تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(1) الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ العثيمين رحمه الله (الجزء 6/كتاب الصيام

(2) الشرح الممتع على زاد المستقنع

حقيقة الصيام

قال الشيخ ابن القيم رحمه الله تعالى:

"أما الصوم فناهيك به من عبادة تكفّ النفس عن شهواتها وتُخرجها عن شبَه البهائم إلى شبه الملائكة المقرّبين فإنّ النفس إذا خُلّيت ودواعي شهواتها التحقت بعالم البهائم، فإذا كُفّت شهواتها لله، ضُيِّقت مجاري الشيطان وصارت قريبة من الله بترك عادتها وشهواتها، محبّة له، وإيثارا لمرضاته، وتقرُّبا إليه، فيدع الصائم أحبّ الأشياء إليه وأعظمها لُصوقا بنفسه من الطعام والشراب والجماع من أجل ربه، فهو عبادة، ولا تُتصوّر حقيقتها إلا بترك الشهوة لله، فالصائم يدع طعامه وشرابه وشهواته من أجل ربه، وهذا معنى كون الصوم له تبارك وتعالى، وبهذا فسّر النبي ? هذه الإضافة في الحديث فقال:"يقول الله تعالى:كلّ عمل ابن آدم يُضاعف الحسنة بعشرة أمثالها، إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه من أجلي " حتى إنّ الصائم ليُتصوّر بصورة من لا حاجة له في الدنيا إلا في تحصيل رضا الله

وأيُّ حُسنٍ يزيد على حسن هذه العبادة التي تكسِر الشهوة وتقمع النفس وتُحيي القلب وتُفرحه، وتُزهِّد في الدنيا وشهواتها، وتُرغِّب فيما عند الله، وتُذكّر الأغنياء بشأن المساكين وأحوالهم وأنهم قد أُخِذوا بنصيب من عيشهم فتُعطِّف قلوبهم عليهم، ويعلمون ما هم فيه من نعم الله فيزدادوا له شكرا

وبالجملة، فعون الصوم على تقوى الله أمر مشهور، فما استعان أحد على تقوى الله وحِفظ حدوده واجتناب محارمه بمثل الصوم، فهو شاهد لمن شرعه وأمر به بأنه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأنه إنما شرعه إحسانا إلى عباده ورحمة بهم،ولطفا بهم لا بُخلا عليهم برزقه ولا مجرّد تكليف وتعذيب خالٍ من الحكمة والمصلحة بل هو غاية الحكمة والرحمة والمصلحة وأنّ شرع هذه العبادات لهم من تمام نعمته عليهم ورحمته بهم " (3)

=============

(3) مفتاح دار السعادة، بتحقيق علي حسن عبد الحميد، ومراجعة الشيخ بكر أبو زيد (2/ 322

أقسام الصيام: (4)

الصيام قسمان: فرض وتطوع

والفرض ينقسم ثلاثة أقسام:

1 - صوم رمضان

2 - صوم الكفارات

3 - صوم النذر

فضل الصيام

"جاءت آيات بينات محكمات في كتاب الله المجيد تحض على الصوم تقربنا إلى الله عز وجل وتبين فضائله، كقوله تعالى: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظون فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أغد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما" (الأحزاب 35) وقوله جل شأنه:"وأن تصومواخير لكم إن كنتم تعلمون" (البقرة 184)

وقد بين رسول الله ? في الثابت من السنة أن الصوم حصن من الشهوات ومن النار جنة وأن الله تبارك اسمه خصه بباب من أبواب الجنة وأنه يفطم الأنفس عن شهواتها ويحبسها عن مألوفاتها فتصبح مطمئنة وهذا الأجر الوفير والفضل الثر الكبير تفصله الأحاديث الصحيحة الآتية أحسن تفصيل وتبينه أتم بيان" (5)

================

(4) فقه السنة للسيد سابق

(5) صفة صوم النبي ? في رمضان لعلي حسن وسليم الهلالي

1) الصوم ينشئ التقوى في القلوب:

يظهر هذا واضحا جليا انظر إلى قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" ترى أن الله فرض علينا الصوم لينبت التقوى في قلوبنا، والله إنما يكرم العباد لتقواهم فهو سبحانه لا ينظر إلى صور العباد وأشكالهم بل إلى قلوبهم التي هي محل التقوى وأعمالهم القائمة على أساس من التقوى، ولذلك كان التفاضل عند الله بها "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (الحجرات 13)، وهذه الغاية المرادة بالصوم هي الغاية من العبادات جميعا كما نص الله تعالى على ذلك بعد أمره للناس جميعا بعبادته وحده "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون" ... والصيام بما فيه من استجابة لأوامر الله، ومسارعة لرضاه وترك لمحبوبات النفوس ومطلوباتها بدون رقابة سوى رقابة الله، ينشئ التقوى في القلوب وبصلاح القلوب تصلح الأعمال، وبصلاح القلوب والأعمال تصلح الأمة التي جعلها الله قائدة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير