تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(ويستحب للإمام) إن حضر الحج (أو منصوبه) أي نائبه في الحج (أن يخطب بمكة) يفتتحها المحرم بالتلبية وغير المحرم بالتكبير (في سابع ذي الحجة) ويسمّى يوم الزينة لأنهم كانوا يزينون فيهم مراكبهم (بعد صلاة الظهر) أو الجمعة (خطبة فردة) واحدة لا جلوس فيها (يأمر فيها بالغدو إلى منى) بحيث يكونون بها قبيل الظهر مالم يكن جمعة وهو اليوم الثامن ويسمى يوم التروية لأنهم كانوا يملأون آنيتهم بالماء لقلة الماء في المناسك (ويعلمهم ما أمامهم من المناسك) إلى آخر المناسك أو إلى الخطبة التي تلي وهي خطبة عرفة فقد روى البيهقي عن ابن عمر أنه (ص) خطب قبل يوم التروية بيوم وأخبرهم بمناسكهم قال الذهبي تفرد به أبو قرة الزبيدي عن موسى وهو صحيح.

(ويخرج بهم من الغد) بعد صلاة الصبح إن لم يكن يوم جمعة (إلى منى) فيصلون بها الظهر وباقي الخمس رواه مسلم من حديث جابر فإذا كان يوم جمعة خرج بهم قبل الفجر ويجوز خروجهم بعد الجمعة (ويبيتوا بها فإن طلعت الشمس قصدوا عرفات) لخبر مسلم من حديث جابر أنه (ص) مكث بمنى حتى طلعت الشمس ثم ركب وأمر بقبة من شعر أن تضرب له بنمرة فنزل بها (قلت ولا يدخلونها بل يقيمون بنمرة بقرب عرفات حتى تزول الشمس والله أعلم ثم يخطب الإمام بعد الزوال خطبتين) خفيفتين يعلمهم في الأولى المناسك ويحثهم على إكثار الذكر والدعاء بالموقف ويجلس بعدها بقدر سورة الإخلاص ثم يقوم إلى الثانية ويأخذ المؤذن في الأذان ويخففها بحيث يفرغ منها مع فراغ المؤذن من الأذان والإقامة (ثم يصلي بالناس الظهر والعصر جمعاً) وقصراً رواه مسلم من حديث جابر الطويل وتفعلان مع الخطبة بمسجد نمرة والذي صدره من عُرَنةِ وآخرُهُ من عرفه وصدره هو محل الخطبة والصلاة.

فقد روى الشافعي والبيهقي عن جابر أنه (ص) راح إلى الموقف فخطب في الناس الخطبة الأولى ثم أذن بلال ثم أخذ النبي (ص) في الخطبة الثانية ففرغ من الخطبة وبلال من الأذان ثم أقام بلال فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر.

(ويقفوا بعرفة إلى الغروب) ندباً والأفضل أن يقفوا بعد الغروب حتى تزول الصفرة قليلاً (ويذكروا الله تعالى ويدعوه ويكثروا التهليل) رواه مسلم من حديث جابر وروى البيهقي من حديث طلحة بن عبد الله بن كَريز مرسلاً "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفه وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" ورواه الترمذي موصولاً من حديث عمر بن شعيب عن أبيه عن جده ورواه مالك في الموطأ ولا بأس برفع يديه بالدعاء فقد روى البيهقي عن ابن عباس قال: "رأيت رسول الله (ص) يدعو بعرفة يداه إلى صدره كاستطعام المسكين.

ويدعو لأخوانه فقد روى ابن أبي شيبة عن مجاهد قال: قال عمر: يغفر الله للحاج ولمن اسغفر له الحاج وليحسن الواقف الظن بالله تعالى فلما رأى الفضيل بن عياض بكاء الناس بعرفة ضرب لهم مثلاً ليرشدهم فقال لهم: أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقاً "أي سدس درهم" أي التافه من المال. أكان يردهم؟ فقالوا لا فقال: والله لَلْمغفرةُ عند الله أهون من إجابة رجل بدانق. وفضل يوم عرفة عظيم فقد روى مسلم عن عائشة أن النبي (ص) قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة" ومن الدعاء المختار في يوم عرفة: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة واكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك ونوّر قلبي وقبري واهدني واعذني من الشرِّ كله واجمع لي الخير اللهم إني أسألك الهدى والقى والعفاف والغنى.

(فإذا غربت الشمس قصدوا مزدلفة) أي من يوم عرفة قصدوا مزدلفة وهي كلها من الحرم وحدها ما بين مأزمي عرفة ووادي مُحَسّر وتسمى أيضاً جَمْعاً سميت بذلك لاجتماع الناس بها وقيل: لأنه يجمع فيها بين المغرب والعشاء، والوقوف بها واجبٌ يجبره دمٌ وقيل: سنة ويحصل بلحظة بعد منتصف الليل ولو بالمرور (وأخروا المغرب ليصلوها مع العشاء بمزدلفة جمعاً) لخبر أنه (ص) أتى المزدلفة فجمع بها بين المغرب والعشاء رواه الشيخان من حديث أبن مسعود وابن عمر وأبي أيوب وأسامة بن زيد ورواه مسلم عن جابر في صفة حج النبي (وواجب الوقوف حضوره بجزء من أرض عرفات وإن كان ماراً في طلب آبقٍ ونحوه بشرط كونه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير