[سجال فقهي جميل في مجلس من مجالس التذاكر الفقهي]
ـ[الموسى]ــــــــ[27 - 08 - 07, 02:13 م]ـ
"حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه أنه قال:
خرج عبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن الخطاب في جيش إلى العراق فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري وهو أمير البصرة فرحب بهما وسهل ثم قال لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت ثم قال بلى هاهنا مال من مال الله أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين فأسلفكماه فتبتاعان به متاعا من متاع العراق ثم تبيعانه بالمدينة فتؤديان رأس المال إلى أمير المؤمنين ويكون الربح لكما فقالا وددنا ذلك ففعل وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال فلما قدما باعا فأربحا فلما دفعا ذلك إلى عمر قال أكل الجيش أسلفه مثل ما أسلفكما قالا لا فقال عمر بن الخطاب ابنا أمير المؤمنين فأسلفكما أديا المال وربحه فأما عبد الله فسكت وأما عبيد الله فقال ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين هذا لو نقص هذا المال أو هلك لضمناه فقال عمر أدياه فسكت عبد الله وراجعه عبيد الله فقال رجل من جلساء عمر يا أمير المؤمنين لو جعلته قراضا فقال عمر قد جعلته قراضا فأخذ عمر رأس المال ونصف ربحه وأخذ عبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن الخطاب نصف ربح المال"
(الموطا _ما جاء في القراض)
ـ[علي موجان الشامي الشافعي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 05:26 م]ـ
عندي إشكال هنا في قول الرجل: (لو جعلته قراضا) فقال عمر: (قد جعلته قراضا). فأخذ عمر رأس المال ونصف ربحه).
ومحل الاستشكال قلب العقد فيه ..
وهذا هو عين فعل بعض مفتي البنوك فإنهم يغيرون بعض العقود لتكون بصورة عقد مباح
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[28 - 08 - 07, 02:02 ص]ـ
هو لم يقلب العقد، بل جعلها مضاربة توسطاً بين استئثارهم بالربح؛ لأن المال مال المسلمين والتصرف فيه منوط بالمصلحة، وبين أن يكون الربح لبيت المال مع أنهم قد ضمنوا رأس المال لتصرفهم فيه، والله أعلم
ـ[الموسى]ــــــــ[28 - 08 - 07, 05:49 م]ـ
أشكر الأخوة الأفاضل على المرور وعلى حسن الظن بالعنوان ..
شيخ (الموجان) قلتم:
"وهذا هو عين فعل بعض مفتي البنوك فإنهم يغيرون بعض العقود لتكون بصورة عقد مباح"
أقول:
حاشا ان يكون الفقيه الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان يظن به التلاعب بالدين وهو أسد الدين، حامي عرين الإسلام، الغيور على تنتهك حرمات الدين ويكفيه شرف ان رسول الله قد زكى علمه وانه قد وافق القران في غير ما موضع كم كنت اود ان تمسك زمام قلمك قبل ان تشرع في تلطيخ يدك بالكلام على ولي الله وحبيب رسوله وان تراجع نفسك مرارا قبل ان تناقش فتوى حبر من أحبار الاسلام فأنت تعارض من خالفه رسول الله فكان الحق مع الاول والله لو تجرا قزم من الأقزام بالتكلم على رأي احد العلماء وتشبيهه بأحد مختزلي الامانة لتقوست حاجبيك حتى تدخل عينيك غضبا او غضبت لمن لم يصل الى شعره من شعرات عمر ولا يسوى وزن لحظة من لحظات تفكير عمر رضي الله عنه في شأن الأمة ولم يسلم منك من زوى الله له الأرض (ياسارية بن غنيم الجبل) ..
رضي الله عليك يا فاروق ووأسأل رب عمر ان يجازيني خيرا حين ذبت عنك كل سوء (قصد او لم يقصد) فالذب عنك قربه ياحبيب رسول الله ..
فرق كبير يا شيخ موجان بين التكييف، وبين التحريف ..
التكييف الفقهي بأنه تحديد لحقيقة الواقعة المستجدة لإلحاقها بأصل فقهي، خصه الفقه الإسلامي باوصاف فقهية، بقصد إعطاء تلك الأوصاف للواقعة المستجدة عند التحقق من المجانسة والمشابهة بين الأصل والواقعة المستجدة في الحقيقة.
عناصر التكييف الفقهي تتكون من: الواقعة المستجدة، والأصل، وأوصاف الأصل الفقهية، والحقيقة، والإلحاق
(التكييف الفقهي للوقائع المستجدة وتطبيقاته الفقهية , دار القلم , دمشق / محمد شبير)
وهذا ما حصل بالضبط يا شيخ موجان للملهم عمر قاس الواقعة اولا على انها اخذ للمال بغير الحق حيث انه لا يحق لهم المتاجرة بهذا المال ولكن بعد المناقشة الممتعة معه رضي الله عنه كيف المسأل حيث عرض عليه أصل آخر وهو الضمان وإلحاقه الضرر .. فتراجع مباشرة الى أصل ثان وهو (القراض)
خالص الود والتقدير
(انتظر تعقباتك ويشهد الله اني استفد من اثارة اشكالك؛ ولكن ليتها بدون هذا السطر)