تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرابط: http://www.alifta.com/Search/ResultDetails.aspx?view=result&fatwaNum=&FatwaNumID=&ID=8211&searchScope=2&SearchScopeLevels1=&SearchScopeLevels2=&highLight=1&SearchType=EXACT&bookID=&LeftVal=17059&RightVal=17060&simple=&SearchCriteria=Allwords&siteSection=1&searchkeyword=216167217132216173216172#firstKeyWor dFound

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[13 - 11 - 07, 07:05 ص]ـ

مجلة البحوث الإسلامية > تصفح برقم المجلد > العدد الرابع والثلاثون - الإصدار: من رجب إلى شوال لسنة 1412هـ > البحوث > بيان الحكمة في التشريع الإسلامي > المطلب الثاني حكمة التشريع الإسلامي في تشريع أصول العبادات وأركان الإسلام > حكم الحج

خامسا: حكم الحج:

والحج عبادة تنطوي على حكم وأسرار نفسيه وخلقية واجتماعية الشيخ، السيد سابق: إسلامنا، ص 125 - 127.: من الناحية النفسية، فإن الحج يحيى في الأنفس ذكريات أبي الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم. ولعل أعظم هذه الذكريات رفع القواعد وانتصار الدعوة الإسلامية، ولقد جاشت نفس النبي محمد صلى الله عليه وسلم وانفعلت بذلك، فبكى وهو يقف أمام الكعبة وقال سنن ابن ماجه المناسك (2945).يا عمر: هنا تسكب العبرات. ومن الناحية الخلقية: فإن الحج يدرب المسلم على مجاهدة النفس، والوصول إلى أسمى المراتب الروحية حيث تنطلق الحناجر هاتفة باسم الله مثنية عليه، بينما المرء في ملابس الإحرام التي تخلو من كل زينة وتتجرد من كل أسباب الخيلاء، فيعيش الإنسان جو العفاف حيث، لا رفث ولا فسوق ولا جدال. قال تعالى سورة البقرة الآية 197الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ. ومن حكم الحج

(الجزء رقم: 34، الصفحة رقم: 208)

الإجتماعية، أنه تجمع عظيم تعدد كبير من أبناء الأمة الإسلامية، يلتقون ليشهدوا منافع روحية واقتصادية وسياسية لهم، وفيه تتوحد الغايات، ويتم تبادل الثقافات، ووضع أسس الالتقاء الدائم من أجل تحقيق منافع الأمة الإسلامية.

قال تعالى: سورة الحج الآية 27وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ سورة الحج الآية 28لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ.

والحج بحكمه تلك هو حق لله وحده، به يعلن المسلم عن امتثاله لشرع الله تعالى، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية " ولله تعالى حق لا يشركه فيه مخلوق: كالعبادات والإخلاص والتوكل والخوف والرجاء والحج والصلاة والزكاة والصيام والصدقة" مجموع فتاوى شيح الإسلام ابن تيمية، المجلد السادس والعشرون، ص 158.ولذا فإن من يخلص في أداء حق الله يكون متقيا إياه "والذين يتقون الله ويقومون بما أمرهم به من عبادته وطاعته يعزهم وينصرهم " مجموع فتاوى شيح الإسلام ابن تيمية، ص 312 ..

وحسب الحج، بهذه المثابة، أن الله سبحانه وتعالى قد جعله قياما للناس، فيه تقوم أمور دينهم ودنياهم، كما أن الحج مبني على توحيد الله الذي هو أصل الأصول كلها، ولذا يبدأ بالتلبية، التي هي دليل التزام العبودية لله تعالى، من خلال نفس اطمأنت إلى شرع ربها، فانشرح به صدرها، وأثبتت جميع المحامد وأنواع الثناء لبارئها، وهكذا ينفي المسلم عن ربه العظيم أن يكون له شريك في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وبذلك يحظى المسلم بالوصول

(الجزء رقم: 34، الصفحة رقم: 209)

إلى بيت الله الحرام، ويتمتع "بالتنوع في عبوديته والذل له والانكسار بين يديه " ويسأل المسلمون ربهم "جميع مطالبهم وحاجاتهم الدينية والدنيوية في تلك المشاعر العظام والمواقف الكرام ليجزل لهم من قراه وكرمه. . . . وليحط عنهم خطاياهم ويرجعهم كما ولدتهم أمهاتهم، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، فإن الطواف بالبيت والصفا والمروة ورمي الجمار إنما هي لإقامة ذكر الله، من خلال اجتماع المسلمين في مكان واحد، على شكل واحد، في عبادة واحدة، تتحقق فيها أسمى معاني الوحدة الإسلامية، والأخوة الإيمانية، فيرتبط الجميع برباط الدين الشامل، ويشعر الجميع بأن دعاء الله من خلال أعظم مظاهر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير