تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خلوة، وإلا فهلل وكبر" فإن عجز عن الاستلام فيشير بيده اليمنى فإن عجز فاليسرى لما روى البخاري عن ابن عباس قال: "رأيت النبي (ص) طاف على بعير له، كلما أتى الركن أشار إليه بشيء عنده وكبّر" (ويراعي ذلك في كل طوفةٍ ولا يقبل الركنين الشاميين ولا يستلمها ويستلم اليماني ولا يقبله) لخبر ابن عمر أنه (ص) كان لا يستلم إلا الحجر والركن اليماني لكن يقبل اليد بعد استلام الحجر لما روى مسلم عن نافع قال: رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده ثم يقبل يديه ويقول: ما تركته منذ رأيت رسول الله (ص) يفعله" (وأن يقول أول طوافه بسم الله والله أكبر اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاءً بعهدك واتباعاً لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم) رواه الشافعي عن ابن أبي نجيح (وليقل قبالة البيت: اللهم البيت بيتك والحرم حرمك والأمن أمنك وهذا مقام العائذ بك من النار) ويشير إلى مقام إبراهيم (وبين اليمانيين: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) رواه أبو داود والنسائي من حديث عبد الله بن السائب قال: سمعت النبي (ص) يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة" وأخرج أبو داود من حديث أبي هريرة أن النبي كان يدعو فيقول: "اللهم إني أعوذ بك من النفاق والشقاق وسوء الأخلاق" (وليدع بما شاء ومأثور الدعاء أفضل من القراءة وهي أفضل من غير مأثورة) أي أن المنقول من الدعاء أفضل من غير المنقول والقراءة أفضل من غير المأثورة لأن الموضع موضع ذكر والقرآن أفضل الذكر نقله أبو حامد الأسفراييني عن نص الشافعي وروى الترمذي وحسنه أن النبي يقول: إن الرب يقول: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله تعالى على سائر الكلام كفضل الله تعالى على سائر خلقه.

(وأن يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى بأن يسرع مشيه مقرباً خطاه ويمشي في الباقي) لخبر الشيخين عن ابن عمر أن النبي (ص) إذا طاف بالبيت الطواف الأول خبَّ ثلاثاً ومشى أربعاً وروى مسلم عن ابن عمر كان إذا طاف بالبيت رمل من الحَجَر إلى الحجر ثلاثاً ومشى أربعاً والخبُّ والرَمَلُ شيء واحد وهو المشي بإسراع مقرباً خطاه وهو مشي لا عدو فيه ولا وثب وحكمته الأصليه أنه (ص) لما قدم بأصحابه إلى مكة في عمرة القضاء قال المشركون إنه قدم عليكم قوم قد أوهنتهم حمى يثرب فبلغتهم فأمر رسول الله (ص) أصحابه بالرَمَلَ ليرى المشركون جلدهم وقوتهم فلو كان محمولاً رَمَلَ به الحاملُ أو راكباً حرك دابته (ويختص الرَمَلُ بطواف يعقبه سعي وفي قول بطواف القدوم) لأنه هو الذي رَمَلَ به رسول الله (ص) كما في خبر ابن عمر السابق فيرمل من دخل مكة معتمراً لأن طواف العمرة يجزئ عن طواف القدوم وكذا من لم يدخلها إلا بعد الوقوف بعرفة وكذلك من أراد السعي بعد طواف القدوم رمل فيه فإذا رَمَلَ فيه وسعى عقبه لا يرمل في طواف الإفاضة.

(وليقل فيه) أي الرمل (اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً وسعياً مشكوراً) رواه البيهقي في السنن الكبرى من طريق الشافعي (وأن يضطبع في جميع كل طواف يرمل فيه) ولو صبياً (وكذا في السعي على الصحيح) قياساً على الطواف، وسواءً اضطبع في الطواف قبله أم لا وقيل لا يضطبع في السعي لأنه لم يَرِدْ (وهو جعل وسط ردائه تحت منكبه الأيمن وطرفيه على الأيسر) ويكشف منكبه الأيمن، والأضطباع مشتق من الضبع وهو العَضُد أي لإبراز ما فيه من قوة واجتهاد فقد روى أبو داود عن ابن عباس أن النبي (ص) وأصحابه اعتمروا من الجعرانة فرملوا بالبيت وجعلوا أرديتهم تحت إباطهم ثم قذفوها على عواتقهم اليسرى وروى أبو داود وابن ماجة أن النبي (ص) طاف مضطبعاً (ولا ترمل المرأة ولا تضطبع) بل يكرهان لها وإن أرادت التشبه بالرجال حرم (وأن يقرب من البيت) تبركاً به لشرفه ولأنه أيسر لنحو استلام وقصر مسافة إلا إذا وجدت زحمة (فلو فات الرَمَلُ بالقرب لزحمةٍ فالرمل من بُعدٍ أولى) لأن ما تعلق بذات العبادة أفضل مما تعلق بمحلها (إلا أن يخاف صَدْمَ النساء) بالبعد، لأن من عادة الصالحات أن لا يزاحمن الرجال ويطفن بالبعد، بحاشية المطاف، (فالقرب بلا رمل أولى) تحرزاً من مصادمتهن المؤدية إلى انتقاض الطهارة (وأن يوالي طوافه) وفي قول تجب الموالاة، وتبطل الموالاة بالتفريق الكثير بين أشواط الطواف وفي بعضها بحيث

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير