تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويصح الظهار المؤقت موقتاً عملاً بالتأقيت كقوله: أنتِ عليَّ كظهر أمي سنةً أو شهراً أو يوماً وفي قول يصح ظهاراً مؤبداً ويلغو التأقيت وفي قول هو لغو لأنه إذا لم يصح التشبيه بمن تحرم عليه على التأبيد لم يصر مظاهراً لأنه شبهها بمن لا تحرم عليه على التأبيد وإنما تحرم عليه إلى وقت وهي مطلقته ثلاثاً. فعلى الأول والأصح وهو صحة الظهار المؤقت كما في حديث سلمة بن صخر (أنه ظاهر من امرأته شهر رمضان) رواه الترمذي عن سلمة بن صخر البياضي وحسنه. أن عوده لا يحصل بإمساك بل بوطء في المدة لتحصيل المخالفة لقوله ويجب النزع بمغيب الحشفة لحرمة الوطء قبل التكفير كما لو قال لزوجته: إن وطئتك فأنت طالق ثلاثاً فبمجرد الوطء بانت منه فوجب النزع حالاً والوطء المعتبر ما كان بتغييب الحشفة ولأن استمرار الوطء وطءٌ ولو قال لأربع نسوة: أنتن عليَّ كظهر أمي فمظاهر منهن فإن طلقهن فلا كفارة عليه فإن أمسكهن فأربع كفارات تجب عليه لوجود الظهار والعود في حق كل واحدة منهن فلا يرتفع التحريم بكفارة واحدة. وفي القديم كفارة واحدة باعتبار أن الظهار يمين بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأوس بن الصامت: (كفِّر عن يمينك) ورواه البيهقي من رواية سعيد بن المسيب فلزمه بمخالفتها كفارة واحدة كالإيلاء.

? كتاب الكفارة ?

والكفارة من الكَفر وهو المحو وعدم المؤاخذة أو الستر ومنه الكافر لأنه يستر الحق بالباطل ومن سمي الزارع كافراً لأنه يتسر الحب. قال تعالى: (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) الحديد20.

وهل الكفارات زواجر كالحدود والتعازير أو جوابر للخلل، الراحج أنها جوابر للخلل لأنها عبادة تفتقر للنية كسجود السهو. وكفارة الظهار يشترط نيتها لا تعنيها بأن ينوي أن يعتق أو يصوم أو يطعم ولا يشترط تعينها بأن تقيد بالظهار أو غيره كما لا يُشْتَرط بالزكاة تعين المال المُزكَّى بجامع أن الكفارة والزكاة عبادة مالية.

وخصال كفارة الظهار عتق رقبة مؤمنة بلا عيب يخل بالعمل والكسب فيجزيء صغير أقرع وأعرج يمكنه تِبَاعُ مشي وأصم وأخرش وأخشم وفاقد أنفه وأذنيه وأصابع رجليه لأن كلاً من الصفات المذكورة لا تخل بالعمل والكسب. والأخشم هو فاقد حاسة الشمِّ. قال تعالى: (والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير. فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين) المجادلة3،4.

وقال تعالى في كفارة القتل (فتحرير رقبة مؤمنة) النساء92. فحمل الشافعي المطلق في آية الظهار بالمقيد بالمؤمنة في آية كفارة القتل.

وأخرج أبوداود وغيره عن أبي هريرة (أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء فقال: يا رسول الله إن عليَّ رقبةً مومنة، فقال لها رسول الله: أين الله؟ فأشارت إلى السماء بأصبعها، فقال لها: فمن أنا؟ فأشارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى السماء يعني أنت رسول الله – فقال: أعتقها فإنها مؤمنة) لا زَمِن ومنه المشلول والمسلول وكل صاحب مرض لا يُرجى برؤه ولا فاقدُ رِجْلٍ أو خِنْصَرٍ وَبِنْصَرٍ من يد أو أنملتين من غيرهما قلت أو أنملة إبهام والله أعلم ولا هَرمٌ عَاجزٌ لإخلال كل الصفات المذكورة بالعمل والكسب ولا يجزيء فاقد يدٍ ولا فاقد أصابع يدٍ ويجزيء فاقد خنصرٍ من يدٍ وبنصر من الأخرى ويجزيء أنملة من غير الإبهام.

ولا بجزيء مَنْ أكثرُ وقْتِهِ مجنونٌ ومريضٌ لا يُرْجَى فإن بَرَأ بأن الأجزاء في الأصح فإذا كان زمن الإفاقة في الجنون أكثر من ومن الإطباق جاز ولا يجزيء شراء قريب بنية كفارة كأحد والديه أو أحد أولاده ونوى أن يعتق عن الكفارة وعتَقَ عليه ولم يجزئه عن الكفارة لأن تحريره وجب بالشرع فلم يقع عنها. ولا أمَّ ولد وذوي كتابة صحيحة لأن عتق أمِّ ولد مستحقٌ بالإستيلاء والمكاتب عتقه مستحق بسبب سابق عن الكفارة فلم يجزيء عنها. ويجزيء مدبر ومعلق بصفة لجواز التصرف بهما فإن أراد جعل العتق المعلق كفارة عند حصول صفة التعليق لم يجزْ بأن يقول إن دَخلتَ الدار فأنتِ حرٌ ثم يقول: إن دخلت الدار فأنت حرٌ عن كفارتي لأن عتقه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير