تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن معاني الحج المبرور الإحسان إلى الناس ومعاملتهم بالمعروف وحسن الخلق معهما، ففي صحيح مسلم رواه مسلم في صحيحه -كتاب البر والصلة والآداب- باب تفسير البر والإثم 16\ 111 من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنهأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن البر فقال: حسن الخلق، وهذا الأمر يحتاج إليه الحاج كثيرا، فينبغي له أن يتحلى به ويجاهد نفسه في تحقيقه، فيعامل الناس بالمعروف ويحسن إليهم بالقول والفعل، وما سمي السفر

(الجزء رقم: 69، الصفحة رقم: 286)

سفرا إلا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال.

ويتبع ذلك إطعام الطعام وإفشاء السلام، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صحيح البخاري الحج (1773)، صحيح مسلم الحج (1349)، سنن الترمذي الحج (933)، سنن النسائي مناسك الحج (2629)، سنن ابن ماجه المناسك (2888)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 246)، موطأ مالك الحج (776)، سنن الدارمي المناسك (1795).الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، قالوا: وما بر الحج يا رسول الله؟ قال: إطعام الطعام وإفشاء السلام، وفي لفظ آخر: وطيب الكلام حديث حسن رواه أحمد والطبراني في الأوسط سبق تخريجه، ومن أجمع خصال البر التي يحتاج إليها الحاج وصية النبي صلى الله عليه وسلم أباجري الهجيمي بقوله: سنن الترمذي البر والصلة (1970)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 360).لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك المسلم فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود وغيرهما. وأقوال الصحابة ومن بعدهم في بر الحج ومروءة السفر وحقوقه كثيرة، منها قول ابن عمر رضي الله عنهما: (البر شيء هين، وجه طليق وكلام لين)، وسئل سعيد بن جبير: أي الحاج أفضل؟ قال:

(الجزء رقم: 69، الصفحة رقم: 287)

(من أطعم الطعام وكف لسانه)، وقال ربيعة: (المروءة في السفر: بذل الزاد، وقلة الخلاف على الأصحاب، وكثرة المزاح في غير مساخط الله عز وجل)، وقال أبو جعفر الباقر: (ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت إذا لم يأت بثلاثة: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يكف به غضبه، وحسن صحابة لمن يصحبه من المسلمين)، وجاء رجلان إلى ابن عون يودعانه ويسألانه أن يوصيهما، فقال لهما: (عليكما بكظم الغيظ وبذل الزاد)، وروى عبد الرزاق عن الثوري قال: (سمعنا أن بر الحج طيب الطعام وطيب الكلام) ينظر لهذه الآثار: لطائف المعارف 411، 412.

وفي حج السلف من الصحابة والتابعين -رحمهم الله- تحقيق لهذه المعاني، قال مجاهد: (صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه، فكان يخدمني)، وكان إبراهيم بن أدهم يشترط على أصحابه في السفر الخدمة والأذان، وخدمتهم لأصحابهم ليس لعدم شغلهم بشيء، بل كانوا في خدمة أصحابهم مع اشتغالهم بطاعة الله، وروي عن كثير من السلف أنه كان يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم، اغتناما لأجر ذلك، منهم عامر بن عبد قيس وعمرو بن عتبة بن فرقد، مع اجتهادهما في العبادة في أنفسهما، وروي عن بعضهم أن كان يصحب إخوانه في سفر الجهاد وغيره، فيشترط

(الجزء رقم: 69، الصفحة رقم: 288)

عليهم أن يخدمهما، (فكان إذا رأى رجلا يريد أن يغسل ثوبه قال له: هذا من شرطي فيغسله، وإذا رأى من يريد أن يغسل رأسه قال: هذا من شرطي فيغسله) ينظر لهذه الآثار: لطائف المعارف 412، 413، سير أعلام النبلاء 4\ 17.

إن المسلم في أوقات العبادة والحضور في الرحاب الطاهرة، يلتزم بأكمل الآداب، ويتحلى بشريف الخصال، فكيف بالحضور في بيت الله المحرم والمشاعر المقدسة، فمما يكمل بر الحج اجتناب الإثم والمعاصي فيه، قال تعالى سورة البقرة الآية 197الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ الله وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَاب وفي الحديث الصحيح: صحيح البخاري الحج (1820)، صحيح مسلم الحج (1350)، سنن الترمذي الحج (811)، سنن النسائي مناسك الحج (2627)، سنن ابن ماجه المناسك (2889)، مسند أحمد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير