[الاحكام الفقهية لماء زمزم]
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 06:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .. وبعد
فهذه احكام فقهية تخص ماء زمزم
[الاحكام الفقهية لماء زمزم]
مستحبات ماء زمزم
لقد جعلت مستحبات ماء زمزم على شكل مسائل فقهية
في هذا المبحث وهي:ـ
المسالة الاولى:ـ استحباب شرب ماء زمزم، وذلك عموما في كل الاحوال ولكل احد؛ لان النبي صلى الله عليه وسلم سن بشرب ماء زمزم بقوله وفعله، حيث بين الرسول صلى الله عليه وسلم لامته فضائل ماء زمزم وخيراته وحث على الاكثار والتضلع منه، وجعل ذلك من علامة الايمان الكامل، ولابراءة من النفاق.
ومن صريح ما روي في استحباب شرب ماء زمزم عموما في كل الاحوال، ولكل احد، ما جاء عن السائب المخزومي رضي الله عنه انه قال: (اشربوا من سقاية العباس، فانه من السنة.
و سقاية العباس هي ماء زمزم، وقوله: (من السنة) أي من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فله حكم المرفوع.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (صلوا في مصلى الاخيار، واشربوا من شرب الابرار، قيل لابن عباس: وما مصلى الاخيار؟ قال: تحت الميزاب، قيل: وما شراب الابرار؟ قال: ما زمزم، وقد نص الشافعية على سنية ذلك، والمالكية على استحبابه لمن كان بمكة، وهذا يشمل من كان مُحرِماً او غيرَ مُحرِم.
وقد نص فقهاء المذاهب الاربعة على استحباب الاكثار من شرب ماء زمزم والتضلع منه، مستدلين بحديث سيدنا ابن عباس رضي الله عنه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((ان اية ما بيننا وبين المنافقين انهم لا يتضلعون من زمزم)).
وعن ابن عباس رضي عنهما، انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق)).
المسألة الثانية:ـ استحباب شرب ماء زمزم للحاج والمعتمر عند الفراغ من الطواف بالبيت، وقبل البدء السعي، نص على ذلك الحنفية، والمالكية، والشافعية ولم اجد نصاً في ذلك عند الحنابلة. واستدلوا بما يلي:ـ
1. عن جابر: ان النبي صلى الله عليه وسلم رمل ثلاثة اشواط من الحجر، وصلى ركعتين، ثم عاد الى الحجر، ثم ذهب الى زمزم فشرب منها، وصبَّ على راسه، ثم رجع فاستلم الركن، ثم رجع الى الصفا، قال: ابدؤوا بما بدأ الله به …).
2. وعن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن ابيه قال: لما حجّ معاوية رضي الله عنه حججنا معه، فلما طاف بالبيت، وصلى عند المقام ركعتين، ثم مرَّ بزمزم وهو خارج الى الصفا، فقال: انزع لي منها دلواً ياغلام، فنزع له منها دلواً، فاتي به فشرب منه، وصب على وجهه وراسه، وهو يقول: زمزم شفاء، وهي لما شرب له)).
المسألة الثالثة:ـ استحباب الشرب من ماء زمزم للحاج والمعتمر عند الفراغ من اداء المناسك:ـ
وقد نص على استحباب ذلك الحنفية والشافعية والحنابلة، وهذا ولم اجد نص على ذلك للمالكية.
واستدلوا بما ياتي:ـ
ففي حديث جابر، في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (( ..... ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأفاض الى البيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبدالمطلب يسقون على زمزم، فقال: انزعوا بني عبدالمطلب، فلولا ان يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم، فناولوه دلواً فشرب منه ….)).
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((فلولا ان يغلبكم الناس …)) أي لولا ان يغلبكم الناس على هذا العمل اذا رأوني قد عملته، لرغبتم في الاقتداء بي، فيغلبوكم في المكاثرة، لفعلت.
المسألة الرابعة:ـ استحباب الشرب من ماء زمزم عند توديع بيت الله الحرام: ـ
وقد نص على استحباب ذلك فقهاء المذاهب الاربعة.
واستدلوا بما ياتي:ـ
((عن المجاهد التابعي رضي الله عنه، قال: كانوا ـ أي قبله من الصحابة رضي الله عنهم ـ يستحبون اذا ودَّعوا البيت ان ياتوا زمزم فيشربوا منها)).
لقد كان السلف الاول من الصحابة رضي الله عنهم يَسْتحبّون الشرب من ماء زمزم اذا ارادوا فِراقَ ووداع بيت الله الحرام، متزودين منه، متبركين به حتى اخر لحظة.
المسألة الخامسة:ـ استحباب سقي ماء زمزم، والثواب في ذلك:ـ
وردت احاديث عديدة في الحث على سقي ماء زمزم لما فيه من اجر عظيم منها:ـ
¥