تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كذا وكذا ويذهب يتتبع الرخص، لا. اتركوا الرمي دعونا نكون نجعل للناس توسعة، لماذا نضيق على الناس؟! لماذا نأمر الناس بالرمي؟! يقول إن موت الناس عند الجمرات سببه أن نفتي الناس بالرمي بعد الزوال. يا سبحان الله! أكانت السنة سببا في قتل الناس. لماذا ماتوا الآن وما ماتوا من قبل؟! ولماذا حصل هذا في هذه السنة ولم يحصل في السنوات قبلها؟! العبادة لا تضر ولا تؤذي ولم تكن سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهديه شرا على الناس أبدا، ونعتقد اعتقاداً جازماً لا شك فيه ولا مرية أن الله بعث نبيه عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين، وأنه لم يبعثه عذابا على العباد، زهناك فرق بين العبادة التي سنتها الشريعة وبين أفعال الناس وتصرفات الناس، ولذلك ما يحصل حقيقته ليس في توقيت الفقهاء ولا في فتاوى العلماء ولا في مسائل فقهية حقيقته في سلوكيات الناس وتصرفات الناس وحينئذ ينبغي أن تعالج هذه السلوكيات، وأن تعالج هذه التصرفات، حتى إني في العام الماضي وجدت الناس يجلسون عند الجمرات، منهم من ينام، ومنهم من يفترش الأرض، مع كل ما بذل من الوسائل، وهذا لا نقول إنه في تقصير نرجو من الله أنه فيه خير كثير، بذلته الدولة وبذله من يقوم على الحج، كنا نعاني الأمرين حينما كان الرجل يذهب إلى رمي الجمرات فيجد الناس نائما تحت الجسر، وكلكم رأى هذا من ذهب إلى الحج، فلا يجد طريقا إلا للواحد والاثنين، وهذا موضع رمي، فتجدهم يقتتلون ويدعس بعضهم بعضا ولربما يكون من النساء والفتن في طريق الإنسان لعباده، حتى أراد الله وأزيلت هذه البلية، فجاؤوا وافترشوا جوار الجمرات قبل الجمرات ويمين الجمرات ويسار الجمرات، حتى إلى عهد قريب في العام الماضي مكثت ما بين جمرة العقبة إلى أن أصل إلى أول الجمرات لغرض من بعد المغرب إلى بعد العشاء بنصف ساعة، قرابة الساعتين من آخر الجمرات؛ لأن الطريق لا يمكن أن يسير فيه إلا واحد أو اثنين، وهؤلاء نائمون ويدفعون الناس. تصرفات الناس هي المؤذية، ويتركون خيامهم ومنازلهم التي يسرت لهم وسهلت لهم وفيها وسائل الراحة وفيها وسائل الاستجمام لكي لا يجدوا إلا هذا المكان، ولا يجدوا إلا هذا المجلس؛ إذا تصرفات الناس، علينا أن نعي الأمور بحقيقتها، ثم يأتي من يقول لا هذا سببه ضيق الحوض نوسع الحوض، سببه ضيق الوقت نوسع الوقت، سببه فتاوى العلماء إذا نبحث عمن يرخص، هذا ليس بعلاج المشكلة، المشكلة جاءت من تصرفات الناس، فرق بين الخطأ بسبب العبادة وحاشا أن تجد في دين الله وشرع الله الذي وسع الله به على عباده خللا أبدا {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا} ما أوحى إلى نبيه عليه الصلاة والسلام ولا سن له إلا الصدق والعدل ولا بعثه إلا رحمة للعالمين؛ فإذاً معالجة هذه المشاكل توجيه الحجاج الذين يأتون إلى الحج، يوجهون من ديارهم حتى إن بعض الجنسيات تعتني بهذه المسألة فتجدهم من أسلم الناس في الحج، كذلك أيضا من الأسباب حينما يرتبط الناس بعضهم ببعض عند رمي الجمرات، فتجد الثلاثمائة والأربعمائة يأتون مع بعضهم، ويتماسكون مع بعض فيأتي هذا الكم الهائل لكي يزحف كل من أمامه، وكأن المسألة قتال، وكأنها معركة وكأنهم قادمون إلى معركة ولاشك أن هذا سيضر بالناس، سيسقط الضعيف، بل وسيسقط القوي، لأن القوي إذا واجهه اثنان أو ثلاثة أو أربعة الله أمر بمصابرة اثنين ما بالك إذا جاء ثلاثمائة مع بعضهم! فإذا لا بد أن ننظر إلى تصرفات الناس وأعمال الناس. الخلل ليس في العبادة، الخلل من هذه السلوكيات، حينما يأتي العشرون والثلاثون ويحاطون بأناس أقوياء في بنيتهم كأنهم جاءوا من أجل طرد الناس عن هذه الرفقة هذا لا يجوز، هذه السلوكيات هي التي تُعالج، وهذه التصرفات من الناس هي التي ينبغي النظر فيها، وعلى هؤلاء الذين يأتون إلى الحج أن تعتني بلدانهم بتوجيههم، وأن تعتني بتربيتهم بآداب الإسلام، وأن تعرفهم حقوق المسلمين قبل أن يأتوا، ولاشك أنه أحسنت بعض الدول حينما تصنع بعض الدورات لحجّاجها قبل أن يأتوا إلى الحج حتى إنه في بعض الأحيان يعلموهم كيف يطوفون كيف يسعون، ويثقفون روحيا، فلو أن كل بلد إسلامي يكون فيه نخبة من أهل العلم ويعتني كل بلد إسلامي وينبه على البلدان أنها تثقف شعوبها وحجاجها لتلافى الناس كثيرا من هذا الخلل، ثم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير