تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رؤية الهلال أمر يقتضيه ارتباط توقيت بعض العبادات بها، فيشرع للمسلمين أن يجدّوا في طلبها ويتأكّد ذلك في ليلة الثّلاثين من شعبان لمعرفة دخول رمضان، وليلة الثّلاثين من رمضان لمعرفة نهايته ودخول شوّالٍ، وليلة الثّلاثين من ذي القعدة لمعرفة ابتداء ذي الحجّة , فهذه الأشهر الثّلاثة يتعلّق بها ركنان من أركان الإسلام هما الصّيام والحجّ، ولتحديد عيد الفطر وعيد الأضحى.

والمقصود برؤية الهلال: مشاهدته بالعين بعد غروب شمس اليوم التّاسع والعشرين من الشّهر السّابق ممّن يعتمد خبره وتقبل شهادته فيثبت دخول الشّهر برؤيته.

وللهلال عدّة معانٍ منها: القمر في أوّل استقباله الشّمس كلّ شهرٍ قمريٍّ في اللّيلة الأولى والثّانية، وقيل الثّالثة، وقيل يسمّى هلالاً إلى أن يبهر ضوؤه سواد اللّيل، وهذا لا يكون إلاّ في اللّيلة السّابعة.

ويطلق أيضاً على القمر ليلة ستٍّ وعشرين وسبعٍ وعشرين لأنّه في قدر الهلال في أوّل الشّهر.

وقد حثّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم على طلب الرّؤية لهلال رمضان، فعن أبي هريرة قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غمّي عليكم فأكملوا عدّة شعبان ثلاثين" [البخاري – كتاب - الصوم باب قول النبي ? اذا ريتم الهلال فصوموا ... ]

وعن عبد اللّه بن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «الشّهر تسع وعشرون ليلةً، فلا تصوموا حتّى تروه فإن غمّ عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين" [البخارى و مسلم (3/ 123)]

وهناك حديث يبيّن اعتناءه ? بشهر شعبان لضبط دخول رمضان، فعن عائشة رضي الله عنها تقول:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام" [اخرجه ابو داود (2325) وقال الالبانى: صحيح]

قال الشّرّاح: أي يتكلّف في عدّ أيّام شعبان للمحافظة على صوم رمضان.

وقد اهتمّ الصّحابة رضي الله عنهم في حياة النّبيّ صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم برؤية هلال رمضان فكانوا يتراءونه.

عن عبد اللّه بن عمر، قال: «تراءى النّاس الهلال فأخبرت به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فصام وأمر النّاس بصيامه».

ويؤيد ذلك ما جاء من حديث ابى هريرة ان النبي ? قال:"أحصوا هلال شعبان لرمضان و لا تخلطوا برمضان إلا أن يوافق ذلك صياما كان يصومه أحدكم و صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوما فإنها ليست تغمى عليكم العدة " [اخرجه الدرقطنى والبيهقى - وقال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 199 في صحيح الجامع].

وقد أوجب الحنفيّة كفاية التماس رؤية هلال رمضان ليلة الثّلاثين من شعبان فإن رأوه صاموا، وإلاّ أكملوا العدّة ثمّ صاموا، لأنّ ما لا يحصل الواجب إلاّ به فهو واجب.

وقال الحنابلة: يستحبّ ترائي الهلال احتياطاً للصّوم وحذاراً من الاختلاف.

وبالجملة فهذه المسآله محلّ خلافٍ بين الفقهاء، فبعضهم يقول: يستحبّ للنّاس ترائي الهلال ليلة الثّلاثين من شعبان وتطلّبه، ليحتاطوا بذلك لصيامهم، وليسلموا من الاختلاف، والبعض يرى أنّ التماس هلال رمضان يجب على الكفاية، لأنّه يتوصّل به إلى الفرض.

ويستحبّ التّثبّت من رؤية هلال شهر رمضان ليلة الثّلاثين من شعبان لتحديد بدئه، ويكون ذلك بأحد أمرين

الأوّل: رؤية هلاله، إذا كانت السّماء خاليةً ممّا يمنع الرّؤية من غيم أو غبار ونحوهما.

الثّاني: إكمال شعبان ثلاثين يوماً، إذا كانت السّماء غير خالية.

س: ماذا يجب على من رأى هلال رمضان أو هلال شوال وحده؟

الجواب:

أكثر الفقهاء على أنّ من رأى هلال رمضان وحده لزمه الصّوم، وتجب عليه الكفّارة لو جامع فيه، لقوله صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته».

قال العلماء من رأى هلال رمضان وحده، ورُدّت شهادته، لزمه الصّوم وجوباً، عند جمهور الفقهاء - الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة - وهو مشهور مذهب أحمد، وذلك: للآية الكريمة، وهي قوله تعالى: «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» ...... ولحديث: «صوموا لرؤيته».

ولأنّه تيقّن أنّه من رمضان، فلزمه صومه، كما لو حكم به الحاكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير