تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(إحياء الأرض الفلاة ببيان حكم (الفواتح) بعد الصلاة عند علماء المالكية)]

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[14 - 09 - 07, 09:31 م]ـ

[(إحياء الأرض الفلاة ببيان حكم (الفواتح) بعد الصلاة عند علماء المالكية)]

كتبه لنفسه

طارق بن عبد الرحمن الحمودي

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله, أما بعد:

فإن السنة صمام أمان هذا الدين من كل دخيل وشائبة. فإنه كلما ترك منه سنة نخرت فيه بدعة. ومن البدع التي شاعت وذاعت في بلاد المغرب وربما في غيره من بلاد المسلمين تصدر الإمام للدعاء بعد السلام للمؤمومين جهرا وهم يؤمنون على دعائه. وهو المسمى عندنا (بالفواتح أو الفاتحة).وهم مخالفون في ذلك للسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه, ومخالفون لمذهب مالك رحمه الله تعالى وكبار المنتسبين إلى مذهبه. وقد قال مالك رضي الله عنه: (ما لم يكن يومئذ دينا فليس اليوم دينا , ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).

ـ ففي المدونة (1/ 144): (وقال مالك في إمام مسجد الجماعة أو مسجد من مساجد القبائل قال: إذا سلم فيقم ولا يباع في الصلوات كلها قال وأما إذا كان إماما في السفر أو إماما في فنائه ليس بإمام جماعة فإذا سلم فإن شاء تنحى وإن شاء أقام)

فهذا نص صريح في كراهة مالك لذلك.

ـ وقال ابن أبي زيد القيرواني المالكي الملقب بمالك الصغير في الرسالة: (وإذا سلم الإمام فلا يثبت بعد سلامه إلا أن يكون في محله فذلك واسع)

ـ ونقل ابن ناجي المالكي في شرح الرسالة (1/ 201) عن القرافي أنه قال: (كره مالك وجماعة من العلماء لأئمة المساجد والجماعات الدعاء عقب الصلوات المكتوبة جهرا للحاضرين, فيجتمع لهذا الإمام التقديم وشرف كونه ينصب نفسه واسطة بين الله تعالى وبين عباده في تحصيل مصالحهم على يديه بالدعاء ,فيوشك أن يعظم نفسه ويفسد قلبه ويعصي ربه في هذه الحالة أكثر مما يطيعه)

ـ وقال القرافي المالكي أحد أذكياء العالم أيضا في الذخيرة (2/ 205/دار الغرب الإسلامي): (قال في الكتاب: إذا سلم إمام مسجد القبائل فلا يقعد في مصلاه, بخلاف إمام السفر ونحوه, لما روى سحنون في الكتاب أنها السنة ... )

ـ وقال الونشريسي المالكي في المعيار المعرب (1/ 283و284/): سئل الشيخ الحافظ أبو العباس أحمد بن قاسم القباب من أيمة فاس عن حكم الدعاء إثر الصلاة؟

فأجاب رحمه الله ما نصه: الحمد لله , الجواب وبالله تعالى التوفيق أن الذي عندي ما عند أهل العم في ذلك من أن ذلك بدعة قبيحة ... وقد عد الفقهاء قيام الإمام من موضعه ساعة يسلم من فضائل الصلاة ... ولو كان هذا حسنا لفعله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه, ولم ينقل ذلك من العلماء مع تواطئهم على نقل جميع أموره حتى هل كان ينصرف من الصلاة على اليمين أو على اليسار) اهـ باختصار من فتوى مشهورة له في النهي عن ذلك.

ـ قلت: المقصود بالحافز في اصطلاح الملكية الحافظ للفروع المذهبية! ومثل ذلك يصفون به ابن الجد المالكي الفهري.

ـ وسئل الإمام الشاطبي المالكي كما في فتاواه () عن دعاء الإمام للجماعة في أدبار الصلوات ,هل في السنة ما يعضده أو ما ينافيه؟

فأجاب رحمه الله تعالى: دعاء الإمام للجماعة في أدبار الصلوات ليس في السنة ما يعضده, بل فيها ما ينافيه, فإن الذي يجب الاقتداء به سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم, والذي ثبت عنده بعد الصلوات إما ذكر مجرد لا دعاء فيه كقوله: (اللهم لا مانع لما أعطيت) وأشباه ذلك, وإما دعاء يخص به نفسه كقوله (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت) وأشباهه, ولم يثبت عنه أنه دعا للجماعة, وما زال كذلك مدة عمره, ثم الخلفاء الراشدون بعده, ثم السلف الصالح إلى أن نص العلماء على أن الإمام إذا سلم انصرف ولا يقعد في موضع إمامته, أفبعد هذا إشكال لمن وفق وألهم رشده؟!)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير