تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كذلك مما يحول بين العبد والرجوع إلى المعصية الخوف من الله جل جلاله، واستدامة هذا الخوف، فإن العبد يخاف من ذنب يرجع إليه أن يكون سببا في انتكاسته، ويخاف من ذنب يذنبه بينه وبين الله يكون سببا في سوء الخاتمة. الخوف من الله؛ ولذلك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع علو منزلته ودرجته كان يسأل الله عز وجل الثبات على الطاعة ويقول: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)) في أعز المواطن وأشرفها وهي لحظة السجود بين يدي الله، فإذا اهتديت لا تغتر بهدايتك، ولا تغتر بصلاتك ولا طاعتك، بل تستديم الخوف من ربك، كلما ارتفعت درجة العبد في طاعته ازداد خوفه من الله وخشيته من الله، ووجله من سوء الخاتمة، ومن تقلب قلبه ومن زيغ القلب، وهذا هو الذي حمل همه الصالحون فقالوا وهم ضارعون مستغيثون منيبون إلى الله جل جلاله {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} فذكر الله أنهم تذللوا وتبذلوا وتضرعوا وسألوه سبحانه أن يثبتوهم على طاعته لم يتكلوا على هدايتهم مع أن الله زكاهم بالاستقامة والخير، فلا تغتر بهداية ولا طاعة، وعليك أن تخاف من الذنب ولو كان يسيرا، وعليك أن ترجع إلى الله جل جلاله.

أما الوصية الأخيرة فإذا عاد إبليس عليك بالذنب فهزمت النفس وانكسرت أمام دواعي الشهوات والملهيات فارجع إلى ربك، وأرغم أنف عدوك اللدود إبليس، وقل: اللهم إني تائب إليك، راجع إليك ولو عاد بك مليون مرة، إذا أذنبت فلا تيأس من رحمة الله، ولا تقنط من روح الله، ولا تيأس من روح الله ولا تقنط من رحمة الله، واستدم صدق الرجوع إلى الله، بهذا تقتل عدوك، وينصرك الله جل جلاله على هذا الكيد من الشيطان الرجيم، أنك إذا أذنبت رجعت مباشرة، وصدقت في الرجوع إلى الله عز وجل وعندها تبدل السيئات حسنات، ويتولى عدو الله بالحسرات، ويحثو على رأسه التراب من الغيظ مما رأى من تنزل رحمة الله بك.

نسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يثبتنا على طاعته وأن يتولانا برحمته. والله تعالى أعلم.

السؤال السابع: فضيلة الشيخ: بعض المسالخ يأخذون الجلود ويبيعونها فهل يجوز لهم هذا البيع وجزاكم الله خيرا؟

الجواب:

بسم الله. الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

هذه الجلود ملك لأصحاب الذبائح، ولا يجوز لأحد أن يأخذ هذه الجلود إلا بإذن منهم، فإذا أذنوا بها أخذت، وإذا لم يؤذنوا فإنها ملك لهم، ولا يجوز أخذها بدون أن يكون منهم إعطاء على صفة شرعية معتبرة. والله تعالى أعلم.

السؤال الثامن: فضيلة الشيخ: هل يجوز أن يعق عن الجارية بشاتين وجزاكم الله خيرا؟

الجواب:

السنة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الشاة، فيأتسي بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وكذلك بالنسبة للذكر شاتين، لكن لو أنه دعا قرابته وزاد عددهم فأراد أن يصنع ثلاث شياه أو أربعة شياه أو خمسة شياه على قصد إكرام الضيف وليس على أنها عقيقة فلا بأس بذلك ولا حرج. والله تعالى أعلم.

السؤال التاسع: فضيلة الشيخ: امرأة عليها قضاء ثمانية أيام وقرب شهر رمضان حيث أنها تأخذ علاج، مستمرة على هذا العلاج في الصباح والمساء، فماذا يجب عليها حيث أنها تقول عند الصيام يؤثر على صحتها، وهل يكفي الإطعام. وجزاكم الله خيرا؟

الجواب:

إذا كان على المرأة قضاء من رمضان فإنه يكون مؤخرا إلى شعبان؛ لأن عائشة - رضي الله عنها - قالت كما في الصحيح: ((إن كان يكون علي صوم من رمضان فلا أقضيه إلا في شعبان لمكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مني)) فيصبح واجبا موسعا حتى إذا بقي على قدر الأيام من شعبان التي لم تصمها باستثناء يوم الشك فإنه يصبح واجبا مضيقا وحينئذ يجب عليها أن تصوم، فإذا وافق في هذه الأيام أن حصل عندها عذر ولم تستطع الصوم لوجود العذر، أو لم يستطع الرجل قضاء الصوم لوجود العذر فلا شيء عليه ولا عليها، وتنتظر حتى تصوم رمضان الثاني ثم تقضي بعد رمضان الثاني ولا شيء عليها وهو قول جمهور العلماء - رحمهم الله-

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير