تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال رحمه الله: [وكل هدي أو إطعام فهو لمساكين الحرم إلا فدية الأذى فإنه يفرقها في الموضع الذي حلق به]: وكل هدي أو إطعام فإنه في أي موضع؛ ففي الفدية أمر الله عز وجل بالنسك ولم يحدد أن يكون بمكة؛ فدل على أنه يجزيه أن يذبح الشاة في أي موضع، فلو أنه حلق رأسه لوجود الأذى من قمل أو غير ذلك كما حصل لكعب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأراد أن يفتدي بالذبح، فقال: أريد أن أذبح الشاة في بلدي. نقول له: لك ذلك، ولا حرج عليك في ذلك؛ لأن الله يقول: {ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} ولم يأمر في هذا النسك أن يكون بمكة؛ ولأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمر كعبا أن ينسك نسيكة وكان خارج الحرم، ولم يقل له ابعث بها إلى الحرم فدل على أنه يجزيه في أي موضع؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يعين في الفدية أن تكون داخل الحرم، وهكذا في الإطعام فإنه لو أطعم في بلده وقال: أريد أن أطعم المساكين في بلدي فأعرفهم هناك وهنا لا أعرف المساكين، قلنا له ذلك، وأما بالنسبة لما استثناه من قتل من جزاء الصيد فيجب أن يكون بمكة، ويتعين عليه أن يكون بمكة، واختلف في الدم في الهدي وظاهر السنة ما ذكرناه أنه بمكة، فبيّن المصنّف -رحمه الله- أنه يستثنى من هذا أن يكون بمكة إذا كان قتل صيد، وما عداه فإنه يكون في أي موضع من هدي وإطعام.

قال رحمه الله: [وهدي المحصر ينحره في موضعه وأما الصيام فيجزئه بكل مكان].

الأسئلة:

السؤال الأول:

فضيلة الشيخ: الشخص الذي يصوم صوم قضاء عن رمضان فهل يلزمه إتمام صومه إذا شرع فيه أو أنه أمير نفسه وكذلك النية متى تكون، وجزاك الله خيرا؟

الجواب:

بسم الله. الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

هناك مسألة أريد أن أنبه عليها وهي مسألة دجاج البيك، الذي استقر بنقل المشايخ والدعاة الذين كانوا في الخارج أن الدجاج المذبوح في الخارج في الغرب لا يسمح بذبحه للشركات بالذبح الشرعي المعروف، ولذلك كان مشايخنا وعلماؤنا ومن أدركنا من أهل العلم يرون أن حكمه حكم الميتة؛ لأنه يصعق بالكهرباء، ويدوّخ ويُخْنق، وتقوم الآلة بقطع الرأس دون تذكية شرعية، هذا الذي نعرفه بنقل المشايخ والعلماء وطلبة العلم الثقات الذين ذهبوا وسافروا ونظروا في بلاد الغرب حيث لا يسمح لهم بهذا الشيء، لكن بالنسبة لدجاج البيك كنت أنتظر إفادة واضحة، ومكثت قرابة شهرين جاءني بعض الإخوة ببعض الأوراق غير واضحة، كانت في لجنة جاءت وأبدت ملاحظات على الذبح، ثم لم توجد شهادات توثّق هل عُمل بهذه الملاحظات أو لم يعمل؟ وتأخر الإخوان - أصلحهم الله – في إحضار هذه الشهادات وأرسلوا لي أوراقا غير واضحة بالفاكس، وانتظرت خلال الشهرين أحد يأتيني حتى جاء أحد الإخوة –جزاه الله خيرا- بالأمس وأحضر لي شهادات موثقة من مشايخ معتبرين وطلبة علم أرجو أنهم ثقات على أن الذبح شرعي، وأنه يسمح لهم بالطريقة الإسلامية في أمريكا اللاتينية، وجاءت بوثائق – في الحقيقة- سرّتني كثيرا؛ لأن مثل هذا الشيء حينما يكون على الشريعة ومثل هذه الشركة تشترط أن يكون شيئا شرعيا وتحرص على إحضار المشايخ وطلبة العلم، فهذا سرّني كثيرا، ولذلك أنا أقول: إن هذا الدجاج حلال، لثبوت هذه الشهادة بشرط أن يُستمر العمل على هذا الشيء الموجود في هذه الشهادات وبالطريقة التي نُقلت إلي بهذه الوثائق. فأحببت أن أشير إلى هذا؛ لأنني كنت في الأول أقول: إن أي شيء من الخارج من الدجاج الذي يأتي من الخارج من الغرب لا يذكى ذكاة شرعية؛ لأن الشهادة كانت عندي موثقة ومن المشايخ الذين سافروا هناك أرضاهم فيما بيني وبين الله، وكنت أنتظر الإفادة وفي الحقيقة كان من المفروض أن يرسلوا الإفادة عاجلة وواضحة، وسبب التأخير عدم وصولها إلي، أما الآن فقد تبيّن الأمر أنا أقول: إنه حلال وذبحه شرعي، ويجوز أن يأكله المسلم ولا حرج ولا بأس بذلك.

بالنسبة لما ورد في السؤال من صيام القضاء: إذا صام الإنسان في القضاء فإنه يجب عليه أن يبيّت النية بالليل؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: ((من لم يبيت النية بالليل فلا صوم له)). ويجب عليه أن يمسك ولا يجوز له أن يفطر، وليس بأمير نفسه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير