تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الغرض لم يستحقَّ شيئاً وقيل يقسم المال بالسوية كما يغرم المسبوقين بالسوية إذا التزموا المال.

ويشترط في الإصابة المشروطة أن تحصل بالنََّصل الذي بالسهم لا بغرض السهم لأنه المتعارف عند الإطلاق.

فلو تلف وتر بأن انقطع أو قوس بأن انكسر في حال الرمي أو عَرَض شيء كبهيمة أو طير انصدم به السهم وأصاب في المسائل الثلاث الغرض حُسِب له للرامي وإلا أي وإن لم يصبه لم يحسب عليه لوجود العذر فيعيد هذه الرمية.

ولو نقلت الريح الغرض فأصاب السهم موضِعه حُسب له أي للرامي لأنه لو كان في موضعه لأصابه وإلا فلا يُحسبُ عليه لوجود العارض.

ولو شرط خَسقٌ فرمى أحد المتسابقين إلى الغرض فثقب السهم الغرض وثبت فيه ثم سقطأو لقي صلابة فسقط السهم حُسِب له لوجود العذر وعدم التقصير. ويُسَّنُ وجود شاهدين عند الغرض ليشهدا على الإصابة أو عدمها.

? كتاب الأيمان ?

الأيمان لغة جمع يمين وتطلق على القوة وأطلقت على الحلف لأنهم كانوا إذا تحالفوا أخذ كلَّ واحد بيمين الآخر والأصل في الباب: الكتاب والسنة والإجماع. قال تعالى: (لا يؤخذاكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان) المائدة89.

وقال تعالى: (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة) آل عمران77، وروى أبوداود عن عكرمة مرسلاً وكذلك البيهقي في السنن الكبرى (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والله لأغزون قريشاً والله لأغزون قريشاً والله لأغزون قريشاً ثم قال: إن شاء الله))، واليمين والقسم والإيلاء والحلف ألفاظ مترادفة.

قال المصنف رحمه الله لا تنعقد اليمين إلا بذات الله أو صفة له بأن يحلف بلفظ مفهومة الذات أو الصفة فالذات (كقوله والله) والصفة كقوله وربِّ العالمين والحي الذي لايموت ومن نفسي بيده يصرفها كيف يشاء وكل اسم مختص به سبحانه وتعالى غير ما ذكر ولو مشتقاً ومن غير أسمائه الحسنى كالإله ومالك يوم الدين والذي أسجد له والذي أعبده والذي صلاتي ونسكي له ومقلب القلوب تنعقد بها اليمين ولاتنعقد بمخلوق كنبي أو مَلَك والكعبة للنهي عن ذلك فقد روى الحاكم عن ابن عمر (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حلف بغير بغير الله فقد كفر)). وروى فقد اشرك وحُمِلَ ذلك على من اعتقد فيما حلف التعظيم الذي يعتقده في الله تعالى.

ولا يقبل قوله أي المُقسِم لم أرد به اليمين عند قسمه بذات الله أو صفة له ولا فيما بينه وبين الله تعالى لأن اليمين منصرف إليه ولا تحتمل غيره.

وما انصرف إليه سبحانه عند الإطلاق كالرحيم والخالق والرازق والباريء والرب والواهب والرؤوف والقادر والقاهر والمالك والجبار والمتكبر تانعقد به اليمين إلا أن يريد غيره لأن إطلاق هذه الأسماء لا ينصرف إلا إلى الله فإن نوى بها الله كان ذلك تأكيداً وإن نوى بها غير الله لم تنعقد يمينه لأنها عند التقييد قد تستعمل لغير الله. قال تعالى: (وتخلقون إفكاً) العنكبوت17، وقال تعالى: (ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) يوسف50، وقال تعالى: (وإذا حضر القسمة أولو القربي والمساكينُ فارزقوهم منه) النساء8.

وما استعمل فيه وفي غيره سواء كالشيء والموجود والعالم والحي ليس بيمين إلا بنية ومثلها المؤمن والكريم فلا ينعقد بها اليمين دون نية لأنها مشتركة بين الله وبين الخلق والأصح لا تنعقد بها يمين سواءٌ نوى بها أو أطلق لأن اليمين إنما تنعقد إذا حلف باسم معظم له حرمة وهذه الأسماء ليست معظمة ولا حرمة لها لاشتراك الخالق والمخلوق بها.

والصفة كوعظمة الله وكبريائه وطلامه وعلمه وقدرته ومشيئته يمين بشرط أن يأتي بالظاهر بدل الضمير فيقول وعظمة الله وكبرياء الله وكلام الله وعلم الله وقدرة الله ومشيئة الله لأن هذه الصفات صفات الذات لم يزل الله موصفاً بها فأشبهت الأسماء المختصة به سبحانه إلا أن ينوي بالعلم المعلوموبالقدرة المقدور وبالعظمة وما بعدها ظهور آثارها فلا تنعقد بها اليمين لأن اللفظ يحتمل ذلك فيقال: انظر إلى قدرة الله أي مقدوره وكذلك انظر إلى علم الله أي سعة علم الله أي معلومه وكذلك يقال عند معرفة سرًّ في خلق الله انظر إلى عظمة الله. ولو قال وحق الله لأفعلن فيمين لغلبة استعماله في استحقاق الله الألوهية إلا أن يريد بحق الله العبادات التي أمر الله بها فلا تنعقد يميناً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير