ـ[الجهشياري]ــــــــ[21 - 02 - 08, 04:05 ص]ـ
الحمد لله وحده.
الأخ الفاضل: "أبو إسحاق المالكي".
جزاك الله خيرا على مسارعتك إلى الخيرات، وآتاك منها المزيد ..
أمّا ما نعتني به من غير استحقاق مني، فأقول: بل لك فضل السبق ومنك دوما نستفيد، ولا ينكر ذلك إلا مكابر أو عنيد. ونحن إزاء مشاركاتك لا نفتأ نستزيد. (ذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء، والله واسع عليم).
واعذرني إذا تأخرت عن الجواب. فقد صرفني عنه صارف، وهو لم ينصرف بعد ..
كما أن شيخنا "ابن وهب" أضاف إلى الموضوع إضاءة جديدة، من شأنها أن تسهم في تعديل بعض الاحتمالات حول هوية "أصبغ بن الحباب"، جزاه الله خيرا ..
ولدينا أيضا "محمد بن زنباع" ... وهو ليس بالهيِّن!!
فلعل الذي حبسني عنكم يزول يوم الجمعة، ولعل الله ييسر لي تناول الموضوع ليلة السبت بإذنه.
وإلى أن تجمعنا ثمرات العقول، أسأل الله أن يكلل جهدنا بالتوفيق والقبول، وأن يهدينا سواء السبيل.
ـ[محمد يحظيه الشنقيطي]ــــــــ[27 - 02 - 08, 09:05 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا خيرا على هذه المناقشات الجادة الطيبة المفيدة
والحمد لله على وجود مثل هؤلاء العباقرة بيننا
ـ[أبو اللُّطف]ــــــــ[28 - 02 - 08, 03:16 م]ـ
بارك الله في المشايخ ..
أمَّا عن "أصبغ بن الحباب"، فلم أجد له ترجمة، لكنْ يقع في نفسي أنْ لا وجود لتصحيف ولا تحريف .. ومِمَّا يؤيد هذا ويشفع له، أنَّ طريق التصحيف هو الأخْذُ في المشهور وتركُ الغريب ومزايلتُه، أوْ ما يُعرف عند أهل الحديث بلزوم الطريق وسلوك الجادة .. و"أصبغ بن الحباب" أقربُ اسم للغَرابة، وأبعدُه عن احتمال التَّصحيف .. وأبعدُ شيء عن أن يكون مُصحَّفا عن أحمد بن الحباب أبي عمر ..
كذلك تصحيفُه عن أصبغ بن الخليل بعيدٌ، كما أشار له سَمِيُّ المنفَلوطِي -أمتع الله به-، لأنَّ أصبغَ أعْلى طبقة من أحمد بن بَقيّ بن مخلد، فكان يجب أنْ يَبتدئ به، على جاري عادتهم ...
ولعل محمد بن الزنباع وأصبغ بن الحباب من فقهاء قرطبة المغمورين، وهم من القدماء ...
ومما هو معلوم أنَّ أكثر من يُسمِّي "أصبغ"، هم الأندلسيون، لمكان ابن الفرج المصريِّ عند المالكيَّة ..
ونفعنا الله بمشايخنا .. وليعذروني أن دخلت فيما بينهم .. لكن مُسامتة أهل الفضلِ فَضْلٌ ..
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[29 - 02 - 08, 01:18 م]ـ
كما أشار له سَمِيُّ المنفَلوطِي -أمتع الله به-
تقصد ابنَ وهب القشيري المنفلوطي ... رعاك الله ..
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 12:43 م]ـ
الحمد لله جزاكم الله خيرا على هذه الدرر ولي سؤال يراودني كثيرا هل ابن حبيب مالكي أصولا هل جرت أصوله على مقتضى أصول المذهب؟ بارك الله فيكم.
ـ[أبو اللُّطف]ــــــــ[20 - 03 - 08, 08:20 م]ـ
الحمد لله جزاكم الله خيرا على هذه الدرر ولي سؤال يراودني كثيرا هل ابن حبيب مالكي أصولا هل جرت أصوله على مقتضى أصول المذهب؟ بارك الله فيكم.
الأصلُ فيه أنْ يكون جارِياً في أصوله على مذهب مالك، وقواعده، وهذا ما يَكفل له صِحَّةَ الانتساب لهذا المذهب. ولو فَرضْنا ابنَ حبيب يَجْري في فقهه على غير أصول مالِكٍ، لكانت النسبةُ لمذهب مالِكٍ نسبةً مَدْخولَةً .. وأنتَ عليم بأقسام المجتهدين: من مستقل، ومطلق، ومنتسب ...
كذلك فإنَّ أصول مذهب مالك ليس كلها أصولا اتفاقية فيه، فإنَّ للخلاف فيها مجالا رَحْباً ..
ثم لا تحسبنَّ أنَّ قَصْدَ العلماء من قولهم: إنَّ فلانا مجتهدا منتسِبا لمذهب مالك، لأنه جارٍ على أصوله وقواعده-: أنهم يُريدون فقط الأصولَ التي تُدْرَسُ في علم "أصول الفقه"، وإنَّما يُريدون معنى أعمَّ من هذا، وهي -إلى جانب قواعد علم الأصول- أصولُ وقواعد الفِقْه، إذْ كُلُّ بابٍ من أبواب الفِقْه مَبْنِيٌّ على قَواعِدَ وأصولٍ جَرى عليها الإمامُ، فيكون الفقيهُ المنتسِبُ مُفرِّعاً على وَفْق هذه الأصول والقواعد .. ثم إنَّ الأصول التي تُدرَّس في أصول الفقه ليس لها كبيرُ مَنْزِلةٍ في عمليَّة التخريج، إلاَّ ما تعلَّق بمباحث القِياس، لانبناء التخريج عليه، وجريانه على قواعده وأُسُسِه .. وكذا المنهجُ العامُّ الذي يَحْكُم المذهَبَ، مِنْ غلَبة الاحتياط والمصلحَة، مثلا. كما هو الشَّأن في مذهب الإمام الحميري ..
ولابن حبيب في فِقْه مالِكٍ اختياراتٌ، سَطَرها في كتاب "الواضحة" له، وتَجد غالبَ كلامِه في موسوعَة الشَّيخ أبي محمَّد "النوادِر والزِّيادات"، فإنه يُصدِّر الأبوابَ غالِباً بكلامه .. على أنَّ الشيخ أبا مُحمَّد ذَكَر في مُقدِّمة كتابه، أنَّ اختيارات ابنِ حَبيب لا تَرْقَى لاختِياراتِ مُحمَّدِ بن المواز ..
والذي لاحظتُه على ابن حبيب أنه كثيرا ما يَجْري في بعض ما يُثْبِتُه في الواضحة، على أحاديث يَرْويها، ولعلَّه لا تَكون له في ذلك رِوايةٌ عن مالِكٍ وأصحابه .. وإنَّما ذلك من اختياراته .. وهذا ظن مني وحُسبان!
....
ونحن في انتظار فوائد المشايخ المتوارِين؛ حَفِظَهم الله وأعْلى مَقامَهم ..
وقد وَعَدَ الأستاذُ الجهشيارِي بما نَحْنُ في انتِظاره وترقُّبه ..
.. تلميذُكم المتلِّهفُ لفوائدكم وتصويباتِكم:: أبو اللطف .. لطف الله به!
¥