تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلتُ: قوله: (ولا سبيل لنا إلى ذلك في مذهب أحمد) ليس على إطلاقه؛ فبعد ما رأيت الجهود التي بذلها الأصحاب المتقدّمون يظهر أن لنا طريقاً في كثير من المسائل إلى الجزم بمذهب الإمام.

وقوله: (والتصحيح الذي فيه إنما هو من اجتهاد أصحابه بعده كابن حامد والقاضي وأصحابه ومن المتأخرين الشيخ أبو محمد المقدسي رحمهم الله أجمعين)، إن كان يقصد اجتهادهم لمعرفة صحتها ونسبتها إليه واختياره لها! فصدق وهم أهل لذلك، وإن كان يقصد بقوله "اجتهاد أصحابه" أي أنهم يصحّحون من الأقوال ما يكون موافقاً للدليل الشرعي في نظرهم ولو القول الآخر أثبت منه عن الإمام ... فذلك غير مسلّمٌ به، فإنهم -كما هو مشاهد- يبيّنون المذهب ويبيّنون اختياراتهم وما وصل إليه اجتهادهم.

وأمّا أسباب تعدّد الروايات فكثيرة، منها:

1 - تورّع الإمام أحمد (رحمه الله) عن الترجيح بين أقوال الصحابة أو بعض التابعين إذا نقل عنهم قولان أو أكثر، وليس هناك نصٌّ يؤيّد ترك القولين أو الأقوال، وذلك لكونه فقيهاً أثريّاً، وذلك دليل على الورع وسعة الإطلاع، (رحمه الله).

2 - أن الإمام أحمد (رحمه الله) كان يفتي أحياناً قليلة بالرأي المبني على المصلحة أو القياس، فتختلف أوجه النظر بين الوجهين، فيترك الوجهين من غير ترجيح.

3 - مراعاة الإمام أحمد لحال السائل، واختلاف ذلك الحال من سائل إلى آخر، فيفتي باختلاف الحال لكل سائل، فيظنّ أن الإمام أحمد له رأيان، وليس كذلك، كما أن الإمام يرى أنه يجب عند الإفتاء دراسة حال المستفتي، فلعلّ المُستفتي يُريد أن يتّخذ الفتوى طريقاً لحرام.

4 - اختلاف الرواية عن الإمام أحمد في مسألة من المسائل، فيَروي كلُّ صاحب رواية، فتكون كلّ

رواية قولاً، ما لم يوجد ما يرجّح صدق أحدهما.

5 - كما أنّ رأي الإمام ومذهبه بترك باب الإجتهاد مفتوحاً سبب آخر في تعدد الروايات، فهو بذلك يترك المجال لمن قدر على الإجتهاد وتوفرت شروطه فيه أن يمارسه.

والله تعالى أعلم.

ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 07 - 07, 06:31 م]ـ

احسنت اخى الحبيب بارك الله فيك

ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[24 - 07 - 07, 07:01 م]ـ

بارك الله فيكم ونفع بكم

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 08:21 م]ـ

وقد أجاب النووي أيضا في مقدمة المجموع عن شبهة رد القول القديم في المذهب

ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 07 - 07, 11:39 م]ـ

شيخنا العوضى بنفسه بخ بخ انه درس فى التواضع ان يمر مثلك على موضوع لمثلى

ولكن شيخنا الجليل الظمآن مثلى لاتكفيه قطره ونحسبك كريما مفضالا وظنى ان مداخلتك القصيره لانك اعتقدت ان صاحب الموضوع مثلك او يدانيك هيهات هيهات فمازلنا نحبو فى مضمار العلم

هل اطمع فى شىء من الاستفاضه على الاقل توضيح كلام النووى فى المجموع ورغم ان اخى حمد اجاد فى المداخله الاولى ولكن كما جاء فى الحديث نهمان لايشبعان طالب علم وطالب مال

ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[25 - 07 - 07, 08:58 ص]ـ

وبارك الله فيك أخي بن عبد الغني ...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير