تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما رواه الامام البخاري، عن ابن عباس رضي الله عنهما ـ قال: (( ... ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم زمزم، وهم يسقون، ويعملون فيها، فقال: اعملوا، فانكم على عمل صالح، ثم قال: لولا ان تُغلَبوا، لنزلتُ حتى أضعَ الحَبْلَ على هذه ـ واشار الى عاتقه ..... )).

قال الحافظ ابن حجر: ((وفي الحديث ترغيب في سقي الماء، خصوصاً ماء زمزم)).

المسألة السادسة:ـ استحباب شرب ماء زمزم قائماً:-

اختلف الفقهاء في شرب ماء ماء زمزم هل يكون عن

قيام او عن قعود؟:ـ

وذلك لورود احاديث صحيحة في شربه صلى الله عليه وسلم ماء زمزم قائماً وورود حاديث صحيحة اخرى في النهي عن شرب الماء ـ مطلقاً ـ قائماً، سواء كان من زمزم او من غير زمزم.

وعلى هذا ذهب فريق من الحنفية، وهو معتمد عند ابن عابدين في حاشيته الى استحباب شرب ماء زمزم قائماً.

ودليلهم ما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (سقيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب وهو قائم).

فشرب زمزم قائماً هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم:ـ ونصّ المالكية،

والحنابلة، على جواز شرب الماء قائما، مستدلين بشربه صلى الله عليه وسلم من ماء زمزم قائماً ـ فهذا يشمل الشرب من زمزم وغيره، علماً ان بعض المالكية، ينص على كراهة الشرب من زمزم قائماً.

وذهب فريق آخر من الحنفية، وكذلك الشافعية، الى نسية شرب ماء زمزم قاعداً، ويكره تنزيهاً شربه قائماً.

ودليلهم ما رواه الامام مسلم في صحيحه: ((عن انس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، انه نهى ان يشرب الرجل قائماً)).

فهذا نهي عام عن الشرب قائماً، سواء كان الشرب من ماء زمزم او من غيره، وانما قالوا بالكراهة دون التحريم لمن شربه قائماً، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه شرب الماء قائما ـ كما تقدم ـ.

والذي يبدو رجحانه في هذه المسالة ما ذهب اليه اصحاب المذهب الاول لان نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرب الماء قائماً، وهذا في عموم الماء ولورود حديث آخر ثبت فيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب ماء زمزم قائماً، فيكون هذا الحديث الخاص مخصصاً لعموم النهي عن الشرب قائماً، والله تعالى اعلم بالصواب.

المسالة السابعة:استحباب تقديم المسافر على غيره في شرب ماء زمزم:ـ

عن ابي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ابن السبيل اوَّل شارب ـ يعني من زمزم ـ)).

وابن السبيل: هو المسافر، والسبيل: هو الطريق، وسمي به للزومه له، ففي هذا الحديث يحث النبي صلى الله عليه وسلم، على تقديم ابن السبيل المسافر المقيم من جيران الحرم في الشرب من ماء زمزم، وهذا (عند الازدحام لمقاساة المشاق، وضَعْفِ ابن السبيل بالاغتراب)، لان جيران البيت هم على تزود دائم من هذا الماء المبارك، ولان صلاة التطوع لاهل مكة والمجاروين فيها، افضل من طواف التطوع في موسم المناسك، لئلا يُزاحِموا اهل الموسم.

المسألة الثامنة:ـ استحباب صَبِّ ماء زمزم على الراس والبدن:ـ

وعلى استحباب صب الماء على الراس والبدن اتفق فقهاء المذاهب الاربعة على ذلك، مستدلين بما سبق فيما يخص الحاج والمعتمر ـ واما غيرهما فبتعدي العلة، حيث ان الحكمة من ذلك التبرك بماء زمزم.

((فعن جابر، ان النبي صلى الله عليه وسلم، رمل ثلاثة اشواط من الحجر الى الحجر، وصلى ركعتين، ثم عاد الى الحجر، ثم ذهب الى زمزم فشرب منها، وصب على راسه ….))

((وعن يحيى ابن عباد بن عبد الله بن الزبير عن ابيه قال: لما حج مع معاوية رضي الله عنه حججنا معه، فلما طاف بالبيت، وصلى عند المقام ركعتين، ثم مرَّ بزمزم، وهو خارج الى الصفا فقال: انزع لي منها دلواً يا غلام، قال: فنزع له دلواً، فأُوتي به فشرب منه فصب على وجهه ورأسه ...... وهو يقول: زمزم شفاء، هي لما شرب له))

المسألة التاسعة:ـ استحباب تحنيك المولود بماء زمزم:ـ

((عن حبيب ـ بن ابي ثابت ـ قال: قلت لعطاء: آخذ من ماء زمزم؟ يساله عن حمله من مكة الى غيرها ـ قال: نعم، قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحمله في القوارير، وحنك به الحسن والحسين رضي الله عنهما بتمر العجوة))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير