[الدمعة المكية (ورسالة إلى أهل مكة)]
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 - 07 - 07, 06:24 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
تمر الدهور ..... وتمضي الشهور ......... ولكنَّ في القلب شيئا لا يبور ........ إنه الحب للبيت المعمور!
في كل عام يهفو فؤادي ..... إلى أن أرحل عن بلادي ...... متوجها إلى ما جُعل للناس سواء العاكف فيه والبادي.
لم أعشقِ الغيد ...... ولا اشتهيتُ الثريد ......... ولكنّ عشقي لمكة فريد .......... عشق لسان حاله يقول هل من مزيد؟.
فلله كم لي من عَبرة إن غاب وصالُها ........ وكم لي من مهجة نالتها نصالُها ........ فياليتني رضيع من رحيقها ولم يصبني فِصالُها.
كلما أسدل الليل ستارَه ........ ورعى كلُ راع ذِمارَه ......... خضتُ من بحر الشوق غِمارَه.
شوقا إلى أيام وليال ......... هي بين أيامي كسمط اللاّلي ........ في بطن مكةَ ذاتِ الكمال.
شوقا إلى كعبة جُعلت لنا بيتا ....... من سحرها تخال الصبح بازغا وقد قيل أمسيتَ ......... فليهنأِ القلبُ برؤيتها وكان عند غيابها ميتا.
وذكر الطواف دواء العليلِ ........ وفي أشواطه رِواء الغليلِ ............ وفي عبقه ذكرى الخليلِ ..... وفي ركعتيه مناجاة الجليلِ.
وزمزمُ النقاءُ سقيا الرضيع ........ وبلسمُ الحياةِ شفاءُ الصريع .......... بشربها يجيب دعاءَ الشاربِ السميع.
والقلب يهفو دوما إلى الصفا ........... به وبالمروة لهيب شوقي انطفا ............ سنة زوج الخليل ولها المسلم قفا.
ولله قضاء أيام بأم القرى ......... مرت حثيثا وهل تعود أم يا ترى؟ .......... نسري إليها وفي صبحها يُحمد السُرى.
وما أحلاك يا شهرَ الصيامِ بالبلد الأمين ........... لا سيما عشر من أخراك ميامين .......... ومكة حينئذ عروس يزفها الملايين.
وأكرم بإفطار على سطح الحرم ........ وتمرات أجاويد من أهل الكرم ......... وقهوة ما عهدها سكان الهرَم.
ثم الصلاة للقيام أثابكم الباري ...... خلف السديس أو الشريم القاري ........ في موكب بمكة دون سائر الأقطار.
وبعد القيام سيأتي العَشاء ....... بكبسة هنية من لحم شاء ........ أو لحم طير فكل ما تشاء.
ثم صلاة الليل مثنى مثنى ...... بمكة لها في النفس كل معنى ......... وقد افترش المصلون بمكة كل مبنى.
فيا إخوة أحببتهم من ذا الوادي ........ قلبي صدٍ من البعاد ....... فاذكروا وأنتم في حرم الهادي ....... فتىً من مصرَ يُدعى العبادي.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 07 - 07, 12:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
قال ابن السيد البطليوسي (ت 521)
أمكةُ تفديكِ النفوسُ الكرائمُ ****ولا بَرِحت تنهلُّ فيك الغمائمُ
وكُفتُ أكفُّ السوء عنك وبُلِّغت **** مُناها قلوبٌ كي تراك حوائمُ
فأنَّك بيتُ اللَهِ والحرمُ الذي **** لِعزَّتِهِ ذل الملوكُ الأعاظمُ
وقد رُفِعت منك القواعدُ بالتُقى ... وشادتك أيدٍ بَرَّةٌ ومعاصمُ
وساويتِ في الفضل المقامَ كلاكما **** تَنالُ به الزُلفى وتُمحى المآثمُ
ومن أين تعدوك الفضائلُ كلُّها **** وفيك مقامات الهدى والمعالمُ
ومبعثُ من ساد الوَرى وحوى العُلا **** بمولده عبدُ الإله وهاشمُ
نبيٍّ حوى فضلَ النبيّين واغتدى **** لهم أولا في فضلِه وهو خاتمُ
وفيك يمينُ اللَه يلثِمها الوَرى **** كما يلثِم اليُمنى من المَلك لاثمُ
وفيك لإبراهيم إذ وطِئَ الثرى **** ضَحى قَدَمٍ بُرهانُها متقادمُ
دعا دعوةً فوق الصفا فأجابه **** قطوفٌ من الفجِّ العميق وراسمُ
فأعجِب بدعوى لم تلج مِسمَعَي فتىً **** ولم يَعِها إلا ذكي وعالمُ
الهفي لأقدارٍ عدت عنكِ همَّتي **** فلم تنتهض منّي إليك العزائمُ
فيا ليت شعري هل أُرى فيك داعياً **** إذا ما دعت للَه فيك الغمائمُ
وهل تمحُوَن عنّي خطايا اقترفتُها **** خطى فيك لي أو يعملات رواسمُ
وهل لي من سُقيا حجيجك شَربةٌ **** ومن زمزم يُروي بها النفسَ حائمُ
وهل ليَ في أجر المُلبّين مَقسِمُ **** إذا بُذلت للناس فيكِ المقاسمُ
وكم زار مغناكِ المعظمَ مُجرِمٌ **** فحطَّت به عنه الخطايا العظائمُ
ومن أين لا يُضحي مُرجّيك آمناً **** وقد أمِنَت فيك المَها والحمائمُ
لئن فاتني منك الذي أنا رائمٌ **** فإنَّ هوى نفسي عليك لدائمُ
وإن يحمِني حامي المقادير مقدِماً **** عليك فإني بالفؤاد لقادمُ
عليكِ سلامُ اللَهِ ما طاف طائف **** بكعبتكِ العُليا وما قام قائمُ
إذا نَسَمٌ لم تَهدِ عَنّي تَحِيةً **** إليكِ فمُهديها الرياحُ النواسمُ
أعوذُ بمن أسناكِ من شرِّ خلقِهِ **** ونفسي فما منها سوى اللَه عاصمُ
وأُهدي صلاتي والسلام لأحمدٍ **** لعلّي به من كُبة النار سالمُ
تنبيه:
هناك بعض ملحوظات على القصيدة.
ـ[توبة]ــــــــ[17 - 07 - 07, 02:02 م]ـ
سلمت يمينك أخي العبادي،فقد حركت كلماتك شوقا دفينا و عظيما لأرض تهفو إليها القلوب و الأفئدة قبل الأبدان ....
يا راحلين إلى أرض الحجاز خذوا بالله يا أيها الأحباب أشجاني
هاكم دموع محب طالما لعبت به الهموم على بُعْد وهجرانِ
يحن قلبي إلى وادي العقيق ولو دنا العقيق لما حُمِّلتُ أحزاني
أو في الحمى دون سلع فانثروا قبلي وذكروه فديتم أرض نعمانِ
عند المصلى وفي وادي الأراك لنا شوقٌ قديم يذيب المدْنَف العاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحن إلى أرض الحجاز فؤادي **ويحدو اشتياقي نحو مكة حادي
ولي أمل مازال يسمو بهمتي **نحو البلدة الغراء خير بلادي
بها كعبة الله التي طاف حولها **عباد هم لله خير عباد
لأقضي حق الله في حج بيته ... بأصدق إيمان وأطيب زادِ
¥