تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7 - أن الساحر غالب فعله شرك أو يخالطه شرك، والتداوي بالشرك لا يجوز اتفاقا. (والمسلمون وإن تنازعوا في جواز التداوي بالمحرمات كالميتة والخنزير، فلا يتنازعون في أن الكفر والشرك لا يجوز التداوي به بحال؛ لأن ذلك محرم في كل حال) ([41] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn41)) .

8- منشأ الغلط إنما هو في أن النشرة لفظ مشترك يطلق على الطريقة الشرعية في حل السحر وعلى الطريقة المحرمة. جاء في اللسان: النشرة: بالضم ضرب من الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن ([42] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn42)) . ومن لم ير بأسا بالنشرة فمحمول على الجائز منها قطعا. ونظير ذلك لفظ الرقية فهو يطلق على الشرعية والشركية.

قال ابن القيم: (النشرة حل السحر عن السحور وهي نوعان: حل سحر بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان ... والثاني النشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والأدوية المباحة فهذا جائز بل مستحب. وعلى النوع المذموم يحمل قول الحسن: لا يحل السحر إلا ساحر) ([43] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn43)) . فالحصر المنقول عن الحسن البصري ليس على ظاهره، بل مقصود به قطعا النشرة السحرية، فعنه قال: (سألتُ أنس بن مالك عن النشرة فقال: ذكروا عند النبي r أنها من عمل الشيطان) ([44] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn44)) .

9- عندما لا يعتبر المفتى مآل فتواه فإنها قد تنقلب إلى سبب لارتكاب المحرم وتفتح باب شر عريض. وهذا الذي حصل، فقد تلقف عامة الناس "الفتوى" ودفعوا بها في وجه المعترضين عليهم. وشدوا الرحال إلى أقاصي البلدان كلما صدروا عن ساحر وردوا على آخر!.

هذه "الفتوى" لوازمها باطلة، فمن لوازم الذهاب إلى السحرة استبقاؤهم في المجتمع، وهذا ينافي تطهير المجتمع من رجسهم وتغيير منكرهم. وكيف يقتل الساحر وفيه منفعة للمسلمين؟. بل لماذا لا نتعاون معه ونخصص له مكانا ما دام قادرا على أن يكون بديلا للرقية الشرعية؟.

ثم إن إتيان الساحر يؤدي قطعا إلى تحسين صورته عند عامة الناس، فيكون عندهم محل مدح وتكريم، والساحر شرعا محلّ لعن وتجريم. بل الساحر أخبث من الكاهن والعراف وغيرهما، وهو الثاني ترتيبا بعد الشرك في حديث السبع الموبقات لخطورته.وقد بوب البخاري بابا مقتصرا فيه على ذكر الشرك والسحر دون باقي المهلكات. فعن أبي هريرة أن رسول الله r قال: «اجتنبوا الموبقات الشرك بالله والسحر» ([45] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn45)) وذلك (تنبيها على أنهما أحق بالاجتناب) ([46] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn46)) .

كما أن من لوازم هذه الفتوى الباطلة أن يعترف القائل بها أن رقى السحرة أقوى من كلام الله U وذكره ودعائه، لأنها قويت على ما عجز عنه كلام الله U والذكر! ولا يخفى ما فيه من الضلال. فكلام الله U لا يقاومه شيء إذا تلي بصدق. والساحر في فك السحر إما أن يقوم بعمل خبيث فهذا لا شفاء معه كما قال النبي r في حديث سالف. وإما أن يفعل ما فيه طيب وخبيث، وهنا يقال: إن من مَزَج مُزِج له، فالذي يبني ثم يهدم لا يسكن أبدا. أو أن الساحر لا يفعل إلا طيبا، فلماذا الهرع إليه إذن، أوَليس أطيب الكلام الرقية والدعاء؟.

ومن مفاسدها أن يتواطأ السحرة في البلد الواحد فيكون منهم فريق يضر الناس بسحره، وفريق آخر يعمل على حله، فيعلو شأنهم وتكثر أموالهم ويعظم كيدهم. بل إن بعض خبثاء السحرة تلقف "الفتوى" وطبعها وعلقها على بابه!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير