تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما فى قول الله عز وجل: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ([7])

وفى الحديث الطويل الذى رواه البخارى ([8]) من حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال: "أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقاً لتعفى أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبإبنها إسماعيل وهى ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحه فوق زمزم فى أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفى إبراهيم منطلقاً (أى عائداً فتبعته أم إسماعيل فقالت يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادى الذى ليس فيه أنس ولا شئ، فقالت له ذلك مراراً وجعل لا يلتفت إليها فقالت له: الله أمرك بهذا، قال: نعم، قالت إذن لا يضيعنا.

وفى رواية صحيحة قالت هاجر عليها السلام (قد رضيت بالله) ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال: رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ([9]) وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء

حتى إذا نفد ما فى السقاء، عطشت، وعطش ابنها، وجعلت اتنظر إليه يتلوى- أو قال: يتلبط- فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل فى الأرض يليها، فقامت عليه ثم استقبلت الوادى تنظر هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً، فهبطت من الصفا حتى غذا بلغت الوادى رفعت طرف درعها، ثم سعت سعى الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادى، ثم أتت المروة، فقامت عليها، فنظرت، هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات- قال ابن عباس: قال النبى:" فذلك سعى الناس بينهما- فلما شرفت على المروة سمعت صوتاً، فقالت صه – تريد نفسها- فإذا هى بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبة- أو قال بجناحه – حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه، وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء فى سقائها، وهو يفور بعدما تغرف، قال ابن عباس: قال النبى

:" يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم - أو قال-: لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عيناً معيناً:، قال: فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن هاهنا بيت الله، يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعاً من الأرض.

(وفى حديث على عند الطبرى بإسناد حسنه الحافظ ابن حجر فى فتح البارى فناداها جبريل فقال: من أنت، قالت: أنا هاجر أو أم ولد إبراهيم، قال: فإلى من وكلكما، قالت: إلى الله، فقال: وكلكما إلى كاف.

... وبعد ذلك جاء إبراهيم إلى إسماعيل بعد ما بلغ إسماعيل مبلغ الشباب وقال إبراهيم: "يا إسماعيل إن الله أو فى بأمر قال: فاصنع ما أمرك ربك قال وتعيننى قال وأعينك قال: فإن الله أمرنى أن أبنى هاهنا بيتاً وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال ابن عباس: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت فجعل إسماعيل يأتى بالحجارة وإبراهيم يبنى حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه إبراهيم وهو يبنى وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ([10])

وهذا الحجر الذى قام عليه إبراهيم ليتم البناء هو المقام وكان لصيقاً بالكعبة حتى أخره إلى موضعه عمر بن الخطاب حتى لا يعوق الطواف.

وهكذا بنى إبراهيم البيت وبقى موضع الحجر الأسود فقال إبراهيم لإسماعيل اذهب فالتمس لى حجراً وضعه ههنا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير