تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(ويسن تقديم النساء والضعفة بعد منتصف الليل إلى منى) فقد روى الشيخان عن ابن عباس قال: كنت فيمن قَدَّمَ رسول الله (ص) في ضعفه أهله إلى منى. أي ليرموا جمرة العقبة قبل الزحام (ويبقى غيرهم حتى يصلوا الصبح مغلسين) ليتسع وقت الوقوف عند المشعر الحرام ففي حديث جابر السابق أن النبي (ص) صلى الصبح حين تبين له الصبح وفي حديث ابن مسعود "صلي الفجر حين طلع الفجر قائل يقول طلع الفجر وقائل يقول لم يطلع" رواه البخاري.

(ثم يدفعون إلى منى ويأخذون من مزدلفة حصى الرمي) أي سبع حصيات لرمي جمرة العقبة لما روى البيهقي والنسائي عن الفضل بن عباس أن رسول الله (ص) قال له غداة النحر التقط لي حصى قال فلقطت له حصيات مثل حصى الخذف وهي ما يرمى باليد عادة وهي قرابة سلامى اليد. وقيل أكبر من الحمص وكان ابن عمر يرمي بمثل بعر الغنم (فإذا بلغوا المشعر الحرام) وهو جبل صغير في آخر مزدلفة يقال له قُزح (وقفوا ودعوا إلى الأسفار) مستقبلين القبلة فقد روى مسلم عن جابر أن النبي (ص) لما صلى ركب القصواء أي ناقته حتى أتى على المشعر الحرام واستقبل القبلة ودعا الله تعالى وكبر وهلل ووحد ولم يزل واقفاً حتى أسفر جداً ويكثرون من قولهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ويكون من جملة دعائه: اللهم كما أوقفتنا فيه وأريتنا إياه فوفقنا لذكرك كما هديتنا واغفر لنا وارحمنا كما وعدتنا بقولِكِ وقولُكَ الحقُّ [فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام] (البقرة:198) ومن جملة الذكر: الله أكبر – الله أكبر – الله أكبر -لا إله إلا الله – الله أكبر ولله الحمد.

(ثم يسيرون فيصلون منى بعد طلوع الشمس فيرمي كل شخص حينئذ سبع حصيات إلى جمرة العقبة ويقطع التلبية عند ابتداء الرمي) لأخذه في أسباب التحلل (ويكبر مع كل حصاة) ثلاثاً وهي تحية منى وتسمى أيضاً الجمرة الكبرى وليست من منى بل حدُّ منى من جهة مكة ويجعل مكة على يساره ومنى على يمينه فقد روى الشيخان عن أنس بن مالك أن النبي (ص) أتى منى فأتى الجمرة فرماها ثم أتى منزله بمنى ونحر ثم قال: للحلاق خذ وأشار إلى جنبه الأيمن ثم الأيسر ثم جعل يعطيه الناس (ثم يذبح من معه هدي) أي ما يُهدى إلى مكة تقرباً إلى الله تعالى من نذر أو تطوع أو أضحية فإن لم يكن معه هدي وعليه هديٌ واجبٌ اشتراه وذبحه والمستحب أن يتولى ذلك بيده وإن استناب غيره جاز وذلك لما روى جابر في صفة حج النبي (ص) أنه رمى من بطن الوادي ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بدنة ثم أعطى علياً فنحر ما غبر وأشركه في هديه وقال أنس نحر النبي (ص) بيده سبع بدنات قياماً رواه البخاري.

والسنة نحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى فيضربها بالحربة في الوهدة التي بين أصل العنق والصدر وقيل هو معنى قوله تعالى: [فإذا وجبت جنوبها فاذكروا اسم الله عليها صواف] الحج:36 أي قياماً.

(ثم يحلق أو يقصر والحلق أفضل) قال تعالى: [محلقين رؤوسكم ومقصرين] الفتح:27 وقال (ص): "اللهم ارحم المحلقين فقالوا يا رسول الله: والمقصرين فقال: اللهم ارحم المحلقين حتى قال في الرابعة: والمقصرين" رواه الشيخان (وتُقَصّرُ المرأة) لخبر أبي داود عن ابن عباس: "ليس على النساء حلق وإنما يُقَصِّرنَ" واسناده حسن، ويكره للمرأة الحلق (والحلق نسك على المشهور) أي هو ركن واستدل على ذلك بالحديث السابق، حيث دعا لفاعله بالرحمة، والثاني هواستباحة محظور كلبس المخيط، فقد روى البخاري عن جابر أن النبي (ص) قال "أحلوا من إحرامكم بطواف بالبيت وبين الصفا والمروة (وأقله ثلاث شعرات) أي التقصير بقوله تعالى: [محلقين رؤوسكم] الفتح: 27 أي شعور رؤوسكم لأن الرأس لا يحلق، وأقل الجمع ثلاث، أو جزءٍ من كلٍ من ثلاثةٍ الأقل، ولو على دفعات (حلقاً أوتقصيراً أو نتفاً أو إحراقاً أو قصاً) مما يحاذي الرأس أو مما استرسل عنه من سائر وجوه الإزالة لأنها المقصود إلا مَنْ نذر الحلق فقد تعين عليه، والحلق: استئصال الشعر بحيث لا يظهر منه شيء لمن هو في مجلس التخاطب (ومن لا شعر برأسه يستحب إمرار الموس عليه) ليتشبه بالحالقين (فإذا حلق أو قصر دخل مكة وطاف طواف الركن) قال تعالى: [وليطوفوا بالبيت العتيق] الحج:29 ولهذا الطواف وقتان وقت فضيلة ووقت إجزاء فأما وقت الفضيلة فيوم النحر بعدالرمي والنحر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير