تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

، قد يجد العوائق من القيل والقال والترهات والأكاذيب والأراجيف وقول الحساد والنمامين ولكن إذا وقف أمام الحق منصفا صادقا متأملا سرعان ما يعرف الحق، شاء أو أبى، ويأخذه سلطان الحق بالقوة إذا سلمت فطرته، وصدقت عزيمته، وأراد النجاة من نار الله عز وجل قبل أن يأخذه الله على الكفر أخذ عزيز مقتدر، فالكفار إذا استبانت لهم الأمور، وانكشفت لهم الحقائق؛ فإنهم إذا كانوا أصحاب عقول مستقيمة أسلموا؛ وإلا والعياذ بالله قد يكابرون {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} فالذي يعرض عليه الإسلام بالمال ليس معناه أننا نشتري الناس ليسلموا، وإنما نريد أن نقطع العوائق والعلائق التي تحول بين الناس وبين دين الله عز وجل تحول بينهم وبين تأمل هذه الأنوار الإلهية التي تخرج من الظلمات إلى النور التي تحول بينهم وبين انشراح الصدر وطمأنينة القلب والاهتداء بهداية الله لكي يصيب الإنسان سعادة لا شقاء بعدها أبدا، فيعطى هذا المال من أجل أن تزول هذه العوائق وليس معنى ذلك أنه يسلم من أجل أن يأخذ المال، ومن هنا من نظر في التاريخ وسمع العبر كثير ممن أسلموا وألُّفت قلوبهم سرعان ما أخذوا المال في بداية أمرهم ثم تركوه، ومنهم من رد المال، وأحب الإسلام للإسلام؛ لأنهم انكشفت لهم الحقيقة، فإعطاء المال للمؤلفة قلوبهم سهم لهم سهم في الزكاة، ولهم أن يعطوا من الصدقات، ولو عرض عليك إنسان يريد الإسلام وتعلم أنك لو أعطيته أو تألفته بالمال أنه يسلم تبادر وتعطيه ما تستطيع؛ لأنه إذا اهتدى على يدك وبسببك كان لك أجر صلاته وزكاته وحجه وعمرته وإسلامه وإسلام من يسلم على يديه وإسلام من أنجبه من أبنائه المسلمين، وتلك والله هي التجارة الرابحة، وتجارة رائجة رائحة.

نسأل الله بعزته وجلاله أن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، ونسأله أن يهدينا ويهدي بنا، وأن يجعلنا هداة مهتدين على طاعته ومحبته ومرضاته.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

{يتبع الباقي إن شا الله تعالى}

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[21 - 10 - 07, 08:43 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك أخي في الله على هذه الموضوع الرائع والدال على الخير كفاعله , كما قال عليه الصلاة والسلام.

أخوك في الله ...

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[22 - 10 - 07, 11:00 ص]ـ

قال المصنف - رحمه الله -: [باب المواقيت]:

الشرح:

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله أجمعين، وعلى آله وصحبه، ومن سار على سبيله ونهجه، واستن بسنته إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فيقول المصنف رحمه الله: [باب المواقيت]: المواقيت: جمع ميقات، يقال: أقّت الشيء يؤقته تأقيتا إذا حدده، والتحديد من الشرع أصل في العبادات، ولذلك جعل الله لعبادة الحج والعمرة ميقاتين: ميقات زماني، وميقات مكاني.

فالعمرة في ميقاتها الزماني شامل عام لجميع السنة إلا ما استثناه بعض العلماء -رحمهم الله- من يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق.

وأما بالنسبة للحج فله ميقات زماني لا يقدم عليه ولا يؤخر عنه على تفصيل سيأتي -إن شاء الله- لأهل العلم.

وأما الميقات المكاني فهي مواضع محددة حددها رسول الله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - بالنسبة للآفاقيين، ولمن مر بهذه المواضع من غير أهلها أن لا يجاوزوها وعندهم نية أن يحجوا ويعتمروا إلا بعد الإحرام منها، ولأجل هذا التحديد اصطلح العلماء رحمهم الله بتسميته بالمواقيت والميقات الزماني بينته أو أشارت إليه نصوص الكتاب العزيز والميقات المكاني بينته السنة الصحيحة عن رسول الله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - ومن عادة أهل العلم في باب المواقيت أن يتكلموا عن ميقات الحج الزماني وعن ميقاته المكاني.

فيقول المصنف رحمه الله: [باب المواقيت]: أي في هذا الموضع سأذكر لك جملة من الأحكام والمسائل التي تتعلق بمواقيت الحج الزمانية والمكانية وكذلك مواقيت العمرة وجمعها رحمه الله لتعددها واختلافها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير