تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خلفه حتى يشغل عنه الناس بسماع صوته فلا يتفطن له، وكان المغيرة بن الحكم الصنعاني يحج من اليمن ماشيا وكان له ورد من الليل يقرأ فيه كل ليلة ثلث القرآن ينظر هذه الآثار: لطائف المعارف 415. ومن معاني بر الحج كثرة ذكر الله تعالى فيه، وقد أمر الله تعالى بكثرة ذكره في إقامة مناسك الحج مرة بعد أخرى، قال تعالى: سورة البقرة الآية 198لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا الله عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّين سورة البقرة الآية 199ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا الله إِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ سورة البقرة الآية 200فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا الله كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ سورة البقرة الآية 201وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ سورة البقرة الآية 202أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَالله سَرِيعُ الْحِسَابِ سورة البقرة الآية 203وَاذْكُرُوا الله فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فانظر -أخي الحاج- كيف أمر الله بذكره واستغفاره ودعائه في هذه المواضع، ونبه على ذلك حثا لحجاج بيته الحرام أن يستغلوا تلك الأزمات الشريفة والأماكن الفاضلة بما هي أهله من الطاعات

(الجزء رقم: 69، الصفحة رقم: 284)

والقربات، وأعظمها ذكره جل وعلا واستغفاره، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سنن الترمذي الحج (902)، سنن أبو داود المناسك (1888)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 75)، سنن الدارمي المناسك (1853).إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله تعالى رواه أبو داود والترمذي وصححه، ولفظه: سنن الترمذي الحج (902)، سنن أبو داود المناسك (1888)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 75)، سنن الدارمي المناسك (1853).إنما جعل رمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله تعالى ورواه غيرهما، قال بعض أهل العلم: إنما كان ختام الأعمال الصالحة، ومنها الحج بالذكر والاستغفار لأن العبد محل تقصير في أداء تلك الطاعة، يعتوره النقص والخلل وعدم أداء ما وجب عليه حق القيام. ومن الذكر في الحج التلبية فيه ورفع الصوت بذلك والدعاء معه، كما هو فعل الصحابة رضي الله عنهم، فعن ابن عمر رضي الله عنهم، صحيح مسلم الحج (1184).أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استوت به راحلته قائمة عند مسجد ذي الحليفة أهل -أي رفع صوته- فقال: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، وكان عبد الله يزيد مع هذا: صحيح البخاري المظالم والغصب (2451)، صحيح مسلم الحج (1184)، سنن الترمذي الحج (825)، سنن النسائي مناسك الحج (2747)، سنن أبو داود المناسك (1812)، سنن ابن ماجه المناسك (2918)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 120)، موطأ مالك الحج (738)، سنن الدارمي المناسك (1808).لبيك لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل متفق عليه.

(الجزء رقم: 69، الصفحة رقم: 285)

وعن جابر رضي الله عنه قال: أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر التلبية. مثل حديث ابن عمر، والناس يزيدون " ذا المعارج رواه أبو داود في سننه -كتاب الحج- باب كيف التلبية 2\ 162 برقم 1813ونحوه من الكلام، والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع، فلا يقول لهم شيئا قال الهيثمي في المجمع 3\ 223^ رواه البزار مرفوعا وموقوفا، ولم يسم شيخه في المرفوع^، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: رواه مسلم في صحيحه -كتاب الحج- باب جواز التمتع في الحج والقران 8\ 232خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نصرخ بالحج صراخا الحديث، أي: نرفع أصواتنا بالتلبية، وما ذاك إلا لأن التلبية من شعار الحاج في الظاهر، وفيها اشتغال بذكر الله المتضمن كلمة التوحيد وتحقيقها ونفي الشرك ومخالفة المشركين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير