تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما قول عيسى إنه لا يومئ في النافلة من غير عذر ولا علة، بناء على ترك الأخذ بالحديث، مثل قول مالك في المدونة إنه لا يصلي مضطجعاً إلا مريض، فلا يجوز ترك الجلوس ولا السجود إلا من علة.

ويحتمل: أن يكون لا يجيز الإيماء بالسجود مع القدرة عليه إلا لمن صلى مضطجعاً، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى قاعداً فله نصف أجر صلاة القائم)؛ فكان معناه عند أهل العلم جميعاً: من صلى قاعداً وساجداً؛ إذ لم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحداً من سلف الأمة، ترك السجود في صلاة النافلة مع القدرة عليه، كما ترك القيام فيها مع القدرة عليه " انتهى من "البيان والتحصيل" (1/ 515 - 516).

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

" جدتي كبيرة في السن، وربما أتعبها الوقوف في الصلاة، فتصلى النافلة وهي جالسة على الكرسي، أما الفريضة فهي تصليها وهي واقفة، وتؤدي ركوعها وسجودها على الوجه الكامل، والسؤال: هل تأثم بالجلوس على الكرسي؟ وإذا كانت لا تأثم، فهل الأفضل في الصلاة أن تصلى على الأرض، أم على الكرسي؟ مع العلم بأن الكرسي أروح لها؟

فأجاب:

" أما بالنسبة لصلاة الفرض فالأمر فيها واضح، لأنها تؤديها كما ينبغي.

وأما بالنسبة للنافلة فإنها إذا كانت تريد أن تصلي جالسة، فلتجلس على الأرض وتتربع أثناء القيام والركوع، والقيام بعد الركوع، ثم تسجد على الأرض وتجلس بين السجدتين مفترشة كالعادة، فإذا سجدت السجدة الثانية جلست متربعة؛ لأن التربع يكون في محل القيام، وهذا بلا شك أفضل من الكرسي، لأن الكرسي لا تتمكن معه من السجود على الأرض، فيفوتها السجود، والسجود إذا أمكن فإنه لا يجوز الإيماء بدلاً عنه.

وعلى هذا فنقول: هذه الجدة إذا أرادت أن تتطوع في نافلة الصلاة فلتكن على الأرض، وتعمل كما قلنا؛ تتربع في محل القيام قبل الركوع، وفي حال الركوع، وفي حال القيام بعد الركوع، وتفترش في الجلسة بين السجدتين والتشهدين، وتسجد إلى الأرض " انتهى.

والله أعلم

موقع الإسلام سؤال وجواب

http://www.islam-qa.com/ar/ref/149470

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير