تمت رسالة تيسير أحكام الحج والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
كتبها الشيخ / حامد بن عبد الله العلي
الرابط: http://www.islamway.com/?iw_s=Articl...article_id=151
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 11 - 07, 02:04 م]ـ
دروس من الحج
عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة على خير النبيين وإمام المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأما بعد ..
فإن الحج مدرسة إيمانية عظيمة، يتلقى فيه المسلمون الدروس العظيمة والفوائد الجليلة والعبر النافعة في شتى المجالات، وفي جميع أبواب الدين (العقائد والعبادات والسلوك) ويتفاوتون في قوة تحصيلها وحسن اكتسابها تفاوتاً عظيماً بين مقلٍّ ومستكثر؛ والتوفيق بيد الله وحده.
ولذا رأيت أن من المفيد استخلاص جملة من الدروس العظيمة المستفادة في الحج والمتعلقة بجانب الاعتقاد خاصة، إذ هو الأساس والأصل الذي تبنى عليه الأعمال، ويقوم عليه الدين كله، وهي مجرد إشارة إلى بعض الدروس المستفادة فيه، وإلا فإن ما يستفاد فيه من دروس وفوائد أمر يفوق الحصر، ولا يبلغه العدّ.
وقد بلغ عدد هذه الدروس المستخلصة هنا ثلاثة عشر درساً، راعيتُ أن تكون متجانسة في حجمها وطريقة طرحها، والله أسال أن ينفع بهذا الجهد وأن يتقبّله بقبول حسن إنه نِعمَ المجيب.
الأول: بيان أن الحج مدرسة عظيمة ..
لا ريب أن الحج من أفضل الطاعات، وأجلّ القربات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه تعالى، بل هو عبادة من العبادات التي افترضها الله وجعلها إحدى الدعائم الخمس التي يرتكز عليها الدين الإسلامي الحنيف، والتي بيّنها رسول الله بقوله في الحديث الصحيح: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت».
وثبت عنه في أحاديث كثيرة ترغيب أمته في الحج وحثّهم على هذه الطاعة العظيمة، وبيّن لهم ما يغنمونه في الحج من أجور عظيمة وثواب جزيل وغفران للذنوب.
روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لعمرو بن العاص رضي الله عنه عند إسلامه: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟».
وروى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمّه».
وروى مسلم من حديث هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ... والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنّة».
وقد حجَّ صلوات الله وسلامه عليه بالناس -في السنة العاشرة من الهجرة النبوية- حجته التي رسم فيها لأمته عملياً كيفية أداء هذه الفريضة العظيمة، وحثّ على تلقّي كل ما يصدر منه من أعمال وأقوال، فقال عليه الصلاة والسلام: «خذوا عني مناسككم فلعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا»؛ فسُمِّيَتْ حجة الوداع، وفيها نزل على رسول الله قول الله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}
إنّ الواجب على كل مسلم قدِم لأداء هذه الطاعة العظيمة أن يجتهد تمام الإجتهاد في معرفة هدي النبي في الحج، وكيفية أدائه لمناسكه ليسلك منهجه وليسير على طريقه، وليقتفي أثره وليأخذ عنه مناسكه، وليتأتى له بذلك الإتيان بالحج على التمام والكمال؛ إذ لا كمال في هذه الطاعة -وفي غيرها من الطاعات- إلا بالاقتفاء لآثار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والسير على منهاجه.
لا ريب أن كل مسلم على وجه الأرض تتحرك نفسه في هذه الأيام المباركة شوقاً لأداء هذه الطاعة العظيمة، وطمعاً في تحقيق هذا النُسك الجليل، ومحبة لرؤية بيت الله العتيق إذ أن المسلمين جميعهم صلتهم ببيت الله الحرام وثيقة، وهي تنشأ منذ بدء انتماء المسلم لدين الإسلام وتستمر معه ما بقيت روحه في جسده. فالصبي الذي يولد في الإسلام أول شيء يطرق سمعه من فرائض الإسلام أركانه الخمسة التى أحدها حج بيت الله الحرام، والكافر إذا أسلم وشهِد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، أول ما يوجه إليه من فرائض الإسلام بقية أركانه بعد الشهادتين وهي: إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام، وأول
¥