تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما أن يتأخر عن الصفوف الأول - خاصة في زماننا - أو يحجز مكاناً بالقرب من الشيخ مع وجود الصف الثاني والثالث الذي هو أقرب دون أن يشغل ودون أن يملأ ففي النفس من ذلك شيء والذي أستحبه لنفسي ولطالب العلم أن يحرص على الصفوف الأول، وأن يحرص على سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خاصة وأن الله يسر لنا في هذا الزمان نقل العلم بوجود هذه الوسائل وإن كنت لا أشك أن القرب من العلماء حتى مع تيسر هذه الوسائل - لخاصة طلاب العلم - أفضل لأنهم إذا ولو العلماء والمشايخ فإن ذلك أفضل من أن يليهم هشاة الناس والأسواق والرعاع الذين ربما شوشوا ولربما قاموا أثناء الدروس فشوشوا على السامعين وشوشوا على الحاضرين لكن من حيث الأصل، فالأفضل الحرص على السنة والحرص على الصفوف الأول.

وأنبه على مسألة كثر العمل بها خاصة في بعض الدروس وهي حجز الأماكن فإنني أوصي كل مسلم يخاف الله ويتقيه ويعلم أنه ملاقيه أنه لا يجوز له أن يحجز في بيوت الله إلا إذا قام إلى الخلاء وأنه لا يجوز مضارة طلاب العلم في مجالس العلم والتضييق عليهم والتأخر وحضور الإنسان متأخراً وتقحمه في الصفوف وأذيته للمصلين، أوصي إخواني بتقوى الله سبحانه وتعالى، وأن يعلم المسلم علم اليقين أن الله لا يطاع من حيث يعصى، وأن الله سبحانه وتعالى حرم على المسلم أن يحضر إلى المسجد إذا أكل الثوم والبصل حتى لا يؤذي إخوانه المسلمين، وأن الله تعالى لا يأذن للمسلم أن يستبيح عرض أخيه المسلم وأن يشوش عليه في عبادته وموقفه بين يدي ربه حتى لا يستطيع أن يركع ويسجد فمثل هذه الأمور ينبغي الكف عنها وينبغي البعد عن الازدحام والتشويش والأذية ولو كان ذلك بحجة الحضور لمجالس الذكر ولو كان ذلك على سبيل الحرص على العالم، فإن الحرص على العلماء له موازين وله ثوابت وله أصول شرعية لا ينبغي للمسلم أن يفرط فيها وأن لا يكون ذلك على حساب الناس وعلى حساب أذية إخوانه المسلمين فينبغي على المسلم أن يستشعر - وهو في طلب العلم - أنه في بيت الله تعالى، وأنه مع صفوة من عباد الله الذين هم صفوة هذه الأمة، فصفوة الأمة بعد أنبيائها العلماء، ثم بعد العلماء طلاب العلم فعليه أن يتقي الله سبحانه وتعالى خاصة إذا رأى من سبقه من إخوانه من طلاب العلم عليه أن يتقي الله، وأن يكون بين طلاب العلم من الحب والود وأن يحب طالب العلم لإخوانه ما يحبه لنفسه، وأن يكره لهم ما يكره لنفسه، فإنه لو كان في الصف الأول وبكر وابتكر وجاء من ساعات متقدمة من أجل أن ينال فضيلة الصف الأول ومن أجل أن يصلي في الصف الأول فيأتي غيره فيزاحمه إلى درجة لا يستطيع أن يخشع فيها في صلاته، ولا يستطيع أن يتمكن فيها من ركوعه ولا من سجوده، ولربما كان الذي في الصف الأول كبير السن، أو كان شيخاً ضعيفاً فيأتي فيزاحمه ويضايقه كل هذا مما لا يرضي الله سبحانه وتعالى، والواجب التناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى المسلم أن يتقي الله ما استطاع إلى ذلك سبيلا حتى يكون أرجى لقبول طاعته وثوابه من ربه، والله - تعالى -أعلم.

السؤال الرابع:

هل الصلاة في الدور الثاني أو سطح المسجد تعتبر من الصفوف الأخيرة؟

الجواب:

بالنسبة لأهل الدور الثاني فإن فضيلة صفهم موقوفة على الصف الأخير في الدور الأول لأنه لا يجوز الانتقال إلى الدور الثاني إلا بعد إتمام الصفوف في الدور الأول وهو الأصل، وبناءً على ذلك ففضيلة الصف الأول في الدور الثاني مرتبة على آخر صف من الدور الأول، وعلى هذا فإنه يحرص على الصفوف المتأخرة في الدور الأول أفضل من الدور الثاني.

وقال بعض العلماء: يسامت الدور الثاني على الأول فلو كان الدور الثاني مركباً على الدور الأول على وجه يُرى فيه الإمام بحيث يتقاصر؛ ولأن المنبغي في الدور الثاني أن يكون على وجه يرى فيه الإمام أو من يقتدي بالإمام ولا يصح أن يكون منغلقاً من كل وجه بحيث تخفى صلاة الإمام خاصة إذا انقطع الكهرباء أو نحو ذلك فإذا كان الدور الاول منبياً على الدور الثاني فإنه سيتقاصر عن الصف الأول والثاني وإلى الثالث تقريباً فحينئذ قالوا: تكون فضيلة الصف الأول في الدور الثاني مسامته للصف الذي يليه من الدور الأول وهذا مبني على أن ما علا يأخذ حكم ما سفل والأصل فيه أن الأعلى والأدنى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير