تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - هل يتألم المسحور؟ الجواب: نعم يتألم ويكون الألم حسيا ونفسيا. وهو ظاهر في قوله تعالى: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} (البقرة-102). فالضر بالفتح والضم ما يؤلم الظاهر من الجسم (التعاريف ج1/ص472). وظاهر كذلك في قوله تعالى: {من شر النفاثات في العقد} (الفلق-4). فالشر:يقال على شيئين: على الألم وعلى ما يفضي إليه) (بدائع الفوائد 2/ 431). وهناك سحر يضر كالتفريق بين المرء وزوجه، وسحر لا يضر كالتخييل في قصة موسى.

ويشترط في السحر لكي يضر؛ الإذنُ الإلهي. فليس كل من عقد سحرا ضر بهذا السحر: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} (البقرة-102). والمعنى: (إلا بتخلية الله بينه وبين ما أراد) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=632784#_ftn1)) . ونفى الضر وساقه سوق الجملة الإسمية التي تفيد الثبوت والاستمرار، وأكده بمن الإستغراقية ليفيد العموم.

وبيان ذلك أن الله U خلق الأفعال التى تؤثر على ضربين: الأول: ما أذن الله U بحصول أثره مطلقا ثم إذا شاء منعه، كما منع خاصية حرق النار في قصة إبراهيم u . وهو إذن عام. والثاني: ما لم يأذن U بحصول أثره وإنما يؤثر فقط إذا أذن الله U في ذلك كما في السحر. وهو إذن خاص.

أما ما يطلق عليه البعض (السحر الداخلي) ويريد به المأكول منه أو المشروب، فهذا ليس سحرا بل هو من السم بل من أخطره. ولهذا أفضل علاج له هو إخراجه من الجسد بالاستفراغ ونحوه. والمواد المستخدمة فيه قد تكون ذات مصدر نباتي أو حيواني أو معدني، وهي على درجة عالية من السمية وتشتمل عادة على النجاسة، وعند خلط عناصرها تتحول إلى مركب سام جدا، يصيب بالجنون أو المرض أو الموت ويؤدي إلى تناثر شعر الجسد واضطراب المزاج والهزال الشديد وتقرح الجلد، وقد يقطع الرجل عن النساء ويصيبه بالعقم.

2 - إذا نزلت الضرورة ولا مدفع لها من المباح وتحقق أو غلب على الظن الهلاك، ارتكب المحظور مقدرا بقدره. أما ارتكاب الكفر للمكره إكراها معتبرا فهذا جائز بالنص: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) وهو رخصة والرخصة يقتصر فيها على موضع النص. كما لا يقاس على المكره المسحورُ لاختلاف الحالين.

ويجوز النطق بالكلمات التي ظاهرها الكفر وذلك بإذن شرعي لدفع مفسدة أعظم وكفر أغلظ كما في قصة اغتيال كعب بن الأشرف وقصة نعيم بن مسعود الأنصاري في التخذيل عن المسلمين.

قال محمد بن مسلمة لكعب: (إن هذا الرجل قد سألنا صدقةً، وإنه قد عنَّانا) البخاري (4/ 1581). وقال نعيم للكفار: (قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمدا) (البداية والنهاية ج4/ص112). فهذا الذي قالاه لو قيل في ظروف عادية لعد من الكفر.

(فيتشبه بهيئتهم [أي: الكفار] وآدابهم وأخلاقهم والتلفظ بالكلمات التي فيها تورية بل بالكلمات المنكرة عند الشرع كما قال محمد بن مسلمة: إن هذا الرجل قد سألنا الصدقة وقد عنّانا. فإن التلفظ بأمثال هذه الكلمات لا يجوز قطعا في غير هذه الحالة) (عون المعبود ج7/ص321).

(قال بن المنير هنا لطيفة هي: أن النيل من عرضه r كفر ولا يباح إلا بإكراه لمن قلبه مطمئن بالإيمان وأين الإكراه هنا؟ وأجاب بأن كعبا كان يحرض على قتل المسلمين وكان في قتله خلاصهم فكأنه أكره الناس على النطق بهذا الكلام بتعريضه إياهم للقتل فدفعوا عن أنفسهم بألسنتهم مع أن قلوبهم مطمئنة بالإيمان. انتهى. وهو حسن نفيس.) (عون المعبود ج7/ص321).

3 - أخي الكريم دليل إثبات وجود الجن هو السمع دون العقل. وعليه فإن الإخبار عنهم لا بد فيه من النص. قال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُواْ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً} (الجن-1) فيه تنبيه على أنالحديث عن الجن لا ينبغي أن يكون سابقا للوحي، لأنهم من الغيب الذي لا سبيل إلى معرفته إلا من جهة الوحي. فالنبي r لم يخبر عنهم في هذه السورة إلا بعدما أوحي إليه. فمن زعم الإخبار عنهم بغير علم عنده من قرآن أو سنة صحيحة، لم يقبل منه.

وما صح من النصوص عنهم كاف في التعريف بهم واف في التحذير منهم، وغير ذلك حديث خرافة ولعبة لاعب. والمقصود أن التفصيل في أحوالهم وأشكالهم وأذواقهم وقدراتهم من الغيب، ولا نثبت لهم إلا ما أثبته الوحي لهم ولا نزيد. هذا رأيي في هذه المسألة. والله أعلم.

([1]) تفسير ابن كثير 1/ 144.

ـ[المعلمي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 10:29 ص]ـ

{بسم الله الرحمن الرحيم}

أخي الكريم:

سأنتزع من مشاركتك القدر الذي يتعلق باستشكالي أو قل باستفصالي ..

قلت " كما لا يقاس على المكره المسحورُ لاختلاف الحالين "

والسؤال:

ماوجه البينونة بين المسحور والمكره، مع أن كل منهما مكره على فعل أو قول المحرم لدرء المفسدة عن النفس؟

أتمنى منك مزيد بيان، أو بعض الإحالات إلى كتب أهل العلم عند الوجادة ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير