وقام الرئيس حافظ الأسد باستقبال الأخوين استقبالاً خاصاً وتكريمياً لهما وقبَّلهما، وصدر مرسوم بإنشاء معاهد الأسد للقرآن الكريم، وأول تلك المعاهد معهد جامع النقشبندي الذي يُقرئ في شيخنا حفظه الله سنة1981م.
كما أكرم الله الشيخ بالحج إلى بيت الله الحرام خمسة و عشرين مرة.
• المناصب التي تولاها:
عُيّن الشيخ خليل حفظه الله رئيساً لحرفة المنجدين والخياطين، وبقي في منصبه عدة سنين، ثم تركها لانشغاله بأعمال التجارة، وتحفيظ القرآن.
• مصادر الرزق:
عمل الشيخ خليل حفظه الله في تجارة القطن والصوف مع أخيه في متجره في سوق الصوف، وكان من كبار التجار حينها.
• المحن التي أصابته:
يعرف شيخنا بإيمانه الراسخ واحتسابه لله في كل شؤونه، في عمله وقلبه وجوارحه، وهو ممن قال فيهم رسول الله ?: ((عجبت من قضاء الله للمؤمن إن أمر المؤمن كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء فشكركان خيراً له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له)) أخرجه الإمام أمد في مسنده عن سيدنا صهيب رضي الله عنه , وكان سيدنا محمد ? القدوة الصالحة له في الكثير من المحن؛ فهو السراج المنير الذي ينير لنا دروب الصبر وقوة التحمل.
فقد توفي للشيخ ثلاث بنات في ذروة شبابهن وهن:
- نوال: وكانت طبيبة أطفال.
- عفاف: وكانت مدرسة لمادة الرياضيات توفيت في السعودية ودفنت في الرياض.
مريم: وكانت مدرسة لمادة العلوم الطبيعية.
وعمر كل واحدة منهن حدود الأربعين من العمر , فرضي الشيخ بقضاء ربه عز وجل، وقال:
(له ما أعطى وله ما أخذ).
منهجه في التعليم:
لقد كان مدققاً نبيهاً ينظر إلى دقائق الحروف والمخارج والصفات , ومما رأيته في ذلك تدقيقه على بعض الطلبة وهو يقرأ عنده:
?قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ?الكهف: 67؛
فكان يكرر عليه إعادة هذا اللفظ بترقيق التاء الواقعة قبل الطاء، وهي من الدقائق التي قد تخفى على كثير من الطلبة.
وكان أثناء التدقيق يُلقي على الطالب الأحكام التجويدية تدريجياً؛ خشية ملله و نفوره , فينتقل معه من طبقة إلى طبقة حتى يتقن جميع الأحكام.
يقول الشيخ خليل حفظه الله:
(. . . تتميز قراءة الشاميين وقرائها بالاعتناء بمواضع الوقف والوصل، وابتداء الكلام وحسن الوقوف , وهو التجويد: وهو العلم الحقيقي؛ وهو عن درس كثير وإتقان.
نحن لنا ترتيب خاص بالوقف والوصل، وبدء القراءة، لا يهون على مشايخ الشام أن يعطوا إجازة بالقرآن من دون القراءة، اختصت الشام بالتجويد , الأوقاف والبدء والتأخير واللهجة، والأحكام).
وكان الشيخ يحب لكل مسلم أن يتعلم القرآن، وينصح له بذلك، ويطالب كل من أجازه بأن يتابع في تكراره وتمكينه وتلاوته، وأن يعلم مجموعة من الناس كما تعلم هو فيحفظهم ويعلمهم التجويد والقراءة، ويأخذ العهد على المتخرجين والمجازين بذلك.
هذا جدي هو الجامع الحافظ المتقن المقرئ الشيخ خليل الهبا أبا أنور عرفناه طالباً فكان المجدَّ المتواضع.
عرفناه معلماً فكان المعلم الناصح.
عرفناه شيخاً فكان العبد المطيع القائم بالفرائض والسنن والرواتب.
عرفناه تاجراً فكان الصادق الأمين.
عرفناه أباً فكان الحنون العطوف.
عرفنا جداً فنعم الجد هو.
ولما وضعت هذه السيرة بين يديه ذكر لي نصائح لا تقدر بثمن، وهي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
وأخبرني بأن العلم نور
* * *
من طلب العلا سهر الليالي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
ونور الله لا يُهدى لعاصي
* * *
يغوص البحر من طلب اللآلي
* * * * * *
(الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)
* * * * * *
حفظ الله الشّيخ، ووفقه لكلّّ خير، وبارك لنا به وبحياته، وعمم نفعه وبركته على المسلمين، وأكثر من فروعه وأغصانه والمتخرجين على يديه، اللهم آمين، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.
http://montada.gawthany.com/VB/showthread.php?t=15712