و خالفتها علوم القوم الكونية الحديثة ... فما قولكم - أعزكم الله - في ردّ ذلك عن كتاب إمامكم ... فالتاريخ يعيد نفسه ... ولا تحسبوا أن الهيبة التي زعمها الحافظ الذهبي لكتاب إمامكم بمانعة عنه انتقاد المنتقدين ... أو تظنوا أن ما ذكره الجلة النحارير النقاد المتقدمون في مدح مالك - رحمه الله - في علوم الرواية والدراية ... وبيانهم لشدة تحريه ... ودقة انتقائه للرجال بمكسبته جانب العصمة ... فيكون بمعزل عن سهام الراشقين ... أو تفحصات المدققين الغواصين من مهرة أصحاب الاصطلاح ...
أجيبونا جوابًا شافيا علميا دقيقا يقنع العقل ... ويقيم الحجة على أساس من الدليل والبرهان متين ... ولا تجيبونا جوابًا يخاطب العاطفة والوجدان ... فليس هذا مقامه ... بل هذا مقام الشدّ ... فلتشتدّ الحجج والبينات علوًا و ظهورًا مثلما اشتدت الشبه و الإعتراضات بروزًا هذه الأيام ... ولا بقاء إلا للأصلح رعاك الله ... وإنا لمنتظرون لما تجود به قرائحكم من علوم نيّرات ... وأقلامكم من حجج ساطعات ... وجعبكم من نقولات صحيحات صريحات ... مما عودتمنا به في مشاركاتم المليحات ... وبعد ذلك تطيب الطمينة لآكلها ... وربما أذاقنا أخونا أبو أويس أيضا من المحنشية ... فهي تشبه الطمينة لذة وحلاوة.
ـ[محمد نائل]ــــــــ[10 - 08 - 07, 10:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصّلاة والسلام على رسول الله
جزى الله خيرا جميعا من كتب في هذه الصفحة وأثراها بالفوائد العلمية
وعلى ذكر الموطأ، وشرحه "المسالك لابن العربي"، أدعو أستاذنا وشيخنا محمد السّليماني،
أو أحد تلامتذته النجباء ـ وهم كثر ـ للرّد على هذه الشبهات التي تثار من هنا وهناك،
وأخص بالشكر الأستاذ "الفهم الصحيح" على استفزازه لهمم و قرائح الباحثين.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[14 - 08 - 07, 08:21 م]ـ
وفقكم الله ... وحفظكم.
... ...
في الكتاب
(إفادة: قال الإمام غازي رحمه الله: في هذه الرحلة لقي ابن العربي شيخه ذانشمند الأكبر وهو إسماعيل الطوسي ودانشمند الأصغر وهو أبو حامد الغزالي الطوسي.و معنى ذامنشد بلغة الفرس عالم العلماء وكان شيخنا الأستاذ أبو عبد الله الصغير يحكي أنا عن شيخه أبي محمّد عبد الله العبدوسي أنَّه بلغه الفرس يفخمون ميم دانشمند والله تعالى اعلم.
)
واسماعيل الطوسي له ترجمة في تاريخ دمشق
ولكن ينظر في صحة هذا الأمر الذي ذكره ابن غازي - رحمه الله
أقصد في تحديد اسماعيل الطوسي
قال ابن العربي في قانون التأويل 114: ( ... ولقينا شيخ الشيوخ، وصاحب الباب في العلم والرسوخ؛ إسماعيل الطوسي).
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[22 - 11 - 07, 02:56 م]ـ
في كتاب المسالك لابن العربي 1/ 425: قال شيخنا القاضي أبو الفضل عياض في الشفا.
وذكر الأستاذ محمد السليماني أن ابن العربي نقل عنه 2/ 412 مكتفيا بقوله: قال علماؤنا المحققون!
بينما! لم يُشِرْ إلى الشفا ولا إلى مؤلفه في 2/ 409، 3/ 145، 155، 157، 159، 161،
ووددتُ لو أن السليماني حرر مسألة المشيخة،
وقد تيقن كل من شدا طرفا من أخبار القوم أن ابن العربي من شيوخ عياض،
وابن العربي هو الشيخ العاشر في كتاب الغنية لأبي الفضل عياض ص66 - 72،
وذكر ص68 - 69 أنه كتب عنه فوائد من حديثه، وناوله كتاب المؤتلف والمختلف للدارقطني، والإكمال لابن ماكولا، وقرأ عليه مسألة الأيمان اللازمة من تأليفه،
قال: وأجازني جميع روايته،
ثم روى عنه ص69 - 72 الأخلوقة الرباعية الباطلة الموضوعة المصنوعة المكذوبة على إمام الصنعة أبي عبد الله الجعفي رحمه الله،
ورواها عنه أيضا في الإلماع ص29 - 34،
وهي في كتاب سراج المريدين للمعافري.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[22 - 11 - 07, 03:32 م]ـ
على أي رواية من روايات الموطإ اعتمد، على رواية المصمودي أو النيسايوري أو .. ؟
أحسن الله إليك،
كدتُ أقول: لا هذه، ولا تلك،
أما رواية النيسابوري فلم تنتشر إلا بأقصى المشرق الإسلامي، بنواحي نيسابور وما حولها من القرى، ويُخطئ من يخلط بين المصمودي والتميمي،
وقد رأيتُ ابن تومرت لخّص أحاديث من الموطأ في أعزّ ما (طلب!)، كمِثْل ما تراه ص334، 381.
¥