تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الدراهم إلى هناك فمن الذي يتولى ذلك أليس هو الذابح هذا إن أحسنا الظن به ووثقنا بمن نرسل الدراهم معه أما إذا كانت أضحيتك في بيتك فتولى ذبحها بنفسك إن كنت تحسنه أو تحضره ويحصل بذلك تعظيم شعائر الله في البيت فإن أرسلها إلى بلاد أخرى يفوت به هذه المصلحة العظيمة يفوت في إرسالها إلى بلاد أخرى أن يأكل الإنسان منها والله تعالي قد أمر بالأكل منها فقال ? وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهٌِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرُ?فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عليها صَوَافَّ فَإذا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ? (الحج: 36) ومن المعلوم أنه إذا كانت الأضحية في غير بلدك فإنه لا يمكنك أن تمتثل أمر الله بالأكل منها لأنها ليست عندك وحين إذاً تفوت أمر الله عز وجل فيها وقد قال بعض أهل العلم أن الأكل من الأضحية واجب وإن الإنسان إذا لم يأكل منها فهوا آثم عاص لله ولاشك انه عاصٍ للأمر ولكن هل يأثم لهذا العصيان أو لا يأثم هذا محل الخلاف بين العلماء وإنك إذا أرسلت الدراهم ليضحي بها في بلد أخر فلا تدري متى تكون الأضحية هل تكون في اليوم الأول الذي هو أفضل من الأيام الثلاثة بعده أو تكون قبل الصلاة أو تكون بعد أيام التشريق ثم تبقى معلقا أيضا بالنسبة لأخذ الشعر والظفر والبشرة وأنت إذا أرسلتها إلى بلد أخر فلا تدري أيقوم المشتري بالاحتياط التام في تمام سنها وخلوها من العيوب المانعة من الإجزاء وخلوها من العيوب التي تكره فيها كل هذا سيفوتك أيها الأخوة إن من الغلط أن يرسل الإنسان دراهمه إلى بلد آخر ليضَُحي بها هناك لتفويت هذه المصالح التي سمعتموها وإذا كان عند الإنسان فضل مال فإني أحثه على أن يرسله إلى البلاد الفقيرة والمحتاجة للجهاد في سبيل الله والله سبحانه وتعالي ذو الفضل العظيم وإن من السنة أن يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته بالأضحية وهذا لا شك أنه إذا اقتصر عليه فهو السنة الموافقة لسنة رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم لأن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم وهو أكرم الخلق بلا شك وأحب الخلق للخير بلا شك وهو صلي الله عليه وسلم أسبق الناس إلى فعل الخير بلا شك وهو صلي الله عليه وسلم المشرع لأمته بلا شك لم يضحِ عنه وعن أهل بيته إلا بأضحية واحدة ومن المعلوم أن نساءه تسع وكل امرأة في بيت لم يضحِ بأكثر من ذلك وإن من خلاف السنة ما يفعله بعض الناس اليوم من الإسراف في الأضحية ولكن مع الأسف أن بعض الناس عندنا يضحي بعشر ضحايا لا حاجة إليها تجد الرجل يضحي عنه وعن أهل بيته كما قلت ثم تأتي البنت وتقول أريد أن أضحي عن جدي من قبل الأب وعن جدتي من قبل الأب و عن جدتي من قبل الأم و عن جدي من قبل الأم وهكذا تأتي الأخت وهكذا تأتي الزوجة حتى يصبح في البيت الواحد إلى عشر ضحايا لا حاجة إليها بل هي من الإسراف وإني أقول إن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم توفيت زوجته خديجة وهي من أحب نسائه إليه وهي أم أكثر أولاده وهي التي لم يتزوج عليها حين وجودها ومع ذلك لم يضحي عنها توفي عمه حمزة بن عبد المطلب أستشهد في أحد رضي الله عنه وهو أسد الله وأسد رسوله ومع ذلك لم يضحي عنه النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم توفيت بناته الثلاث قبل أن يموت إلا أن فاطمة بقية بعده ولم يضحي عن بناته فمن أين جاءنا أن يضحي عن الأموات؟ الوصايا تبقي بحالها ويضحي بها أما أن نضحي عن أمواتنا فمن كان عنده حرف واحد صحيح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه ضحي عن أحد من أمواته أو أنه أمر أن يضحي أحد عن أمواته فليسعفنا به فإنا له قابلون وله متبعون إن شاء الله أما أن نفعل عبادة نتقرب بها إلي الله لمجرد عواطف تكون في قلوبنا وصدورنا فليس لنا ذلك إنما الشرع من عند الله ألم تعلموا أن بعض العلماء يقول الأضحية عن الميت غير صحيحة لأنها لم ترد في السنة وقد قال النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) (4) ألم تعلموا أن الذين أجازوا الأضحية عن الميت إنما قاسوها عن الصدقة لأن الصدقة وردت بها السنة في حديث سعد بن عبادة حيث (تصدق بمخرافة عن أمه بإذن النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم) (5) ومخرا فه هو البستان الذي يخرف وكذلك الرجل الذي قال يا رسول الله (إن أمي افتلتت نفسها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير