تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الرد على كتاب " اللمع في تجلية البدع"]

ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 02:38 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

فقد طلب مني بعض الأخوة قراءة كتاب " اللمع في تجلية البدع" للشيخ/ محمد حسين، حفظه الله، والتعليق عليه.

فاستخرت الله تعالى وكتبت هذا الجزء.

أرجو التفضل بالتعليق على التعليق، ونصحي إن رأيتم فيه خللاً أو خطأ.

الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله مبشراً ونذيراً وحرزاً للأميين وسراجاً منيراً.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).

أما بعد ...

فقد سألتني ــ يرحمك الله تعالى، ويوفقك إلى ما فيه الخير ــ أن أقرأ كتاب " اللمع في تجلية البدع " للأستاذ/ محمد حسين، حفظه الله تعالى، وأن أكتب الملاحظات التي تتكشف لي، فاستخرت الله تعالى، وأجبت طلبك عسى أن يكون فيه فائدة، وما كان حق في تلك الملاحظات فبتوفيق الله تعالى، وما كان غير ذلك فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء.

وأبدأ بإذن الله ــ تعالى ــ فأقول:

في المقدمة ص5 قال حفظه الله: وأقر الشارع خطأ من اجتهد فأخطأ.

قلت: الصواب أن يقول: وأقر الشارع اجتهاد من اجتهد فأخطأ. فالشارع لا يقر الخطأ.

ص5 آخر سطر وما بعده قال حفظه الله: فهؤلاء الأئمة الفضلاء الذين أخذ عنهم الدين قد اختلفوا في فهم الدين، لأن اختلاف الفهم من طباع البشر، ولكنهم لم يذم أحد منهم الآخر، بل يعذر كل منهم صاحبه مهما خالفه في المسائل الاجتهادية ولم يكلفه موافقته على فهمه، ولكن المتعصبين من الأتباع تشددوات من قبل أهوائهم لأنهم لا يفقهون ما فقهه الأئمة .... إلى آخر الفقرة.

قلت: هذا الكلام بعد قوله في الفقرة السابقة له: " ورحم الله الإمام أحمد بن حنبل فإنه لم يكفر المرجئة الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل، مع أنهم سجنوه، وقتلوا جماعة، وصلبوا آخرين، وجرى على الإسلام منهم أمور، ومع كل ذلك فقد ترحم عليهم واستغفر لهم وقال: ما علمت أنهم مكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم، ولا جاحدون لما جاء به، ولكنهم تأولوا فأخطأوا وقلدوا من قال ذلك".

قلت: هذا يشعر أن المعنى أن أئمة المرجئة من الأئمة الفضلاء الذين يؤخذ منهم، وأن اختلافهم معتبر. وهذا ليس صحيحاً فإن العلماء خطّأوا من خالف في الأصول، والمرجئة منهم، وإن لم يكفروا عامتهم.

قلت: لذلك أعجب من القول المنسوب للإمام أحمد ــ رحمه الله ــ (ما علمت أنهم مكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم ولا جاحدون لما جاء به لكنهم تأولوا فأخطأوا وقلدوا من قال ذلك). ولم يخبرنا الكاتب في أي كتاب هذا القول، ولكن أنا أنقل لك بعض ما نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الشأن: ــ

(1) مجموع الفتاوى ج 3 ص274: " وهم (أهل السنة والجماعة) في باب الأسماء والأحكام والوعد والوعيد وسط بين الوعيدية الذين يجعلون أهل الكبائر من المسلمين مخلدين في النار ويخرجونهم من الإيمان بالكلية ويكذبون بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وبين المرجئة الذين يقولون إيمان الفساق مثل إيمان الأنبياء والأعمال الصالحة ليست من الدين والإيمان ويكذبون بالوعيد والعقاب بالكلية"

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير