تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال رحمه الله: [فيلتزم البيت ويقول اللهم هذا بيتك وأنا عبدك وابن أمتك حملتني على ما سخرت لي من خلقك، وسيرتني في بلادك حتى بلغتني بنعمتك إلى بيتك، وأعنتني على أداء نسكي، فإن كنت رضيت عني فازدد عني رضا، وإلا فمن الآن قبل أن تنأى عن بيتك داري، فهذا أوان انصرافي إن أذنت لي، غير مستبدل بك ولا ببيتك ولا راغب عنك ولا عن بيتك، اللهم اصحبني العافية في بدني والصحة في جسمي، والعصمة في ديني وأحسن منقلبي وارزقني طاعتك على ما أبقيتني واجمع لي بين خيري الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير]: هذا الدعاء دعاء مخصوص ذكره المصنف رحمه الله لكن بينّا أنه لا تكون هناك أدعية مخصوصة إلا إذا كانت ثابتة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فالدعاء المخصوص في الزمان المخصوص أو في العبادة المخصوصة توقيفي، لا يؤمر الناس بدعاء مخصوص إلا إذا كان مما شُرع، وهذا الدعاء الحقيقة ليس فيه أثر صحيح، أُثر عن بعض الصحابة بعض الأدعية لكن المنبغي أن يترك الناس يسألون الله عز وجل بما يتيسر، وإذا سأل بالسنة والوارد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من جوامع الدعاء كما بينّا غير مرة فهو أفضل وأكمل، وليس لأحد أن يضع للناس دعاء خاصا في طواف الوداع، ولا دعاء خاصا في أي طواف من الأطوفة إلا إذا كان هذا الدعاء ثابتا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ وعلى هذا فإنه لا حاجة إلى مثل هذا.

قال رحمه الله: [ويدعو بما أحب ثم يصلي على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -]: يصلي على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الدعاء؛ لأن لها فضيلة عموما أن الدعاء الصلاة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أسباب قبول الدعاء واستجابته الصلاة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الأحاديث في هذا واضحة؛ ولهذا شرع للمصلي في التشهد أن يبدأ أولا بالصلاة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثم يتخير من المسألة ما شاء كما صح بذلك الأثر عنه عليه الصلاة والسلام.

قال رحمه الله: [فمن خرج قبل الوداع رجع إليه إن كان قريبا]: فمن خرج قبل أن يطوف طواف الوداع: طواف الوداع واجب على غير مكي، فأما المكي فلا طواف عليه. أما بالنسبة لغير المكي فمن كان فوق مسافة القصر يعني مسافة خمس وسبعين فأكثر إلى ثمانين كيلو فلا إشكال أنه يودع، لكن من كان دون مسافة القصر وهو في حكم حاضري المسجد الحرام: هل يودع أو لا؟ الأشبه أنه يودع؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جعل النص عاما فقال: ((اجعلوا آخر عهدكم بالبيت طوافاً)) فهو خارج، ومن هنا مادام أنه خارج الحرم الأشبه فيه أنه يودع لعموم النص، واستثني المكي للإجماع، وبقي ما عداه للأصل. ولذلك من كان بين المواقيت وبين مكة سواء بلغ مسافة القصر أو لم يبلغ كأهل الجموم ومر الظهران وأهل حَدّه ونحوهم كأهل الكُرّ دون الطائف ونحوهم كلهم يودعون؛ لأن النص عام واستثني المكي للإجماع.

قال رحمه الله: [وإن بعد بعث بدم]: وإن بعد بمعنى أنه خرج وتباعد عن مكة؛ فعليه دم. هذا فيه تفصيل: إن خرج ولم يودع وكان على مسافة القصر فأكثر فالعبرة بمسافة القصر، وإن كان دون ذلك فالعبرة بالابتعاد لكن الأشبه أنه يستقيم رجوعه مادام أنه دون مسافة القصر، فمن كان دون مسافة القصر وخرج ثم تذكّر فله أن يرجع مادام أنه لم يبعد عن مكة ولم يصدر منها صدور المسافر فيرجع ويتدارك هذه المسألة تعرف بمسألة التدارك: ما يمكن تداركه وما لا يمكن تداركه، فمادام أنه على مسافة القصر فأكثر ولم يبلغ مسافة القصر فيمكنه أن يتدارك أما لو خرج ووصل إلى بيته ووصل إلى أهله ثم أراد أن يرجع نقول: لزمك الدم رجعت أو لم ترجع؛ لأن المراد أن يكون آخر عهدك بالبيت طوافه وقد وصلت إلى أهلك فلست بمودع وحينئذ يجب عليه الدم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير