تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنها آية كريمة ترسم ملامح الرسالة من خلال صفات نبيها ^، وتعرج على ما يجب له من الحقوق، وتبشر أتباعه بالصلاح والفلاح؛ فهو جامع لوصفي الرسالة والنبوة، وهو أمي لم يتعلم من أحد، فلم يتعلم من نبي ولا عالم، وإنما علمه العليم الحكيم، وهو مكتوب موصوف في توراة موسى وإنجيل عيسى.

فهو النبي الخاتم الذي بشر به الأنبياء، وأخذ العهد عليهم بالإيمان به ونصره، ووصف بأنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحل الطيبات ويحرم الخبائث، ويضع عنهم الإصر والأغلال، أي: التكاليف الغليظة التي كانت تكبلهم الشرائع السابقة بها.

إنه تصوير لحالة الضيق والمشقة التي أماطتها هذه الشريعة بالسماحة واليسر.

فالإصر: يقول عنه النضر بن شميل /: هو العهد الثقيل ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=686037#_ftn1)). وكل ثقيل فهو إصر؛ لأنه يأصر صاحبه، أي: يحبسه عن الحركة.

أما الأغلال: فجمع غُل بالضم، وهو جامعة الحديد تكون في العنق واليدين. قال مرتضى في «التاج» عن الأغلال: «وقد تكرر ذكرها في القرآن والسنة، ويراد بها التكاليف الشاقة والأعمال المتعبة» ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=686037#_ftn2)).

قلتُ: إنه تصوير ناطق يُقدم إلى السامع صورة شخص مكبل بأغلال حديدية، وهو يحمل على كاهله حملًا ثقيلًا ينوء به! فكيف يقوم بوظيفة الاستخلاف؟ إلى أن امتن ـ عليه برسالة النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام، فكانت كلمة «يضع» هي المفتاح لفك كبله وإماطة الحمل عن ظهره، فلا غل في الشريعة ولا إصر في الحنيفية السمحة.

وليس التيسير ورفع الحرج قاعدة فقهية فقط عبر عنها الفقهاء بقولهم: «المشقة تجلب التيسير». وقول الشافعي /: «الأمر إذا ضاق اتسع» ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=686037#_ftn3)). إلى غير ذلك من العبارات التي تصب في هذا الجدول، بل رفع الحرج والتيسير مقصد أعلى من مقاصد الشريعة.

وهذه فقرات لأبي المقاصد أبي إسحاق الشاطبي / تبين ذلك، حيث يقول: «المسألة السادسة: فإن الشارع لم يقصد إلى التكليف بالشاق والإعنات فيه، والدليل على ذلك أمور:

أحدها: النصوص الدالة على ذلك، كقوله تعالى: *& szlig;ì?Òt?uröNßg÷ZtãöNèdu?ñÀÎ)?@»n=øñF{$#urÓÉL©9$#ôMt R%x.óOÎgø?n=tæ&[ الأعراف:157]، وقوله: *$ oY­/u‘?wurö@ÏJóss?!$uZø?n=tã#\?ô¹Î)$yJx.¼çmtFù=yJym’n? tã?úïÏ%©!$#`ÏB$uZÎ=ö6s%&[ البقرة:286]. وفي الحديث: «قال الله تعالى: قد فعلت» ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=686037#_ftn4)). وقد جاء:

*? wß#Ïk=s3ã?ª!$#$²¡øÿtR?wÎ)$ygyèó™ãr&[ البقرة:286]، و*& szlig;‰?Ì?ã?ª!$#ãNà6Î/t?ó¡ã?ø9$#?wur߉?Ì?ã?ãNà6Î/u?ô£ãèø9$#&[ البقرة:185]، و*$ tBur?@yèy_ö/ä3ø‹n=tæ’ÎûÈûïÏd‰9$#ô`ÏB8lt?ym&[ الحج:78]، و*& szlig;‰?Ì?ã?ª!$#br&y#Ïeÿs?ä†öNä3Ytã4t,Î=äzurß`»

¡RM}$#$Zÿ‹Ïè

Ê&[ النساء:28]، و*$ tB߉?Ì?ã?ª!$#?@yèôfu?Ï9Nà6ø‹n=tæô`ÏiB8lt?ym`Å3» s9ur߉?Ì?ã?öNä.t?ÎdgsÜã?Ï9§NÏGã?Ï9ur¼çmtGyJ÷èÏRöNä 3ø‹n=tæöNà6¯=yès9?crã?ä3ô±n@&[ المائدة:6]. وفي الحديث: «بعثت بالحنيفية السمحة» ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=686037#_ftn5)). وحديث: «ما خير رسول الله ^ بين أمرين أحدهما أيسر من الآخر إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه» ([6]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير