· صحة الخطبة فإن صحتها - في بعض المذاهب - تتوقف على العلم بالفواصل؛ وذلك أن فقهاء
الشافعية نصُّوا على أن الخطبة لا تصح إلا بقراءة آية تامة, فمن لم يكن عالما بالفواصل يعسر عليه معرفة ما يصحح به الخطبة.
· العلم بتحديد ما تسنّ قراءته بعد الفاتحة في الصلاة، فقد نصّ العلماء على أنه لا تحصل السنة إلا
بقراءة ثلاث آيات قصار، أو آية طويلة، ومن يرى منهم وجوب القراءة بعد الفاتحة لا يكتفي بأقل من هذه العدد، فإنّ من لم يعرف الفواصل لا يتيسر له تحصيل هذه السنة، أو هذا الواجب. [7] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn7)
أنواع الفاصلة ووجوه ورودها
الفاصلة أقسام من حيث توافر الوزن و انتفاؤه، ومن حيث اجتماع الوزن مع عنصر آخر،أو انفراده، فهناك (المطرّف) أو (المعطوف): [8] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn8) وهو ما اتفق في حروف الروي لا فيالوزن، نحو قوله تعالى: {ما لكم لا تَرجونَ للهِ وَقاراَ. وقد خلقكم أطواراً} (نوح:31 - 14). وهناك (المتوازي): وهو رعاية الكلمتين الأخيرتين في الوزنوالرويّ، مثل قوله تعالى: {فيها سُرُرٌ مَرفوعةٌ. وأَكوابٌ موضوعةٌ} (الغاشية 13 - 14:).وهناك (المتوازن): وهو ما راعى في مقاطع الكلام الوزن وحسب،كقوله تعالى: {ونمارِقُ مَصفوفةٌ. وزَرابيُّ مبثوثة ٌ}
(الغاشية:15 - 16). وهناك المُرصّع: وهو أن يكون المتقدّم من الفقرتين مؤلفاً من كلمات مختلفة، والثانيمن مثلها في ثلاثة أشياء: وهي الوزن والتقفية وتقابل القرائن، كقوله تعالى:
{إنَإلينا إيابَهم.ثمّ إنّ علينا حِسابَهم} (الغاشية:25 - 26). وهناك أخيراً (المتماثل) وهو: أن تتساوى الفقرتان في الوزن دون التقفية، وتكون أفرادالأولى مقابلة لما في الثانية، فهو بالنسبة إلى المُرَصَّع كالمتوازن إلى المتوازي. قال تعالى: {وآتيناهما الكِتابَ المُستَبِينَ. وهديناهما الصِّراطَالمُستقِيمَ} (الصافات: 117 - 118). فالكتاب والصراط يتوازنان، وكذا المستبينوالمستقيم، واختلفا في الحرف الأخير.
لكل فاصلة قرينة، جمعها قرائن،سميت بذلك لمقارنة أختها وتُسمّى فِقْرة، غير أن الفِقرة أعمّ من القرينة،لأنها مماثلة لقرينتها بحرف الرويّ (مسجوعة)، وغير مماثلة، والقرينة لا تكونإلا مماثلة، والقرينتان في النثر بمنزلة البيت من الشعر. [9] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn9) وقد ترتب على طولالفقرة وقصرها أقسام، قال قوم: هي ثلاثة أقسام: قصير موجز، ومتوسط مُعجز،وطويل مُفصح للمعنى مُبرز. [10] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn10) ومن القصير ما يكون من لفظ واحد، أو عدد منالحروف: (آلم- حم –طسم) أو (الرحمن – الحاقة – القارعة). وأطول الفقراتالقصار ما يكون من عشر لفظات.وما بين هذين متوسط، كقوله تعالى: {والنجمِ إذاهوى. ما ضلّ صاحبُكم وما غوى. وما يَنطِقُ عن الهوى. إنْ هوَ إلا وَحيٌ يُوحى} النجم:1 - 4 من الفواصل ما هو آية كاملة، وما هو بعض آية، وهذا النوعالثاني هو النوع الغالب المضطرد. والفاصلة التي تستغرق آية ترد في فواتح السور،وهي على شكلين:
- الشكل الأول: المؤلف من مجوعة حروف مثل: (ألم – حم –طسم).- الشكل الثاني: المؤلف من كلمة مثل: (الرحمن) أو (الحاقَّة) أو (القارعة). أما الفواصل التي هي بعض آية، فعلى وجهين: أحدهما ما كانجزءًا من الآية، لا تقوم الآيات إلا به، ولا تستقل هي بمفهوم في غير آياتها،وذلك كثير في القرآن الكريم، كقوله تعالى: {والنجمِ إذا هوى ... } وأكثر قصارالسور جاءت فواصلها على هذا النحو من الاتصال. ثانيهما: ما جاء وكأنه تعقيب علىالآية، أو تلخيص لمضمونها، أو توكيد لمعناها .. وقد تصرف القرآن في هذا تصرفاًعجيباً، فجاء بالفواصل بعد الآيات كأنها رجع الصدى، أو إجابة الداعي إذا دعا. [11] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn11)
كقوله تعالى: {وردّ اللهُ الذين كفروا بِغيظِهم لم يَنالوا خيراً، وكفى اللهُالمؤمنين القتالَ وكانَ اللهُ قويّاً عزيزاً} (الأحزاب: 10).
مراعاة الفاصلة القرآنية للمعنى قبل المبنى
¥